عرب ترند- هزّت جريمة مروعة، اليوم الأحد، مدينة كندار في محافظة سوسة بالوسط التونسي، راحت ضحيتها امرأة في عقدها الثالث، بعد أن أقدم زوجها على قتلها خنقاً عقب نشوب خلاف بينهما.
وفارقت صابرين المباركي، التي تبلغ من العمر 30 عاماً، الحياة بعد أن خنقها زوجها حتى الموت وهي حامل في شهرها السادس، وهي أم لـ4 أطفال.
وهزّت الجريمة الرأي العام التونسي وأثارت غضباً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي وسط تنديد النشطاء بارتفاع منسوب العنف الموجه ضد النساء خلال الفترة الأخيرة، رافعين هاشتاغ “اسمها صابرين” و”تونس تقتل نسائها”.
بطاقة إيداع بالسجن ضد القاتل
وفي تفاصيل الجريمة، قال المساعد الأول لوكيل الجمهورية والناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسوسة 2، رشدي بن رمضان، إنّ الزوجة توفيت متأثرة بعملية خنق وفق ما أثبته التقرير الطبي الأولي لعملية معاينة الجثة والتشريح.
ولفت إلى أنّ الضحية هي أم لأربعة أطفال تقطن بمعتمدية كندار من ولاية سوسة أين جدت الواقعة، مؤكّداً أن قاضي التحقيق أصدر بطاقة إيداع بالسجن في حق شخص من أجل القتل العمد مع سابقية القصد راحت ضحيته زوجته الثلاثينية، وفق تصريحه لـ”موزاييك“.
“اسمها صابرين.. تونس تقتل نساءها”
وأثارت الجريمة المروعة، التي راحت ضحيتها أم وجنينها على يد زوجها بسبب خلاف عائلي، غضب الرأي العام التونسي، مما جعل منصات التواصل تضجّ بمنشورات التنديد والاستياء بارتفاع نسبة العنف والإجرام في البلاد خاصة الموجه ضد النساء.
ودشّن نشطاء السوشيال ميديا، حملة لإيقاف للتنديد بالعنف المسلّط على النساء تحت هاشتاغ “اسمها صابرين، تونس تقتل نسائها، أنا الضحية القادمة”، حيث أبدى الناشط حمدي الرياحي غضبه من العنف المسلط على النساء مقابل تواصل صمت الحكومة على مثل هذه الجرائم.
وقال حمدي في منشور على “فيسبوك”: “اسمها صابرين، مواطنة تونسية عمرها 30سنة ، تسكن في معتمدية كندار التابعة لولاية سوسة، معرسة و حامل في شهرها الخامس خنقها راجلها و قتلها”، مضيفاً: “عدد 11 جريمة قتل مسلطة على المرأة في ثلاثة أشهر في تونس..في دولة شعبها جبان بالفطرة يكثر العنف ضد المرأة و توصل للقتل وأحيانا حتى القتل مع التنكيل بالجثة”.
ووجّه حمدي نداءً لكل امرأة تتعرض لأي نوع من العنف من زوجها إلى مقاضاته وعدم السكوت على عنفه، حتى لا يكون مصيرها مصير صابرين وقبلها الضحية رفقة وغيرهن ممن كانوا ضحية أزواجهن.
بدوره، عبّر الناشط أحمد الساحلي عن غضبه الشديد مما تعرضت له الضحية صابرين، قائلاً في منشور على “فيسبوك”: “قبل كل شي هاذيا اسمها صابرين… وكيما برشا نساء ياخذوا حيوانات موش رجال وان شاء الله يعذروني الحيوانات اني شبهت الفئة متاع الرجال هاذوما بيهم، فإنها تاكل في الطرايح وتسكت باش تهني على روحها وما يقولوش عليها العباد حتى كلمة كان تتطلق”.
وتابع: “المرا هاذي يخنقها راجلها لين يقتلها هي والbébé اللي في كرشها، واللي كانوا يقنعوا فيها باش تسكت وتهني على روحها باش ما يقولوش عليها مطلقة، هاو تو يقولوا عليها مرحومة”. وأضاف: “بربي أعرفوا اختاروا شريك حياتكم، ما تعرسوش لمجرد العرس، ماهواش إنجاز، وإن شاء الله الدولة ترجع تطبق الإعدام فماشي ما بعض الناس خوفا على حياتهم يوليو يخافوا لا يزهقوا حياة غيرهم”.
كما كتب أحمد ساسي منشوراً، قال فيه: “صابرين قتلها راجلها خنقًا حتّى الموت اثر نشوب خلاف بينهما، ماتت صابرين و مات معها الجنين الذي في بطنها …..هو مخنقهاش هي بركا، هو خنق كلّ فرصة للنساء في الحياةْ.ضحيّة أخرى.#إسمها_صابرين”.
وتشهد تونس، خلال السنوات الأخيرة، موجة عنف كبيرة ضد النساء، حيث تؤكد مصادر رسمية أنّ الشريحة العمرية للنساء الأكثر عرضة للعنف الزوجي تتراوح بين 30 و39 سنة، وأن أكثر ضحايا العنف متزوجات، في حين يتصدّر العنف المادي صدارة حالات العنف الزوجي بنسبة 71 بالمائة.
وكشفت إحصائيات رسمية تونسية، عن تسجيل أكثر من 3000 حالة عنف ضد المرأة أواخر العام الماضي، يمثّل العنف الزوجي 74% من حالات العنف ضد المرأة المبلغ عنها.