عرب ترند- هزت جريمة مروعة راحت ضحيتها شابة ثلاثينية، قضاء زحلة في محافظة البقاع شرقي لبنان، بعد أن أقدم عاشقها الأربعيني على قتلها في موقف سيارات أحد المقاهي بعد أن كانت رفقة عائلتها.
وفارقت الشابة ماريا حتّي الحياة بعد تعرضها لطلقات نارية من مسدس حربي على يد عاشقها شبل ميشال أبو نجم قبل أن يقدم على الانتحار وينهي حياته هو أيضا.
حاول التواصل معها لكن صدته
وحسب تقارير لبنانية، فإن الشابة ماريا تمت ملاحقتها من قبل القاتل شبل أبو نجم،بعد أن تناولت الغداء،أمس السبت، مع والديها في إحدى المحلات العامة في مدينة “زحلة”، حيث تابعها شبل ميشال أبو نجم إلى دورة المياه “وحاول التحدّث إليها، إلا أنها صدّته وعادت إلى طاولتها” طبقا لما ذكر عاملون في المقهى.
ويبدو أن قرارها وصدها له، أثار غضبه مما جعله يتربّص بها أمام المطعم، وعند خروجها وصعودها سيارتها اقترب منها في مركبته قبل أن يترجل ويوجه مسدسه على رأسها منهياً حياتها بطلقة نارية، ليطلق بعدها النار على نفسه، إلا أنه لم يمت على الفور، بل على تم نقله إلى المستشفى أين فارق الحياة هناك.
حب من طرف واحد ينتهي بقتل المحبوبة وإنتحار قاتلها .
القتيلة #ماريا_حتي رفضت الإرتباط بالقاتل لأنه متزوج ولديه طفلة ( سماها على إسم القتيلة ) ، رفض قرارها وإستمر بملاحقتها ، كانت في مقهى مع والديها ، ترصد لها اثناء خروجهم وأطلق النار عليها ثم على نفسه .#زحلة #لبنان #البقاع pic.twitter.com/IQUFy7wPj1— ضياء بن سعيد | DHIYA (@msafr2002) July 29, 2023
ووفق ما أفادت به زميلتها في التعليم في ثانوية زحلة الرسمية تدعى منى، فإن القاتل “انتظر خروج من أحبها ورفضت الارتباط به، لكونه متزوج ووالد لطفلة”.
عاشق لها وسبق له تهديدها
وقالت منى في تصريح لموقع “الحرة” :”انتهت حياة الشابة بقرار من شخص كان يدّعي حبه لها، وبعدما رفضت هذا الحب حوّله إلى حقد قاتل، لم يبال بسرقة عمرها وضحكتها وطموحها ومستقبلها، فقد كانت شخصاً مفعماً بالنشاط والحيوية، أينما تحلّ تنشر الإيجابية وحين تغادر تترك أطيب أثر”.
كما لفت زميلها في شبيبة مار الياس– تعلبايا، إيلي، إلى أن القاتل سبق وهددها بالقتل، ثم بدأ قبل 10 أيام بملاحقتها إلى أن تمكن “ونفّذ وعيده وأنهى حياتها” فقط لأنها رفضته “ورفضت أن تكرر فشل تجربة زواج سابقة” فقد كانت متزوجة قبل 10 سنوات “وارتبطت برجل لمدة أيام “وبعد أن احتال ونصب عليها، انفصل عنها بحجة اضطراره للهرب خارج البلاد بسبب ديون تراكمت عليه، لتغرق ماريا الثلاثينية العمر بالديون وتبدأ العمل من أجل سدادها”.
القاتل متزوج وله طفلة
وتشير المعلومات المتداولة إلى أن القاتل يبلغ من العمر 41 عاماً ترك زوجة وابنة صغيرة، سمّاها “ماريا” على اسم من قتلها وانتحر.
كما سبق للقاتل ملاحقة الضحية في أكثر من مناسبة، ما جعلها تقدم دعوى قضائية ضده لدى السلطات الأمنية اللبنانية،خاصة وأنها تعرضت للتهديد بسبب رفضها الارتباط به.
وأثارت الجريمة غضب وحزن الكثير من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي،حيث نعى كثيرون ماريا حتّي “لأنها معروفة بنشاطها المهني والاجتماعي”.
حزن النشطاء
بحسب ما ورد عنها في تقارير محلية فإن ماريا كانت “ذكيّة ومليانة حياة” وناشطة بأكثر من مجال سياسي ورعوي واجتماعي ورياضي، وأن من نعوها “تعاطفوا مع مصاب والديها، وهما مدرّسان علّما أجيالاً قبل تقاعدهما”، إذ تقول صديقتها في مجال التعليم:”خسرنا شابة ناجحة بكل ما للكلمة من معنى، فإضافة إلى خوضها غمار تعليم اللغة الإنكليزية، نجحت قبل عامين في افتتاح مشروعها الخاص وهو وكالة لتنظيم حفلات الأعراس”.
ارتفاع نسبة العنف ضد النساء
يشار إلى جريمة ماريا تعد الجريمة الثانية التي تهز لبنان في أقل من 3 أيام، إذ أقدم قبلها بيومين رجل ستيني على إنهاء حياة زوجته وغدرها أثناء نومها عند الساعة الثانية ليلا.
هذا ويشهد لبنان، خلال السنوات الأخيرة، زيادة ملحوظة بجرائم العنف المرتكبة بحقّ النساء والفتيات، إذ باتت أخبار مماثلة تتصدّر يومياً عناوين الصحف ووسائل الإعلام كافة.
فوفقا لمنظمة “كفى“، وصل عدد النساء اللواتي قتلن لغاية تاريخ قتل ماريا (29 يوليو2023) إلى 12 ضحية، إضافة إلى “6 محاولات قتل و7 حالات انتحار” بحسب ما ذكرته في صفحتها عبر “فايسبوك” .
وقالت المنظمة في بيان رصدته “عرب ترند” إن “النساء والفتيات (يتساقطنَ) واحدة تلو الأخرى، تارة عبر إطلاق النار عليهنّ وهنّ نائمات على فراشهنّ، وتارة (أخرى) عبر سقوطهنّ من على الشرفات أو أسطح البيوت، وطوراً عبر قتلهنّ في الشوارع”.
وتسألت المنظمة الحقوقية:”ألم يحن الوقت بعد لتعي الأجهزة والسلطات المختصة خطورة ما يحصل؟ ألم يحن الوقت لتسريع محاكمة القتلة وإنزال العقوبات القاسية في محاولة لوقف مسلسل القتل هذا؟”.
وتابعت أسئلتها: “ألم يحن الوقت لوقف التبريرات الذكورية لجرائم قتل النساء؟ ألم يحن الوقت لكفِّ سلطة الرجال المطلقة على النساء في داخل الأسرة المكرَّسة في الأحوال الشخصية الطائفية الذكورية؟”.
اقرأ أيضا: