عرب ترند- تفاجأ التونسيون، خلال الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والأربعاء بانقطاع التيار الكهربائي على كافة محافظات البلاد، مما أثار رعب وقلق عارم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وانقطع التيار الكهربائي على كامل البلاد لمدة 4 تترواح بين 4 و5ساعات مما عطل جميع المرافق العامة والخاصة باستثناء بعض المنشآت الصحية والأمنية والعسكرية التي تمتلك مولدات خاصة، لكن عمت منازل نحو 12 مليون تونسي في الظلام.
الظلام يعم تونس
وعمت حالة من الذعر والقلق في صفوف التونسيين، مما جعل العديد من الأنباء والإشاعات تتردد عبر منصات التواصل حول أسباب هذا الانقطاع الغريب والمفاجئ.
وفي البداية، ذكرت العديد من الصفحات عبر موقع “فيسبوك” حدوث انفجار أو حريق في المولد الرئيسي في العاصمة والمسمى بـ”مولد رادس” المطل على ميناء رادس التجاري في الضاحية الجنوبية للعاصمة، حيث تنقل وزير الداخلية إلى عين المكان للوقوف على العملية وإجراء عمليات تفقد على المولدات، فضلا عن القيام بدورات أمنية كبرى داخل الشوارع والأزقة لحفظ الأمن العام بعد أن عمها الظلام.
هلع التونسيون
وأثارت هذه الواقعة، قلقا واسعا لدى التونسيين الذي عبروا عن تفاجئهم وفزعهم من دخول كافة البلاد في ظلام دامس، متسائلين عن الأسباب التي دفعت دولة بأكملها إلى الدخول في ظلام دامس لساعات دون وجود توضيح رسمي من الهياكل المعنية.
فاعتبرت الناشطة سلمى الورفلي، في تدوينة على “فيسبوك”، بناءً على ماشاهدته أن الأمر مريب وغير طبيعي، قائلة:”ما شاهدته شخصيا في فجر هذا اليوم و كان السماء كلها مشعة و كأنها الوحيدة التي بها أضواء”.
وتابعت:”مش حيفهموا معنى كلامي و بيصدقوا انه انفجار بس المسؤولين نفوا قصة الانفجار و آلاف التونسيين لاحظوا و شاهدوا الشعاع الأزرق قبل انقطاع التيار الكهربائي على دولة تونس.. و ما خفي كان أعظم ،الله يستر من الي جاي”.
وتساءل هادي وسلاتي، في منشور،قائلا:” توّة بربّي أنجموا نسألوا على أسباب انقطاع التيار الكهربائي على تونس كاملة (كانت تنجم تهجم علينا مالطة و تحتلنا في ربع ساعة) و إلا هذا يعتبر إدخال البلبلة في المجتمع و الصيد في الماء العكر و بالتالي تآمر مفضوح على أمن الدولة؟”.
في المقابل، تذمر العديد من التونسيين من انقطاع الكهرباء ولحظات الرعب التي عاشوها جراء تواجد أحد أفراد عائلتهم في المستشفيات، حيث وصف إحدى التونسيات حجم الرعب الذي عاشته جراء انقطاع الكهرباء أثناء تواجد ابنها في أحد المستشفيات.
وقالت ريم البعزي، في تدوينة: “وقت تشوف طبيب حط يديه على راسو ويقلك الله غالب ماعندنا مانعملو … اقسم بالله العظيم اقسم بالله العظيم اقسم بالله العظيم تمنيت تتشق الوطى وتبلعني ولا نشوف ولدي يموت قدامي مخنوق”.
وتابعت: “انك قدام ولدك تمثل القوة والله لا توقعت روحي قوية لهالدرجة … انك تضحك في وجه ولدك وتقلو ارقد غاليا ارقد وولدي عطا فيا الثقة ورجع رقد … تخافش ماكينة بالباتري تخدم وهوا في الحقيقة مزاللها ربع ساعة وتسكت نقعد طول حياتي بتأنيب الضمير انو ولدي عطا ثيفتو فيا ورقد متهني وهوا في الحقيقة الماكينة مازللها ربع ساعة وتسكت”.
وأضافت:” مبعد يرجع الضو وحالة الفرحة في الطبة رجع الضو رجع رجع !يا اميييييييمتي عالرعب الي صار في الانعاش مبارح يا مييييمتي”.
أسباب فنية بحتة
وسارعت الشركة الوطنية للكهرباء والغاز لنفي شائعة الانفجار، مؤكدة على أنها فرقها تعمل على معرفة أسباب انقطاع الكهرباء على كامل البلاد، في واقعة هي الأولى من نوعها.
وذكر مصدر من الشركة، أنه في صورة خروج وحدة من محطات الإنتاج عن الخدمة فإن الخلل يصبح كبيرا ويستوجب إيجاد إمدادات وتعزيز من محطات أخرى لتحقيق التوازن بين العرض والطلب.كما قال مدير الاتصال في الشركة،منير الغابري، إنه لا شيء يدعو للفزع أن كفاءات الشركة تقوم بعملها.
وفي تعليقه على بعض الأنباء التي أكدت وجود ضوء أزرق سبق عملية انقطاع الكهرباء، قال الغابري، في تصريح إعلامي، إن أسباب إنقطاع التيار الكهربائي “فنّية بحتة ولا علاقة لها بأي انفجار أو أيادٍ خفية، ولا وجود لأي ضوء أزرق سبق هذا الانقطاع العام”.
فتح تحقيق في الواقعة
هذا وأعلنت السلطات القضائية التونسية، عن فتح بحث تحقيق في ملابسات انقطاع التيار الكهربائي على كامل البلاد، وفق ما أفاد به وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس عمر اليحياوي.
وقال اليحياوي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء،إنه “تم الإذن للفرقة المركزية للحرس الوطني بالعوينة بالتنقل وإجراء المعاينات الميدانية ومباشرة الأبحاث والاستقراءات اللازمة وإجراء جميع التساخير الفنية المستوجبة، للوقوف على ملابسات وظروف الانقطاع الفجئي للكهرباء”.