عرب ترند- أكد شوقي علام، المفتي المصري، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أنه لا وجود لعقوبة قطعية منصوص عليها لشارب الخمر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وقال علام مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج “نظرة”، الذي يُبثّ على قناة “صدى البلد“، إنّ حدّ شرب الخمر ليس حدّاً بالمعنى الدقيق، ولكنّه يمثّل سلطة تقديرية للقاضي الذي يمثّل الدولة ولاجتهادات العلماء.
وأشار إلى أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) حسم ذلك، بقوله في حديث أم المؤمنين عَائِشَةَ (رضي الله عنها) قالت: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِذَا وَجَدْتُمْ لِلْمُسْلِمِ مَخْرَجًا فَخَلُّوا سَبِيلَهُ، فَإِنَّ الْإِمَامَ إِذَا أَخْطَأَ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ» وفي رواية للحديث: «ادْرَءُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ”.
وبيّن شوقي علام أنّ “كل الأحاديث الواردة.. التحريم ورد في القرآن الكريم، فاجتنبوه، في قوله تعالى: (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، بعدين لم نجد عقوبة منصوص عليها في القرآن الكريم لشارب الخمر.. بالسنّة لم نجد نصّاً قطعياً يحدد عقوبة محددة”.
وأضاف: “لما نأتي إلى السرقة بتقول السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما فيجي القضاء في عصره صلى الله عليه وسلم أو بعد ذلك يبين لي كيفية التطبيق فالسنّة مبينة، لما يأتي الحد في قوله تعالى الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة نرى أن هذه منصوص عليها في القرآن/ 100 جلدة فإذن السنّة تأتي تطبيقاً لذلك”.
آراء مستنكرة
تصريحات المفتي المصري شوي علام أثارت جدلاً على منصات التواصل الاجتماعي.
واستنكر عدد من النشطاء تصريحات شوقي علام المفتي مصر، معتبرين أنّ تصريحاته مضللة. وأكدوا ورود عدد من النصوص في القرآن والسنة بأحكام قطعية حول عقوبة شارب الخمر.
وفي هذا الإطار، علق هلال جبارة بالقول “مفتي مصر شوقي علام بطل علينا في بيان أنه لا يوجد عقوبة منصوص عليها ضد شارب الخمر في القرآن وأنه لا يوجد نص قطعي في السنة النبوية.. وأنا اقول له اتق الله”.
وتابع “حكمه أنه عاصٍ، وعلى خطر عظيم؛ لأن الخمر من كبائر الذنوب، الرسول ﷺ لعن الخمر، وشاربها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها شرها عظيم.. أم الخبائث”.
كما استشهد جبارة بالآية 90-91 من سورة المائدة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ”.
وأضاف “هذا على خطر عظيم، قد ينام عن الصلاة، قد يجره ذلك إلى أعمال منكرة، فالواجب على المسلم أن يحذر الخمر مطلقًا، ولو سرًا، يجب عليه أن يحذرها، فالله يعلم السر وأخفى، ولا تخفى عليه خافية، فكيف يبارز الله بالمعصية، يستتر على المخلوق، ويبارز الله بالمعصية، الواجب الحذر، والتوبة إلى الله من ذلك، وهو على خطر عظيم أن يجره هذا الإصرار إلى شر عظيم”.
وختم جبارة تعليقه بالقول “فالواجب عليه التوبة إلى الله، والإقلاع منها، والحذر منها، وأنت عليك أن تنصحه كثيرًا، وأن تحذره من مغبة هذه المعصية، فهو على خطر -نسأل الله العافية والسلامة”.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها فتوى جدلا في مصر، فقد أثار مفتي مصر الأسبق علي جمعة جدلا عندما وصف مخدري الحشيش والأفيون ب”الطاهرين” ولا ينقضان الوضوء، وقال إن تدخين الحشيش أو شرب الخمر بعد أذان المغرب لا يبطل الصيام.
وأضاف أن “الصيام له أركان، النية والامتناع عن شهوة البطن والفرج”، وتابع بالقول إن شرب الحشيش والخمرة والتدخين حرام، لكنه لا يبطل الصيام.