عرب ترند- افتتح رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد مساء اليوم معرض الكتاب الدولي في دورته الـ37 المقام تحت شعار “حلق بأجنحة الكتاب”، والممتدّ من 28 أفريل/نيسان إلى 7 ماي/أيار 2023 بقصر المعارض بالكرم.
وما هي إلا ساعات على افتتاح معرض الكتاب الدولي بتونس، حتى تمّت مصادرة كتاب “فرانكشتاين تونس” للكاتب والروائي كمال الرياحي وإغلاق جناح دار الكتاب للنشر والتوزيع، وهي الدار الناشرة للكتاب.
ونشر الرياحي تحديثة على حسابه الشخصي في فيسبوك، قال فيها: “محاكم التفتيش.. أتمت مهامها”. وأضاف: “هذا الاختبار الحقيقي لحرية التعبير وجربناه”.
حملة تضامن مع الكاتب ودار النشر
وأثار خبر مصادرة كتاب “فرانكشتاين تونس” حملة استنكار واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
حيث أطلق عدد من النشطاء السياسيين والصحفيين والكتاب والمثقفين حملة تضامن مع الكاتب والروائي كمال رياحي، حسب ما رصدته “عرب ترند”.
واعتبر النشطاء هذه الخطوة عودة لزمن الاستبداد والممارسات النوفمبرية، (في إشارة للممارسات التي كان ينتهجها نظام زين العابدين بن علي).
كما قامت عدد من دور النشر المشاركة في معرض الكتاب الدولي بتونس بغلق أجنحتها تضامناً مع دار الكتاب للنشر والتوزيع. وذلك تنديداً بهذه الممارسات القمعية.
وكتب هيثم عويشي: “بقرار من وزيرة الثقافة مصادرة كتاب فرانكنشتاين تونس، الكتاب الذي يتناول الحياة السياسية في تونس بالاعتماد على إسقاطات أدبيّة وتخيلية. وذلك في أوّل أيام معرض تونس الدولي للكتاب”.
وأضاف: “هنا نستنكر هذا القرار وندعو إلى التراجع عن سياسة تكميم الأفواه وكل محاولات تطويع وهرسلة الأقلام الحرّة، كما نثمّن الحركة التضامنيّة والاحتجاجيّة التي قامت بها بقية الأجنحة التي أغلقت على الفور وأوقفت كلّ أنشطتها”.
وعلّق أيمن حيداري: “كلو من الغلاف ما جاهمش على المضاغة”، أي إنّ غلاف الكتاب لم يرق للسلطات التونسية.
وتضمّن غلاف الكتاب صورة للرئيس التونسي قيس سعيد على هيئة فرانكشتاين، والغلاف من تصميم الرسام الكاريكاتوري توفيق عمران.
فيما وصف الصحفي وليد الماجري مصادرة كتاب “فرانكشتاين تونس”، بـ”فضيحة دولة بما في الكلمة من معنى”.
“نتضامن مع دار النشر وليس مع الكاتب”
إلا أنّ عدداً من الكتاب والصحفيين أعلنوا دعمهم وتضامنهم مع دار الكتاب للنشر والتوزيع ولم يعلنوا دعمهم مع الكاتب والروائي كمال الرياحي، بسبب تطبيعه مع الكيان الصهيوني، على حدّ قولهم، بعد أن نشر مقالاً نقدياً في صحيفة “يديعوت أحرونوت” حول ترجمة روايته “المشرط” إلى اللغة العبرية.
وفي هذا الإطار، كتب الصحفي والروائي وليد أحمد الفرشيشي: “متضامن مع دار الكتاب، لكني لا أتضامن مع مطبع.. شكراً لهذا الكم السوريالي من الغباء”.
دار النشر تعلّق على مصادرة الكتاب
وردّاً على ما أشيع من أخبار حول أن كتاب “فرانكشتاين تونس” غير مصرّح به، قال مدير دار الكتاب للنشر والتوزيع الحبيب الزغبي في تصريح لإذاعة موزاييك، إن وزيرة الثقافة قرّرت سحب كتاب “فرانكشتاين تونس”، وغلق الجناح بدعوى حيازة كتاب غير مصرّح به.
وأكد أنّ القرار “شخصيّ جدّا وبشكل غير مطابق للإجراءات، إذ قامت وزيرة الثقافة بالتعسف على دار النشر وسحب الكتاب المذكور وغلق الجناح بأكمله.. وهو قرار مخالف للقانون الداخلي للمعرض”.
كما أكّد أنّ كلّ الناشرين يستقدمون الكتب الصادرة حديثاً من المطبعة خلال المعرض، مضيفاً أنه سيدعو إلى تضامن الناشرين الأجانب لغلق كامل المعرض.
وأوضح الحبيب الزغبي أنّ مضمون الكتاب لا يحتوي على أي شكل من أشكال المسّ من أمن الدولة، وأن الكتاب يطرح معادلة تتعلق بالشعب وبالرؤساء المتداولين على الحكم في الجمهورية من الزعيم الحبيب بورقيبة وصولاً للرئيس قيس سعيّد.
رئيسة لجنة تنظيم المعرض ترد
فيما أوضحت رئيسة لجنة تنظيم معرض تونس الدولي للكتاب زهية جويرو في تصريح لموزاييك، أنّ إغلاق فضاء عرض إحدى دور الكتاب للنشر والتوزيع جاء على خلفية تجاوز ارتكبته دار النشر المعنية بعرض كتاب غير مدرج بالقائمة المصرّح بها.
وبيّنت جويرو أنّ عنوان كتاب واحد غير مصرّح به في القائمة تعمّد صاحب دار النشر إخفاءه ضمن رفوف الكتب في تجاوز للاتفاق المبرم بهدف إحداث شوشرة للإشهار المجاني للكتاب.
وأكدت جويرو أنّ الإغلاق تمّ من أجل إجراء جرد للكتب والتثبّت مما إذا كان هناك عناوين أخرى غير مصرّح بها تمّ إخفاؤها على غرار “فرانكشتاين تونس”.
ومنذ إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد عن مسار 25 جويلية/يوليو، ترى شريحة كبرى من التونسيين من سياسيين وصحفيين وأدباء، أنّ المنظومة الجديدة تنتهج مسار المنظومة البنفسجية بالتضييق على حرية التعبير والحريات السياسية والمدنية.