عرب ترند- أثار اختبار مادة العربية للتلاميذ المرشحين لمناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية بتونس، حالة من الجدل و الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي وسط إجماع تونسي على صعوبة هذا الاختبار لعدم ملائمته لإمكانيات التلاميذ في هذه المرحلة.
وانتقد الكثير من التونسيين من أولياء وإطار تربوي عبر منصات التواصل أن يسمح بتقديم اختبار من هذا النوع من قبل وزارة التربية لطفل في 12 عاماً، وسط إقرار كلي بصعوبته.
وطرح على تلاميذ السنة سادسة ابتدائي وفق نظام التعليم في تونس مجموعة من الأسئلة،حيث طلب منهم إنشاء مقال حجاجي يتم فيه إقناع أخ التلميذ المتخرج حديثا من إحدى الجامعات التونسية بالعمل في ورشة والده الميكانيكي.
كما طلب من المرشحين الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة شرح الكلمات التالية: “تتعاوره، ينوء، استجداء”، وهو الكلمات التي أثارت حفيظة الأولياء وعدد من المربيين.
غضب واستياء التونسيين
ووصف المعلم والدكتور مصدق الجليدي الاختبار المذكور بـالاختبار “الفاشل وقد يكون مسببا للفشل العاجل والآجل”،قائلا في تدوينة على حسابه في “فيسبوك”:”هذا الاختبار أحكم عليه بصفتي تلميذا سابقا نجح الأول وبتميز في مناظرة السيزيام سنة 1973، ومعلما بالابتدائي طوال 17 سنة، ودكتورا في علوم التربية وناجحا بامتياز في شهادة تقييم اختبارات التلاميذ، بكونه اختبارا غير موفق وغير ذي مصداقية اختبارية”.
وشدد الجليدي على أن الاختبار المذكور “غير ملائم للمستوى المعرفي للتلاميذ”، فضلا عن أنه “غير دال بالنسبة لهم لأنه يقع خارج مجال اهتمام هذه الفئة العُمُرية”.
كما لفت إلى أن الاختبار “مشكوك في مصداقيته التربوية والأخلاقية، لكونه قد يحدّ من حماس المتعلمين لمواصلة الدراسة وقد يتسبب لهم في تعقيدات نفسانية تنفّرهم منها وقد يقضي على روح الأمل والطموح والحلم المشروع بمستقبل زاهر لديهم، وفق ميولاتهم ورغباتهم. وفي هذا الاختبار شبهة تسييس (تمرير سياسات) ومصادرة على المستقبل”.
وعبر عن استغرابه من “يطلب من تلميذ السنة السادسة ابتدائي أن يقنع أخا له متخرجا من الجامعة وكيف يُنتظر من ذلك الشاب الجامعي أن يقبل ب”دبارة طفل صغير”؟!!.
وكتبت الناشطة فرح الحناشي منتقدة اختبار مناظرة “السيزيام” منشورا على “فيسبوك”،قالت فيه:”ساعة واحدة يطالب فيها متعلم السنة السادسة بفهم المعاني الباطنية للنص المطروح بأسئلته المفتوحة كلها تقريبا وإنتاج نص سردي حوراي ذو طابع حجاجي عن قيمة العمل مع هكذا طرح صعب للأسئلة هو في حقيقة الأمر تعجيز للمتعلم لا غير…شكرا وزارتنا”.
وعلقت إشراق على الجدل بالقول:”إدراج امتحان ضمن سياق مناظرة وطنية لا يعني ضرورة تعجيز التلميذ أو تعدي حدود إمكاناته… هناك معادلة يجب احترامها جيدا وهي كيفية التوفيق بين ضرورة أن يكون الامتحان فوق مستوى التلميذ المتوسط وضرورة ألا يتجاوز حدود التلميذ المتميز”.
وأضافت:”ما ورد اليوم كمطلوب أراه يتجاوز حدود التلميذ المتميز بكثير خاصة في مستوى المترادفات بل لعلني لا أبالغ إن قلت لكم بأن الكثير من المستويات المتقدمة حتى في التعليم الثانوي سيعجزون عن الرد على هكذا مطلوب”.
وعلقت ناشطة ثانية:”الإنتاج الكتابي سيء الطرح جدا كيف لطفل في مقتبل العمر ان يقنع جامعي بقيمة العمل؟؟ لو انه كان حوار بين الاب و الابن الأكبر و الأب هو من سيقنع ابنه بقيمة العمل و الطفل هو الراوي و الناقل للحوار و الحدث لكان الموضوع لحد ما مقبولا”.
وقال أحمد إبراهيم:”امتحان مادة العربية مناظرة الدخول الى المدارس النموذجية،هذا النص كان إمتحاني للثلاثي الثالث للسنة الثالثة ثانوي نظام قديم سنة 1995 في معهد 25 جويلية بصفاقس عند استاذنا نجيب خنفير…صراحة تتفنن لجنة هذا الامتحان في تعجيز التلميذ واستعراض قدراتها التدميرية للجميع”.
هذا ولم تعلق وزارة التربية إلى الآن عن الجدل القائم بشأن اختبار العربية لتلاميذ السنة السادسة ابتدائي،علما وأنه انطلق اليوم الخميس، 56893 تلميذا من أصل 200400 تلميذ مرسم بالسنة السادسة من التعليم الأساسي أي بنسبة 28% في اختبار مناظرة “السزيام”.
ويتناظر المترشحون على 3700 مقعدا بالمدارس الإعدادية النموذجية التونسية.