عرب ترند- أشعل مقطع فيديو يظهر فيه رجلٌ يصبّ اللبن على رأسي امرأتين لا ترتديان الحجاب، غضباً واسعاً في إيران، في ظلّ تزايد عدد النساء المتحديات لقواعد اللباس الإلزامية.
وأظهر مقطع الفيديو المتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، أمّاً وابنتها في أحد المتاجر، قبل أن يقترب رجل ويتحدث معهن قليلاً ثم يعمد لصبّ اللبن على رأسهن لعدم ارتدائهن الحجاب الإجباري في مدينة شانديز. وقد اشتبك بعض الرجال الحاضرين في المحل مع هذا الشخص الذي يُعرف باسم باسيجي، لدعم المرأتين.
“انتهاك غير قانوني وجريمة”
وعبّر إيرانيون عن غضبهم من الحادث على وسائل التواصل الاجتماعي، وشبّهه أحدهم بما جرى بأنه يذكّر بسلسلة من الهجمات التي تستهدف النساء باستخدام الحمض أو الأسيد منذ عام 2014.
فكتب محسن برهاني، المحامي والأستاذ المطرود من جامعة طهران بسبب موقفه النقدي ضد إعدام المتظاهرين، في تغريدة: “إذا تجاوز الناهي عن المنكر مرحلة التذكير اللساني مستهدِفاً الكرامة والحياة والممتلكات والخصوصية وحقوق الأفراد، لم يعد هذا العمل نهياً عن المنكر؛ بل انتهاك غير قانوني وجريمة، ويحقّ للآخرين الدفاع المشروع عن النفس وفقًا للمادة 156 من قانون العقوبات الإسلامي”.
دادستانی طرقبه اعلام کرد هم ماستپاش جلب شده است و هم دو خانمی که بدون حجاب بودند.
این جلب، خلاف قانون است؛ دیروز فیلم پخش شده و امروز جلب شدند؟
باید ناهی از منکر با رعایت مهلت پنج روزه تا خضور، احضار شود.
حق احضار خانمها را هم دادسرا ندارد چون جرم در صلاحیت دادگاه است.— محسن برهانی (@borhanimohsen1) April 1, 2023
كما أكد الصحفي داود حشمتي، أنّ سكب دلو الزبادي ليس الحادثة الأخيرة في مواجهة رفض النساء ارتداء الحجاب الإجباري، وتوقّع أن “هذه المواجهة” قد بدأت للتو: “سيتعين على النظام أن يوضح موقفه من هؤلاء المتشددين لأن الحكم في البلد أصبح بيد تيار واحد ولا يستطيع أن يلوم أحداً آخر”.
إيران: سكب رجل اللبن على رأسي امرأتين لأنهما كانا بدون غطاء للرأس في سوبر ماركت محلي. تم القبض على الرجل لمخالفته النظام العام ، كذلك تم القبض على النساء لقيامهن بكشف شعرهن
@asafroz15 pic.twitter.com/R42Xb0PYm3— الأمير ياسين (@M86950933) April 1, 2023
وقال مغرد عبر موقع “تويتر”: “يثير غضبهم أمر نساء بدون غطاء للرأس علي الرغم من انهن محتشمات ولا يثير غضبهم من يسرقونهم من النظام من ٤٠ سنة حكم دكتاتورى باسم الدين والدين براء منهم”.
https://twitter.com/ramyramsay/status/1642189805017604098
وقال مغرد ثانٍ: “حكم خامنئي واحدا من أكثر الحكومات وحشية وإجرامية في التاريخ! الآن، إذا لم يتصرف وفقا للقانون، فهو حكومة وحشية وجنائية! إذا كان يتصرف في القانون ، فإن قانونه وحشي! إذا كان شرعهم من الدين ، فإن دينهم هو أيضا وحشي!”
بحثهای حقوقی برای مردم خیلی اهمیت نداره!
برای مردم مثل روز روشنه که حکومت خامنهای جزو وحشیترین و جنایتکارترین حکومتهای تاریخه! حالا اگه به قانون عمل نمیکنه خود حکومت وحشی و جنایتکاره! اگه به قانون عمل میکنه قانونش وحشیانهس! اگه قانونش از روی دین هست پس دینشون هم وحشیانه هست!— arash (@arash_shojaiann) April 1, 2023
ولفتت مغردة إيرانية إلى أنّ “نظام الجمهورية الإسلامية طور أساليب الهجوم على نسائنا اللاتي يتحدين الحجاب.. بالأمس كان يلقي الحمض على وجوههن، واليوم يسكبون اللبن على رؤوسهن”.
