عرب ترند- هزّت حادثة أليمة محافظة الكاف بالشمال التونسي، إثر وفاة رضيع وتعرّض والدته ذات الـ21 عاماً إلى عملية استئصال الرحم بسبب التقصير الطبي.
وأحدثت الحادثة الأليمة جدلاً واسعاً لدى التونسيين، الذين عبّروا عن استيائهم مما تعرّضت له الأم وجنينها، ومن الاستهتار المتواصل في القطاع الصحي بالبلاد.
وفاة الرضيع واستئصال رحم أمه
وفي تفاصيل الحادثة التي جدت يوم 2 مايو 2023، فارق الرضيع الحياة قبل أن يبصر النور بعد تأخر عملية ولادته جراء رفض المستشفى الحكومي بمحافظة الكاف استقبال الأم لعدم توفر طبيب مختص، ما دفع عائلتها لنقلها إلى مصحة خاصة، إلا أن الأخيرة رفضت بدورها إيواءها لعدم قدرتها على دفع التكاليف المالية اللازمة للولادة والتي عادة ما تكون باهضة تفوق 1500 دولار.
وعقب رفض إيوائها من قبل المصحة الخاصة، اضطرّت عائلتها إلى إعادتها للمستشفى الحكومي أملاً منهم في إنقاذ حياتها وحياة جنينها إلا الرضيع ولد ميتاً، حيث فارق الحياة في أثناء عملية نقله من المصحة إلى المستشفى، كما أصيبت والدته بنزيف حادّ اضطرّ على إثره الأطباء لاستئصال رحمها.
اتهام الطاقم الطبي بالتقصير
وأثارت الحادثة غضب واستياء الرأي العام في تونس، وسط اتهامات للطاقم الطبي بالتقصير والتعامل اللاإنساني، الذي تسبّب في وفاة الرضيع قبل أن يبصرَ النور وفقدان والدته لرحمها وحرمانها من الأمومة.
وتفاعل نشطاء منصات التواصل الاجتماعي بغضب مع الواقعة الأليمة، فكتبت الناشطة “بسمات”: “في بلدان أوروبية ينقذوا الروح البشرية قبل كل شي وهنا يتفاوضوا عالفلوس لين تصير كوارث حسبي الله ونعم الوكيل”.
وأعرب ناشط ثانٍ عن استيائه من التعامل اللاإنساني مع الأم التي كانت في حالة مخاض وإصرار المصحة على دفع تكاليف عملية الولادة قبل التفكير في صحة الأم وجنينها.
وعلّقت الناشطة “حنان” بالقول: “حسبي الله ونعم الوكيل فلي كان سبب يا لطيف يارب بالله الي مهاش علي قد المسولية تشد دارها أرواح لعباد مش لعبة علجال الشهرية خليتو برشا عائلات من الإهمال متاعكم واحد مطلوب قدام ربي علاش هكا بالله كل يوم واحد يسمع غريبة”.
وفي تعليق لها، قالت الناشطة مفيدة الشارني: “ما ذنب هذه المرأة حتى تحرم من ابنها ومن الأمومة إلى الأبد، هل لأنها تعيش في منطقة لا تتوفر فيها مستشفيات مجهزة وأطباء اختصاص أم لأنها فقيرة لا تستطيع دفع معاليم الولادة في القطاع الخاص”، معربةً عن استيائها من الوضع الكارثي الذي بات عليه القطاع الصحة الحكومي.
ودعا عدد من التونسيين وزارة الصحة والمسؤولين إلى التحرك والقيام بالإجراءات القانونية اللازمة منها غلق المصحة التي رفضت إيواء الأم بسبب عدم امتلاكه تكاليف العلاج وعملية الولادة.
تحرك حكومي وإيقافات في صفوف الإطار الطبي
ودفع ضغط التونسيين وتنديدهم الواسع بما حدث مع الأم التي فقدت جنينها ورحمها، السلطاتِ للتحرّك لمحاسبة الأطراف المسؤولة عن الجريمة التي ارتكبت في حق السيدة العشرينية، حيث قررت النيابة العمومية إيقاف ناظر المصحّة الخاصّة وقابلتين وممرضتين وطبيب خاص وذلك على ذمة الأبحاث، حسب ما أفاد به فوزي الداودي المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالكاف.
تحرك نواب البرلمان
كما قرّر نواب ولاية الكاف في مجلس نواب الشعب، رفع شكوًى إلى رئيس الجمهورية، قيس سعيد، لإعلامه بالوضع الكارثي في القطاع الصحي، والذي تسبب في وفاة الرضيع وفقدان رحم الأم.
وأكدت النائبة عن محافظة الكاف، ريم المعشاوي، أن النواب طالبوا بتنظيم جلسة عاجلة، مع المكلف بتسيير ولاية الكاف، لتحديد المسؤوليات في الحادثة وتدارسها، مشيرة إلى أنه تمّ فتح تحقيق قضائي في الغرض.
وقد رفض مدير المستشفى الجهوي بالكاف الإدلاء بأيّ تصريح صحفي، بسبب عدم حصوله على ترخيص من الإدارة الجهوية للصحة بالكاف، وفق قولها.