عرب ترند- أثارت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق الجزائرية، غضب التونسيين بعد أن قامت بنزع خريطة تونس من لافتة ملتقًى دوليّ نظّمته بمشاركة نحو 50 دولة أفريقية حول نزع الألغام.
وعبّر التونسيون عن استيائهم من التعدي على خريطة تونس بهذا الشكل من قبل مؤسسة حكومية جزائرية.
طمس تونس من الخريطة الأفريقية
ونشرت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق الجزائرية، لافتة حول الملتقى الذي احتضنته الجزائر يومي 30 و31 مايو 2023 تحت عنوان: “من أجل أفريقيا آمنة خالية من الألغام.. الجزائر تجربة رائدة في مكافحة الألغام المضادة للأفراد”.
وتمّ في اللافتة، طمس موقع تونس من الخريطة الأفريقية وضمّها للجزائر، وهو الأمر الذي أثار استياء كثير من التونسيين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
غضب تونسي عارم
وعبّر الناشط السياسي سامي بن سلامة عن غضبه الشديد مما أقدمت عليه الوزارة الجزائرية، حيث دوّن في منشور له على “فيسبوك”، اعتبر فيه طمس خريطة تونس من اللافتة “حركة غير مقبولة ومدانة ولا تساهم لا في تحسين العلاقات ولا في إرساء مناخ من الثقة”.
ودعا ابن سلامة وزارة الخارجية التونسية للقيام بدورها و”التحرك فوراً عبر القنوات ابديبلوماسية لسحب اللافتة التي فيها اعتداء على سيادة تونس وتطالب باعتذار رسمي لأن الاعتداء على خريطة تونس هو اعتداء على سيادة واستقلال تونس”.
في المقابل، اتجه بعض التونسيين للتنديد بما أسموه “فضيحة” إلى صفحة وزارة المجاهدين الرسمية على “فيسبوك”، للتنديد بما قامت به ومطالبتها بسحب الخريطة وتعديلها عبر وضع خريطة تونس في مكانها الصحيح.
وفي هذا السياق، علّقت الناشطة أمل بالقول: “المفروض أن تحترم تونس و تعيد رسم الخريطة، وأن تحترم تاريخ مجاهديكم الذين تعالجوا في تونس ورسموا خططهم لمقاومة الاستعمار و شراء السلاح في تونس، و لجؤو لتونس هم و عائلاتهم و عديد منهم ولد في تونس و حمل جنسيتها لسهولة تنقلهم. احترموا فضل تونس عليكم”.
كما كتبت أمل هلالي تعليقاً، ندّدت فيه بالواقعة، وقالت: “تونس ضميتوها للجزائر ؟؟؟ عدم سحب هذه الفضيحة والسقطة الأخلاقية يؤكد ما ذهب إليه كثيرون أن الأمر لم يكن مجرد سهو… حشومة عليكم”.
وأبدى طارق بوعزيز غضبه أيضاً، قائلاً: “يجب سحب هذا الإعلان فورا فيه اعتداء على الجمهورية التونسية ولا يؤسس لعلاقات طبيعية،هذا عيب كبير وماهوش معقول”.
ودعا رجب دومة وزارة الخارجية التونسية إلى استدعاء السفير الجزائري، قائلاً: “أنتم تريدون أفريقيا خالية من الأصدقاء للأسف”. بينما علّق رياض الروافي بالقول: “السحب الفوري و الآلي لهذه الخريطة ،تونس دولة ذات سيادة لها حدود معترف بها دوليا.و على الدولة التونسية التحرك من أجل فتح دورات مجانية في رسم الخرائط للجارة الجزائر”.
يشار إلى أن الجزائر عرضت خلال الملتقى تجربتها في نزع الألغام بمشاركة نحو 50 دولة أفريقية، حيث عملت على عرض تجربتها في هذا المجال لترسيخ البعد الأفريقي المبني على الارتباط بكل ما يهمّ القارة الأفريقية، التي تعاني هي الأخرى إلى اليوم من مخلفات استعمارية أو صراعات حالية تنتشر فيها حقول الموت التي تشكّل خطراً على الشعوب.
هذا ولم تعلّق وزارة الخارجية التونسية إلى حدِّ الآن على الجدل الكبير والخطأ الفادح الذي ارتكبته مؤسسة حكومية جزائرية، بينما قام نائب جزائري بالتأكيد على أن الخطأ كان مجرد سهو وغير مقصود.
وجزم النائب الجزائري أنّ مستوى العلاقات الأخوية والانصهار التام بين الشعبين التونسي والجزائري لن تمسّه أي شائبة من الشوائب، معتقِداً أن الأمر مجرد سهو في أن تسقط خريطة تونس من الخريطة الأفريقية.