عرب ترند- سيطرت حالة من الحزن على السودانيين بعد وفاة الموسيقار، خالد سنهوري، بعد أن عاش لأيام دون طعام وشراب في ظل أوضاع صعبة وانقطاع للكهرباء جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ مدة.
وتوفي الموسيقار خالد سنهوري، في حي الملازمين بأم درمان، نتيجة تعرضه هبوط حاد في الدورة الدموية بسبب الجوع والعطش لعدم قدرته على توفير مأكلها ومشربه جراء الاشتباكات العنيفة الدائرة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
دفن أمام منزله
ولفتت تقارير سودانية إلى إنه لم تكن هناك أي وسيلة أو سيارة إسعاف لنقله إلى المستشفى، ثم إنهم بعد وفاته لم يجدوا ما ينقلون به الجثمان إلى المقابر، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على حي الملازمين الذي يضم مبنى الإذاعة والتلفزيون.
ووفق مقربين منه، اضطر شقيقه إلى دفنه أمام منزله، لصعوبة نقله إلى المدافن العامة رفقة اثنين من أبناء الحي.
وأحدثت وفاة الموسيقار خالد سنهوري بسبب الجوع صدمة عميقة في الأوساط الفنية والمجتمعية في السودان والنشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ لم يكن خالد سنهوري مجرد موسيقي، بل كان رمزًا للفن والثقافة في السودان، وله أعمال فنية نادرة أسهمت في إثراء التراث الفني للمنطقة.
حزن النشطاء
فكتب الفنان خبيب عبد الرحيم، تغريدة نعى فيها خالد سنهوري،حيث قال “خالد اتوفى نتيجة هبوط حاد، أيام بدون أكل وبدون شراب وبدون علاج، لابقالة فاتحة لاسوق فاتح لا كهرباء لا موية، حتى عربية توديهو المستشفى للإسعاف مافي لمّن مات، وبعد مات عربية تودي الجثمان المقابر مافي، نفرين من الحلة واخوهو اكرموهو ودفنوهو قدام باب بيتهم بالملازمين زي ماشايفين…اللهم ارحمه واغفر له واجعل معاناته قبل وفاته كفارة لذنوبه .. اللهم آمين”.
وقالت الناسطة سعدية :”حسبي الله ونعم الوكيل، تعددت الأسباب والموت واحد،خالد سنهوري اتوفي نتيجة هبوط حاد ،ايام بدون اكل وبدون شراب وبدون علاج لا بقاله فاتحه لاسوق فاتح لا كهرباء لا مويه وفي الاخر خالد سنهوري دفن قدام باب بيتهم الدعامه مسيطرين علي الملازمين تماما،عربية توديهو المستشفي للاسعاف مافي لمن مات، وبعد مات عربيه تودي الجثمان المقابر مافي وإكرام الميت دفنو نفرين من الحله واخوهو اكرموهو ودفنوهو قدام باب بيتهم زي ماشايفين”.
وعلق الصحفي اللبناني، جان عزيز على وفاة الموسيقار السوداني جوعا،قائلا في تغريدة على “تويتر”:” موسيقي من السودان مات أمس في منزله في أم درمان سبب الوفاة: جوعاً… عنوانٌ يختصر كل القضايا،كل الشعارات…كل الحكام والزعماء …كل الثورات …كل النضالات والانتصارات والإنجازات…عنوانٌ يؤكد أننا في منطقة اختصاصها الوحيد …قتل الإنسان وأدواتها للقتل تمتد من السماء حتى الأرض”.
وقال الكاتب السياسي السوداني، عادل سيد أحمد، إن الخرطوم التي تضم نحو 8 مليون نسمة باتت كلها مُشرّدة بسبب الحرب،مشددا على أن الموسيقار خالد سنهوري ضحية للجوع والمُعاناة والحرب الدائرة في السودان
الكاتب السياسي عادل سيد أحمد: #الخرطوم كلها مُشرّدة.. والموسيقار #خالد_سنهوري ضحية للجوع والمُعاناة والحرب الدائرة في #السودان #الحدث pic.twitter.com/ibYpg3XLAu
— ا لـحـدث (@AlHadath) July 22, 2023
مجاعة…أوضاع مأسوية
وأثرت الحرب والنزاعات المستمرة في المنطقة بين الجيش و”قوات الدعم السريع” بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وانتشار ظاهرة المجاعة، إذ لا يعد الموسيقار سنهوري أولى ضحايا الحرب الذين ماتوا جوعاً. ففي الشهر الماضي، توفيت شقيقتان من أصول أرمينية جوعاً في منزلهما، بعدما عجزتا عن الخروج لإحضار مواد غذائية بسبب القصف المستمر على المنطقة، وتوفيتا بعد 55 يوماً من الحصار.
وقبلهم توفي رجل سبعيني في بحري، كان يتضور جوعاً، بعد أن عجز عن توفير قطعة خبز لأيام بسبب القصف المستمر والاشتباكات التي لا تنتهي رغم دخولها شهرها الرابع.
ووفق تقارير سودانية ودولية، تعاني العاصمة الخرطوم حالياً من نقص كبير في المواد الغذائية، لأسباب من بينها أن المحال التجارية أغلقت، أو لأنها خالية من البضائع، ومحال أخرى نُهبت، بالإضافة إلى أن كثيراً من الموظفين لا يملكون نقوداً لشراء الخبز، لأن الحكومة عجزت عن صرف مرتباتهم لأكثر من 3 شهور، وهذه المشكلة يعاني منها بعض موظفي القطاع الخاص أيضاً.
كما أن المصانع التي تنتج السلع والمواد الغذائية ويقع أغلبها في منطقة الخرطوم بحري وأمدرمان، تعرضت للقصف أثناء الحرب، فيما تعرضت مصانع أخرى للسرقة.