عرب ترند- تصدّر علي الكيار أحد أهم لاعبي كمال الأجسام في العراق، حديث العراقيين عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تدهور وضعه المادي وتحول من العالمية إلى بائع للملابس المستعملة في أحد شوارع بغداد.
وأثارت حالة علي الكيار استياء النشطاء وغضبهم لعدم اهتمام الدولة ببطلها الحائز على الميدالية البرونزية في بطولة العالم لبناء الأجسام في ألمانيا عام 1966، وتنكّرها له بعد أن قدّم لها كثيراً في المحافل الرياضية الدولية، مطالبين السلطات في العراق بالتدخل بشكل عاجل لفائدته ومساعدته على تجاوز أزمته الصحية وردّ الاعتبار له بعد سنوات من الجحود.
من بطل عالمي لبائع للملابس المستعملة
وظهر بطل العراق العالمي، على الكيار، في تقرير تلفزيوني بثّته ”قناة الرشيد الفضائية” يتحدث فيه عن بطولاته وكيف تحولت حياته من العالمية إلى بائع للملابس المستعملة، وهو جالس على حافة طاولة فوقها أكداس من الملابس القديمة.
وبعد أن اقترن اسمه بالقوة والعالمية والمحافل الرياضية بات اليوم مرتبطاً بالملابس المستعملة وأسعارها، ومن بطل موسم بالمسابقات العالمية إلى بائع يجلس على حافة طاولة مليئة بملابس مستخدمة ينتظر بيع كثير منها حتى يتمكن من إعالة عائلته ولو بالقليل.
وقال علي الكيار، في التقرير التلفزيوني، إنه رفض كلّ العروض التي قدمت له سابقاً حباً في العراق الذي يبدو أنه لن ينصفه رغم مسيرته الرياضية الحافلة بالميداليات وخيّب ظنه رغم تضحياته.
إذ يؤكد علي الكيار أنه لم يحصل على تقدير سواء من السلطات الماضية أو الحالية، إلا أن الوطن، وفق رأيه، يبقى عزيزاً، قائلاً: “أنا ماحصلت شي لا من الأولين ولا من القادمين إلى حد الآن بس يبقى الوطن عزيز وإلا أنا انعرض عليا عام 1966 بألمانيا رئيس الاتحاد الدولي انعرض عليا قبل ماينعرض على أرنولد، فأنا رفضت بعقيدتي وحبا للوطن”.
وأعاد علي الكيار بالذاكرة إلى الفرصة الذهبية التي حصل عليها، منها تلك التي جدت في بطولة العالم عام 1971 بفرنسا، فضلاً عن تعرفه على فتاة من انجلترا وطلبته للزواج لكنه رفض وعاد للعراق وكله أمل في أن يجد ضالته فيها ويحتويه وطنه بحب.
إهمال حكومي متواصل لبطل عالمي
وظلّ علي الكيار نجماً طوال سنوات السبعينات التي كانت حافلة بالتتويجات، إلا أنه تمّ بعدها استبعاده من المجال الرياضي يقال إنها لأسباب سياسية، حيث لم يعد مرغوباً من السلطة فتمّ استبعاده والتنكر لمسيرته.
اعتزل علي الكيار اللعب واتجه للتدريب لكن، وفق ما نقلته الصحافة العراقية، لم تمنحه اللجنة الأولمبية والاتحاد الفرصة فتمت محاربته بطرق متعددة، مما جعله يتخلى عن التدريب ويتجه للعمل كسائق لنقل صهريج النفط الخام من منطقة حصيبة إلى الأردن وسورية، ودام عمله ثلاث عشرة سنة متتالية.
وانطلاقاً من الثمانينيات، بدأ نجم بطل العراق في التراجع حتى بات لم يعد يتذكره الناس، وتراجعت في أذهان الشباب وقلوب النساء صورة الفتى الوسيم مفتول العضلات، والفائز ببطولة العالم للكمال الأجسام.
وفي أواخر التسعينيات بلغ وضع علي الكيار المأساة، مما أثار شفقة الصحافة، التي بادرت بالحديث عنه وعن وضعه بعد العالمية.
فكتبت عنه واحدة من الصحف متسائلةً: “ترى هل يعقل أن مواطناً بمستوى ما قدمه علي الكيار لبلاده من إنجازات، يتقاضى راتباً تقاعدياً لا يساوي ثمن ربع دجاجة مشوية كل 3 أشهر”.
تدهور بعدها وضعه المادي والصحي، حيث اضطرّ لإجراء عملية جراحية على قلبه النابض بحب العراق، إثر تعرّضه لتصلب في الشرايين، إذ لم يجد علي الكيار الاهتمام الذي كان ينتظره من وطنه؛ بل قوبل بالجحود والتخلي عنه في أزمته.
تقول العديد من المصادر العراقية، إن الكيار ناشد القائمين على الرياضة العراقية لإغاثته ومساعدته على تجاوز أزمته، وبعد محاولاتٍ منحته وزارة الشباب واللجنة الأولمبية 250 ألف دينار عراقي، علماً وأن مصاريف العملية تكلّف 15 ألف دولار.
رفض الكيار المبلغ الذي قدمته الوزارة، وتمكن بعد محاولات وتدخلات من إجراء العملية بفضل شركة الأثير للاتصالات التي بادرت بالتكفل بمصاريف علاجه.
لم يتخلَّ العراق عن بطله الرياضي في أزمته الصحية هذه فقط، وإنما تخلى عنه أيضاً عندما طرق بابه مراراً وتكرار لعلاج ابنته التي أصيبت بسرطان الدم، الأمر الذي دفع أرنولد شوارزنيجر حاكم ولاية كاليفورنيا (صديقه القديم الذي فاز عنه في بطولة عالمية) يتكفل بعلاج ابنته في أحد المستشفيات الأمريكية.
الكيار يناشد السوداني لعلاجه
وفي هذا السياق، عبّر بطل العالم العراقي عن استيائه من إهمال السلطات لوضعيته وتنكرهم لمسيرته الرياضية، قائلاً: “والله أنا عتبي على رئيس الوزراء محمد السوداني، لأنه من ولايتي ويعرفني، توقعت أنه أول واحد يساعد الكيار…للحد الآن إني ماشفت شي مثل ما قتلك لا من الأولين ولا من القادمين”.
وينتظر علي الكيار أن تتدخل السلطات لتساعده على إجراء عملية جراحية له، موضحاً بالقول: “إني بحاجة لعملية، ظهري يوجعني، امشي 5 متر وأوقف، بحاجة لعملية”، موجّهاً نداء استغاثة عبر قناة الرشيد الفضائية لمحمد السوداني للتدخل ورد الجميل الذي قدمه للعراق.