عرب ترند- فطرت سيدة جزائرية، قلوبَ الملايين من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن وجّهت رسالةً مؤلمة لأبنائها، تقول فيها إنهم رفضوا إيواءها بينهم في شهر رمضان وزجّوا بها في دار المسنين.
وظهرت الحاجة كريمة، المقيمة بدار المسنّين بولاية تلمسان في الجزائر، في مقطع فيديو وهي تتحدّث بحرقة وحزن شديد بعد أن تخلى عنها أقرب الناس إليها.
“نسوني ورموني”
وأكدت الحاجة كريمة، في مقطع الفيديو، تداول بشكل واسع عبر منصات التواصل، أنّ أبناءها وضعوها في دار المسنين ونسوها، حيث لم يقوموا بزيارتها نهائياً بعد أن رفضوا إيواءها معهم في المنزل والتكفّل والاهتمام بها، مؤكّدة أنها لا تملك أيّ مكان آخر للبقاء فيه إلا دار المسنّين.
وقالت الحاجة كريمة، خلال مداخلتها في برنامج “رحلة خاتم 3” على قناة “البلاد” الجزائرية: “ماهمش يجيوني، نساوني، رمواني،الله يهديهم،علاش ماخليتونيش نقعد معاكم ورمتوني في دار عجزة؟”
كما وجّهت نداءً آخرَ إلى جميع الأبناء بعدم التخلّي عن أوليائهم، قائلةً: “لا تجيبوا أولياءكم إلى دار المسنين، اتركوهم يعيشون معكم في المنزل”.
وعلى الرغم من هول مصيبتها وألمها، فإنّ البسمة لم تفارقْها، حيث بدت شامخة ومرفوعة الرأس، وتحدثت عن أمنيتها في زيارة الحرم المكي، مشيرةً إلى أنها منذ تخلي أبنائها عنها كرّست وقتَها لحفظ القرآن الكريم والصلاة.
تعاطف جزائري واسع مع الحاجة كريمة
وأثارت قصة الحاجة كريمة تعاطفَ الجزائريين الذين أدانوا ما أقدم عليه أبناؤها برميها في دار المسنّين، حيث أعرب كثير منهم عن استعدادهم للتكفل بمصاريف أداء العمرة لتمكينها من زيارة مكة المكرمة، وتحقيق أمنيتها.
فقال عبد الرحمن يونس: “ان شاء الله تجيبي عمرة و ربي يهديهم لي ولدتيهم و تعبتي عليهم وراكي تباني انسانة طيبية ميستهلوش ولادك لي رماوك تكوني انت امهم”، بينما أكّد أبو عثمان سعيد استعدادَه للتكفّل بالحاجة كريمة وإيوائها بمنزله.
وعلّق عماد على قصة الحاجة كريمة بالقول: “واش من قلب عندهم ، مايشفوش الربح دنيا ولا آخرة”، فيما كتبت ناشطة جزائرية أخرى: “واش من جنس هذو لي يسمحو في والديهم ويرموهم في دار العجزة .لاحول ولا قوة الا بالله يعجز اللسان عن الكلام .ربي يهديهم”.
واستغرب الناشط وهبي جرساي، قصة الحاجة كريمة، قائلاً: “غير معقول وأمر مفزع ولا يصدّق، أن تقسو قلوب الأبناء على والدتهم، فتترك في دار العجزة ولا يتذكرون شيئا من حجم تضحياتها ولا لمسة من حنانها، إنّه زمن غريب”.