عرب ترند- تصدر افتتاح مهرجان قرطاج الدولي في دورته السابعة والخمسين، حديث التونسيين، وسط انتقادات لاذعة وسخرية واسعة من عرض الافتتاح الذي قدم تحت عنوان “المحفل” للفنان التونسي محمد الفاضل الجزيري.
وافتتح مهرجان قرطاج أولى حفلات دورته الـ57 بعرض غنائي موسيقي راقص يحمل عنوان “محفل” بمشاركة نحو 120 فنانا وفنانة.
و”المحفل” هو عرض موسيقي فرجوي مشترك الإنتاج بين مركز الفنون جربة ومسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، ومن أبرز المشاركين فيه نور شيبة وزهرة الأجنف وآمنة الجزيري ويحيى الجزيري ونضال اليحياوي ومحمد العايدي ومحمد علي شبيل.
ورغم أن الجمهور، وفق مقاطع الفيديو التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، في تونس، ظهر مستمتعا بعرض المحفل،الذي قدم، مساء الجمعة، إلا أن الأخير تعرض لانتقادات حادة من قبل ثلة من الإعلاميين وصناع الثقافة في تونس والجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي.
عرض “المحفل”
والعرض، قال عنه صاحبه المخرج الفاضلالجزيري إنه عرض فرجوي بالأساس، فيه إعادة بناء طقوس الأعراس البدويّة في مناطق مختلفة من البلاد التونسية مع تثمين هذا التراث اللامادي برؤية معاصرة، فيها ترواح بين آلات تقليدية وأخرى معاصرة مستندا على تجربته وخبرته في الكتابة المسرحية والتوضيب الركحي والسيوغرافيا”، وفق تصريح إعلامي سابق.
عرض فاقد للرؤية الإخراجية والجمالية
حيث كتب المسرحي سامي بودبارة، منشور أبدى فيه رأيه بشأن عرض “المحفل”، قائلا إنه “عرض أكثر من عادي، لا يوجد فيه ما يثير الدهشة ويشد المتفرج”.
وقال بودبارة إن المحفل “خلطة سيئة التكوين بين “فلاقة” للفنان نصر الدين الشبلي و “النوبة” من خلال “بين الوديان” و”ذزيتيلي هاني جيتك” للفنان الفاضل الجزيري والموسيقار سمير العقربي و”ماطقتاش مر فراقك” للمرحوم الأديب الشاهد الأبيض والتي أبدع في أدائها الفنان رمضان هضب”. وأضاف:” المحفل مخيب للانتظارات وليس له أي علاقة بالمحفل، عرض مفلس جدا كحال البلاد والعباد”.
وانتقد هدى الدغاري، بشدة عرض المحفل عبر منشور لها على حسابه في “فيسبوك”، إذ قالت إن “”محفل” الجزيري بلا رؤية إخراجية ولا جمالية ولا فكر”.
وتابعت:”محفل بدا لي “حضبة” فوق سطح بروب مزركشة، بلا ملْية وحزام !محفل باهت بألوان صادمة!تطعيم التراث الغنائي بالموسيقى الغربية لم يكن موفقا،محفل أشبه بكسكروت سردبنة بالمعجون!ذكرني بمعارك الهوية الكلاسيكية وجمع مالا يجمع : ثنائيات التراث والتجديد ونحن والآخر… وغيرها من الموازنات الساذجة بين عالمين مختلفين انتهت بقلبها جميعا في مزبلة التاريخ مقابل نشوء عالم تحكمه القوة والسيطرة والعنف المادي والرمزي”.
رأي الدغاري ساندته الناشطة حنان مبروك الذي لم يعجبها عرض المحفل أيضا، حيث اعتبرت العرض “مساسا بالهوية الثقافية لتونس”.
وأوضحت مبروك أن “استسهال واستهتار كبير بيها…لأن من يحترم هويته يقدمها بأحسن مستوى ممكن”، مشددة بالقول:” ما فما من المحفل كان المحارم والحصان والطبابلية وصوت الفنانين الي أتقنوا أغانيهم ما عدا ولد الجزيري،أغاني مكررة إلي هذا يعمل عرض ويطلع في المهرجانات يغنيهم”.
بدوره انتقد الصحفي مراد مزيود العرض وتكلفته المالية، قائلا في منشور له على “فيسبوك”:”عرض المحفل متكلف ب 700 مليون كانت تفك غصرة متاع عديد رؤساء المهرجانات دافعين شيكات للعباد و يستنوا في وزارة السياحة أو الثقافة تصب فلوس الدعم باش يخلصوا لعباد”.
كما اتهم الفنان مقداد السهيلي الفاضل الجزيري بتجمير ”البايت”(تكرار) و أن عرضه يندرج في إطار المحاباة،علما وأن حياة قطاط القرمازي وزيرة الشؤون الثقافية وإدارة مهرجان قرطاج قاما بتكريم الفاضل الجزيري عقب انتهائه عرضه.
انتقاد مشاركة نور شيبة
من جهة أخرى، انتقد البعض مشاركة الفنان نور شيبة في عرض “المحفل” بعد أيام على خروجه من السجن في قضية “مخدرات” ومنحه فرصه صعود المسرح الأُثري بقرطاج رغم التهمة التي وجهت إليه وسجن من أجلها لأكثر من سنة.
فعلق محمد علي البشيني على حضور نور شبية ضمن عرض الافتتاح، حيث سخر من مشاركته بسبب زملائه الذين تدخلوا له لمشاركته، مقابل تهميش أبناء الطبقات المهمشة والفقيرة لمجرد دخولهم السجن حتى بتهم ملفقة.
وقال في هذا السياق:”تونس بلد المعارف و الأكتاف اإلي عندو شكون قد ما يعمل يسلكها و الأمثلة برشة من غير ذكر أسماء برشة وجوه معروفة داخلين خارجين عالحبس وباعد يمشيو لحمام زعيّم ينظافو وابناء الشعب على غلطة ساعات بلاش قصد حياتو تتحطم.الزوالي ليه ربي في ها الحفرة”.
يشار إلى أن برنامج الدورة 57 للمهرجان الممتدة حتى 19 أغسطس القادم تشمل حفلات لمجموعة من النجوم أبرزهم اللبناني راغب علامة والجزائرية سعاد ماسي والسوري ناصيف زيتون والتونسي صابر الرباعي والمصري محمد حماقي ولطيفة.
كما يشمل البرنامج سهرة مشتركة لفرقة “تقسيم تريو” التركية ومجموعة “ثلاثي جبران” الفلسطينية وسهرة إفريقية تحييها المغنية النيجيرية يامي ألايد والمغني تيكن جاه فاكولي من ساحل العاج.