احتقان شعبي في جرجيس التونسية.. والسلطات تصنف رضيعة الكارثة “حيوانا بحريا”

عرب ترند- تعيش مدينة جرجيس التونسية (جنوب شرق)، حالة من الاحتقان الشديد التي تنذر باندلاع ثورة ياسمين ثانية.

وحسبما تداولته صفحات تونسية، خرجت مظاهرات شعبية غاضبة في مدينة جرجريس، وذلك بعد التأكد رسميا من دفن السلطات لجثث ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية دون علم عائلاتهم.

 

واستنكر المتظاهرون صمت وتهاون السلطات في التعامل مع الملف، مطالبين بسقوط النظام الحالي. كما احرقوا بعض الممتلكات العامة.

وندّد المتظاهرون بإقدام السلطات على دفن ضحايا غرق المركب دون علم عائلاتهم.

والقصة بدأت يوم 21 سبتمبر الماضي، عندما انطلق قارب يضم 18 مواطنا تونسيا في رحلة هجرة غير قانونية، من سواحل جرجيس تجاه أوروبا.

وقبل أسبوع، تم العثور على جثة الشابة ملاك الرومي وتم التعرف عليها من قبل أهلها من “إسورة فضة بيدها مكتوب عليها اسمها”، تم إثبات ذلك بعد إجراء التحليل الجيني.

وزيرة تونسية تحمّل المواطن مسؤولية أزمة الوقود.. وناشطون يقدمون حلولا

 

فيما أكد أهالي جرجيس أن السلطات عثرت على بقية الجثث وتم دفنها في مقبرة الأفارقة دون إجراء التحليل الجيني ودون إعلام الأهالي.

وذكروا قصص مأساوية لأهالي الضحايا، منهم أم تعرفت على سروال ابنها عندما أخرجه البحارة الذين خرجوا للبحث عن المفقودين.

ونشرت صفحة محلية، قصة مؤثرة لمواطن مقيم بإيطاليا فقد زوجته وابنته الرضيعة في كارثة جرجيس، ولما قدم للبحث عن جثتيهما ورافق البحارة منذ أيام في عملية البحث. أعلموه اليوم أنه يمكن نقل جثة زوجته أما جثة ابنته فلا تزال مفقودة.

أحد أهالي ضحايا جرجيس

وبعدها بساعات يعرف أن جثة ابنته وضعت في كيس وتم تصنيفها “جثة حيوان بحري” ومصيرها مجهول.

وكشفت صفحة محلية، أنه تم أمس اخراج 4 جثث من مقبرة الأفارقة وتم التعرف على 3 جثث من قبل أهاليهم من خلال ملابسهم.

وشهدت المدينة خروج مظاهرات شعبية منددة بالتهميش الذي تتعرض له المنطقة ما دفع أولادها للهجرة عبر قوارب الموت.

كما خرج تلاميذ مدراس جرجيس، للمطالبة بالبحث عن أبناء المنطقة المفقودين منذ 20 يوما.

https://twitter.com/qr8SXClCAd0Tndc/status/1580136600008212480?s=20&t=33RAJBDM-34rdfEWq_pA0w

 

كارثة جرجيس النسخة الأصلية لمسلسل “الحرقة”

واعتبر متابعون كارثة جرجيس النسخة الأصلية لمسلسل “الحرقة” التونسي. الذي يعالج فكرة الهجرة غير الشرعية وتأثيرها على البيت التونسي.

كارثة جرجيس

 

https://twitter.com/tunisia_daily/status/1580143292322177024?s=20&t=xFVmXXaXKR2enEoyvaZilg

 

فيما تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي، صورا مؤثرة لأباء المفقودين وهم في انتظار وصول جثث أبنائهم.

 

وهاجم ناشطون صمت السلطات أمام الكارثة التي ألمت بمدينة جرجيس، وكذا تجاهل القنوات التلفزيونية.

وفي تصريحه لإذاعة “موزييك”، أوضح والد أحد المفقودين البالغ من العمر 14 عاما، أكد أنه فقد أيضا ابن أخيه وابن أخته في هذه الحادثة.

وأكد أن جميع أهالي جرجيس كانوا على علم بنية أبناءها في الهجرة السرية، وكانت تسعى لتأمين تنقلهم من لامبيدوزا إلى فرنسا عند وصولهم.

ملابس مفقودي جرجيس

ولفت إلى أنه حاول اقناع ابنه بعدم الإقدام على الهجرة غير القانونية لكنه كان مصرا على ذلك هو ورفاقه.

اللوم على أهالي المفقودين

وأمام هذه الكارثة، ظهرت بعض الأصوات التي ألقت اللوم على أهالي الضحايا. الذين سمحوا لأولادهم بالهجرة.

وفي هذا السياق، يرى خالد التونسي، أنه من حق أهالي جرجيس الاحتجاج ضد الدولة لتقصيرها في عملية انتشال الجثث.

وأضاف متسائلا: “وماذا عن تقصير الآباء الذين أرسلوا أبناءهم للموت وبفلوسهم”.

ولفت إلى أن بين المفقودين رضيع بعمر 8 أشهر، متسائلا “أليس من قمة الاستهتار أنك تبيع ملاك للموت بسبب الطمع”.

 

وتأتي كارثة جرجيس، بالتزامن مع توسع رقعة الانتقادات الموجهة لسعيد وحكومته ضد غلاء الأسعار وغياب عديد من المواد الغذائية الأساسية في الأسواق والمحلات مثل السكر والزيت والحليب إلى جانب أزمة الوقود.

Exit mobile version