عرب ترند- أثارت قصة مسلسل “تحت الوصاية” الذي حقّق نجاحاً باهراً منذ عرض حلقاته الأولى خلال النصف الثاني من شهر رمضان، جدلاً واسعاً في الشارع المصري بعد أن أثار قضية هامّة تعاني منها النساء الأرامل في مصر بسبب “وصاية” الأبناء.
وتساءل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حول واقعية أحداث المسلسل الذي تصدّر نسبة المشاهدة كأكثر المسلسلات مشاهدة، إن كانت مقتبَسةً عن واقع المجتمع المصري وما تعانيه الأرامل فيما يتعلق بوصاية الأبناء بعد وفاة الأب أو أنها من وحي خيال كاتب العمل؟
مقتبس عن قصص حقيقية لأمهات أرامل
وردّاً على تساؤلات الجمهور، شارك السيناريست المصري خالد دياب، متابعيه عبر موقع “فيسبوك” منشوراً أوضح فيه حقيقة أحداث عمله الدرامي، الذي تألّقت فيه منى زكي في دور “حنان” الأم التي وقعت في معضلة وصاية أبنائها والصعوبات التي تعرضت لها لحماية أبنائها.
وقال دياب في منشوره، إن مسلسله الجديد “تحت الوصاية” الذي يعرض ضمن السباق الرمضاني، مقتبس عن قصص حقيقية لأمهات أرامل قريبات منه، حيث أهدى المسلسل لكل أرملة، بغيةَ توعيتها بعدة طرق للحفاظ على “مال أولادها”.
وكتب دياب عبر صفحته الرسمية في “فيسبوك”: “مسلسل تحت الوصاية مستوحى من أحداث حقيقية لأرامل مقربين، بدل ما أهل الزوج يمدوا إيدهم ويساعدوهم بعد ما مات السند، لأ، وقفوا ضدهم، وخلوا حياتهم سوداء بالمعنى الحرفي”.
وتابع: “مسلسل تحت الوصاية، إهداء لكل أرملة تعاني في ظل قانون يأتمن الأم على أرواح أطفالها ولا يأتمنها على أموالهم”.
ووصلت قضية “تحت الوصاية” إلى البرلمان المصري بهدف تعديل قانون المجلس الحسبي لأموال اليتامى. وذلك بعدما تحول المسلسل إلى قضية رأي عام وتصدّر محرك “غوغل” مع عرض حلقاته، حيث طالبت النائبة ريهام عفيفي عضو مجلس الشيوخ، بضرورة إجراء تعديلات على قانون الولاية على المال والصادر منذ خمسينيات القرن الماضي.
وقالت النائبة ريهام عفيفي، إنّ قانون الولاية على المال والجاري العمل به، يواجه العديد من القصور التشريعي، الأمر الذي يتطلب المعالجة السريعة لا سيما وأنّ كثيراً من الأمهات الأرامل تعانين الأمرّين بعد وفاة الزوج للحصول على مستحقات أبنائها سواء من الجد أو العم، خاصة وأنّ الأخير في الغالب ليس له نصيب في هذا الإرث حال وجود ابن ذكر. وذلك بعد أن سلّط مسلسل تحت الوصاية الضوء على هذه القضية.
ولفتت ريهام عفيفي إلى أنّ المسلسل، الذي يُذاع حالياً من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، يقدّم دراما واقعية وحقيقية للمشكلات التي تواجهها الأم حال وفاة زوجها، فوفقًا للقانون، لا يحقّ للأرملة، رعاية أموال أبنائها لأن الوصاية تكون للجد، وهذه أزمة تواجهها كثير من البيوت المصرية، فضلاً عن بقية العراقيل التي تواجهها الأم في حال غياب الزوج أو وفاته لاستخراج الأوراق الرسمية الخاصة بالأبناء.
كما طالبت رانيا الجزايرلي، عضو مجلس النواب، بإلغاء نظام المجلس الحسبي على المرأة الأرملة، وجعله اختياراً لا يتبع إدارة وتقدير الزوج في قرار له يكتبه، ويفوض فيه المجلس الحسبي بدلاً من الزوجة.
إشادة بتألق منى زكي وبقصة المسلسل
وحظي “تحت الوصاية” منذ بداية عرضه بإشادة واسعة من الجمهور ونجوم الوسط الفني، حيث تغنّى معظمهم بالفكرة التي يطرحها العمل بشكل عام، وبأداء الفنانة منى زكي بشكل خاص.
فكتب جهاد الديناري معلّقاً على جودة العمل وقصته: “10 حلقات حتى الآن من مسلسل ( تحت الوصاية) وإللي بعتبره ملحمة مكتملة العناصر ، ولغاية الآن لا سمح الله مشوفتش أي إهانة للحجاب ولا للدين ولا حتى للمرأة زي ما قال البعض واختلقوا قصص عن المسلسل قبل حتى عرضه”، في إشارةٍ منه إلى الانتقادات التي تعرّضت لها منى زكي عقب نشر البوستر الرسمي للمسلسل قبل عرضه بسبب الحجاب.
وتابع في منشور على “فيسبوك”: “بالعكس العمل احبط كل التوقعات إللي حكمت عليه بالفشل من مجرد ملصق دعائي نشر علي السوشيال ميديا ، وقدم نموذج للعمل الفنى مكتمل الأركان”، لافتا إلى أن “التمثيل ) إللي وصل لحد الصدق زي ما قال ستانسلافيسكي ( صدق فني ) بتقدمه منى زكي زي ما الكتاب ما قال في شخصية ( حنان) الدور إللي تخلت فيه عن شكلها وانوثتها وظهورها كنجمة واختارت طريق الصدق في الاداء والملابس والماكياج اللي مش بيحلي إنما بيجسد أبعاد شخصية تنتمي لطبقة معينة”، فضلا عن تألق الطفل عمر الشريف الذي لعب دور “ياسين” ابن منى زكي “حنان”.
وإشادةً بدور منى زكي، قالت ماجدة سيدهم في منشور: “براعة منى ذكي فاقت الإبداع في تجسيد الست اللي بتواجه وبتقاوم وحدها مجتمع بحاله.. دي مش الست المقهورة ولا المغلوب على أمرها ولا المستسلمة خالص..لأ.. دي الست الحرة اللي اتصدمت في المجتمع اللي بيظلمها كل يوم لمجرد إنها ست ورفضت أنه يستغلها ويكسرها مع وفاة الزوج ويحطها قي قالب تحت الوصاية بأراء واجراءات تطلع دينها ..وراحت في مشوار من التحدى والمجازفة فقدرت توصل للمشاهد مشاعر الخوف والتوتر واللهفة والتحمل بأعصابها وبتركيز عينيها اللي بينط منها دقات قلبها بجد فقطعت فينا النفس”.