عرب ترند- تصدرت وفاة المغنية السودانية شادن محمد حسين، حديث منصات التواصل الاجتماعي ومؤشرات البحث على “غوغل”، جراء الاشتباكات المستمرة بين الجيش و”قوات الدعم السريع” منذ أسابيع.
وأحدثت وفاة الحكامة شادن حالة من الحزن في السودان، حيث ضج حسابها على موقع “فيسبوك” بالتعليقات التي يعبر أصحابها فيها عن حزنهم العميق لفراقها، بينما تضاربت الروايات بشأن مقتلها بين من يقول إنها قتلت جراء رصاصة طائشة سقطت على منزلها، وآخرون يؤكدون وفاتها عقب مشادة كلامية مع مسلحين أرادوا سلب أموالها.
تغنت للمحبة والسلام فقتلتها شَظايا الحرب.. وفاة الفنانة شادن#السودان #Sudan
https://t.co/5ckvmE7iFG pic.twitter.com/g3vSRcV6Rj— Ataf Mohamed عطاف محمد (@atafmohamed3) May 13, 2023
تضارب الروايات حول وفاة شادن
وعرفت الراحلة شادن بنشاطها على موقع “فيسبوك”، لا سيما بعد اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، إذ أحبها الناس لأعمالها الجدية والهادفة، والدعوة إلى المحبة والسلام.
غنت شادن للأمل والسلام والحب وتنوع السودان. لكنها عملت أيضًا بشكل قاعدي على إبراز هذه القيم كقيم شعبية متجذرة في الشعب السوداني وكان أعدائه يحاولون طمسها باستمرار من خلال اشعال الحروب والتدمير.
لروح حكامه شهيدة السلام والعدالة كل السلام والخلود. وللقتلة الفناء والمحاسبة. pic.twitter.com/AsFPdwNSCS— نحو وعي نسوي (@feministconsci1) May 13, 2023
ورغم أن وفاتها مثلت صدمة لدى كل من يعرفها، فإن هناك تبايناً بشأن حيثيات وفاتها، إذ تقول بعض المصادر السودانية إن وفاة الفنانة شادن جاءت عقب سقوط قذيفة طائشة على منزلها في مدينة أم درمان، يوم أمس السبت، بينما أشار صحفي سوداني إلى أن الراحلة لقيت مصرعها عقب إصابتها بطلق ناري نتيجة مشادة كلامية مع مسلحين طلبوا منها مبالغ مالية.
استشهاد الفنانة شادن محمد حسين بعد تلقيها رصاصة طائشة في منزلها بامدرمان شادن كانت من دعاة السلام و تغنت للسلام و كانها كانت تتنبا بهذه المصير😪#لا_للحرب #السودان #السودان_ينزف #Sudafrica #SudanForPeace #sudan pic.twitter.com/LxCygCVOYh
— 𝖓𝖆𝖘𝖎𝖗 (@drnasirab) May 13, 2023
وأكد الصحفي السوداني، محمد أحمد الدويخ، أن وفاة الفنانة تعود إلى تعرضها لطلق ناري عقب مشادة كلامية مع مسلحين. وقال الدويخ في منشور عبر حسابه على “فيسبوك: “شادن تعرضت لطلق ناري على اثر مشادة كلامية بينها وبين مسلحين اقتحموا منزلها وطلبوا مبلغ مالي ضخم، لترحل عن عالمنا أثناء عملية إسعافها، وأكدت أنباء محلية وفاة الفنانة والمطربة الشعبية شادن محمد حسين عن عمر يناهز الـ 35 عاماً”.
تنبأت بوفاتها قبل يومين
وقبل يومين من وفاتها، تنبأت الفنانة السودانية بوفاتها، حيث كتبت منشوراً على “فيسبوك”، قالت فيه: “ورب الكعبة معظم الناس على نفس الحالة ونحن مسجونين في بيوتنا 25 يوم، والناس قدامنا بتنهب ونحن بكل حسرة الدنيا بنتفرج.. نعم جيعانين وعايشين رعب خيالي، لكن شبعانين قيم وأخلاق”.
وتابعت الراحلة المعروفة باسم “الحكامة شادن”: “ولو متنا حنموت بكرامتنا وأخلاقنا وما حنقابل ربنا ونحن شايلين حق ما حقنا (الموت محاصرنا من كل الجهات) حباب الموت بشرف وأخلاق (ما يصح إلا الصحيح) ربنا يرفع البلا ويجيب الخير”.
كما حرصت الراحلة في منشوراتها على حثّ السودانيين على توثيق الأحداث وأن يصبح الجميع شهود عيان عما يدور في بلدهم، قائلة في آخر منشور لها: “لكل سواني /ة،عاشق/ة للكتابه حنكتب ولأول مرة للأجيال القادمة ،تاريخ غير مجهل وبكل الدقة والمصداقيه ،فأنت شاهد عيان لكل ماحصل في السودان”.
تسجيل مؤثر للراحلة
كما تداولت صفحات وحسابات على السوشيال ميديا، تسجيلاً صوتياً للراحلة شادن، قبل وفاتها بأيام، وهي في حالة رعب من الاشتباكات المسلحة المستمرة منذ شهر بين الجيش والدعم السريع.
وظهرت شادن في التسجيل الصوتي المتداول والذي رصدته “عرب ترند”، وهي تتحدث مع أختها “حيرة” حول غلق الشبابيك والأبواب جيداً، ورددت الراحلة عبارات: “إنا لله وإنا إليه راجعون.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. حسبي الله ونعم الوكيل”، وسط خوف ورعب شديد من الرصاص.
وقالت شادن وهي تحاور الموجودين معها بالغرفة الغارقة في ظالم دامس: “بسم الله الرحمان الرحيم والواحد يموت لابس هدومه، إلبسي إذا نموتوا نموتوا منسترين..”.
من شادن؟
وشادن فنانة سودانية لمعت نجمها ببداية عام 2016، وهي ابنة “كردفان” الباحثة في تراث الأبالة وتقاليد كردفان وإيقاعاتها الشعبية، لتنجح بعدها “شادن” في تقديم تجربتها الفنية بمشاركة أكبر شركات الإنتاج الفني العالمية، وكانت تحرص دائماً على تقديم مشروعاتها الفنية بطريقة مختلفة عما يتم تقديمه على الساحة الفنية السودانية.
وسعت بجد لنشره داخل السودان وخارجه، إذ عرفت بالبساطة والتواضع، وحين اندلعت الثورة السودانية ضد نظام عمر البشير عام 2019، وجدت شادن محمد حسين نفسها ضمن صفوفها وكان حضورها لافتاً في اعتصام محيط قيادة الجيش الذي أنهى عهد البشير بعد ثلاثين عاماً من الحكم.
كما وقفت ضد الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح البرهان، العام قبل الماضي. وحين بدأت الحرب الأخيرة بين الجيش والدعم السريع وقفت ضدها، وتشهد بذلك آخر منشوراتها على منصات التواصل.