كما أدان محمد أبطحي مستشار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، “الهجوم الوحشي”، ودعا لحلّ شرطة الأخلاق “سيئة السمعة”.
بدورها، وصفت الناشطة بنفشة جمالي، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة، أن سكب اللبن على رأس امرأة رفضت ارتداء الحجاب الإجباري يذكّرنا بـ”أيام الثمانينيات السوداء”.
وأضافت: “العقد الذي قاموا فيه بجرّ شفرات الحلاقة على شفاه النساء وجعلوا الشوارع غير آمنة لإجبار النساء على ارتداء الحجاب”.
وكتبت مخاطِبةً النظام: “الجيل المطلع اليوم يختلف كثيراً جداً عن ذلك الجيل. الوقت ليس مثل تلك الأيام التي تفرض فيها رأيك بالقوة”.
دعم لقرار معاقبة النساء غير الملتزمات بالحجاب
في المقابل، برّر إعلام النظام الإيراني ومناصروه التقليلَ من بشاعة الواقعة، حيث قال رئيس المكتب المحلي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سيد داوود نبي زاده، إنه يدعم “عمل أعضائنا المتعلق بضمان التزام النساء بالحجاب الإلزامي، إلا أن أفعالهم يجب أن تكون من خلال تقديم النصائح”.
وأكد رئيس السلطة القضائية، غلام حسين محسني إجئي، أنّ “عدم ارتداء الحجاب يصل إلى حدّ العداء لقيمنا”، مشيراً إلى أن مَن “يرتكبن مثل هذه الأفعال المخلّة سيعاقبن وسيحاكمن بلا رأفة”، دون أن يحدّد العقوبة.
وشدّد إجئي على أن رجال إنفاذ القانون “ملزمون بإحالة الجرائم الواضحة وأي نوع من الإخلال بالقانون الديني في الأماكن العامة إلى السلطات القضائية”، وفقاً لما أوردته صحيفة “التليغراف“.
اعتقال ساكب الحليب والمرأتين
وأعلنت العلاقات العامة التابعة للادعاء العام بمدينة قرطبة، اليوم السبت، في بيان لها، اعتقال امرأة وابنتها كان قد سكب أحد المتشددين، يقال إنه باسيجي، علبة من الحليب على رأسيهما لعدم مراعاتهما الحجاب الإجباري.
وجاء في البيان: “بعد التظاهر بخلع الحجاب أمام الملأ من قبل سيدتين وتصرف الشخص غير المناسب مع هاتين السيدتين، صدرت أوامر قضائية بهذا الخصوص، وتم اعتقال هؤلاء الأشخاص”، مؤكّداً أنه “إضافة إلى إصدار أوامر للتحقيق حول الحادثة، فقد تم اعتقال الأشخاص الثلاثة بتهمة الإهانة العملية والإخلال بالنظام، وكذلك اعتقال المرأتين بتهمة ارتكاب عمل حرام شرعاً وهو خلع الحجاب”. وقال الادعاء العام في قرطبة، إن صاحب المحل التجاري الذي حدث فيه الحادث تلقى الإخطارات اللازمة لمراعاة القانون حسب التعليمات.
وشهدت إيران، خلال الأشهر الماضية، خلع كثير من الإيرانيات الحجابَ عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في حجز شرطة الأخلاق في سبتمبر الماضي. وتم احتجاز أميني بتهمة انتهاك قواعد الحجاب.
واتخذت قوات الأمن تدابير عنيفةً لإخماد احتجاجات استمرت لشهور في عموم البلاد بعد وفاة الشابة الكردية، لكنّ القرار جعل العديد من الإيرانيات يتمردنَ عنه، حيث يتزايد عدد النساء غير المحجبات في مراكز التسوق والمطاعم والمتاجر والشوارع في أنحاء البلاد، في محاولةٍ لمقاومة شرطة الأخلاق.
وتتعرض النساء غير الملتزمات بالقرار للاحتجاز بتهمة مخالفة قواعد اللباس الإلزامية، حيث يٌجبر القانون الإيراني -الذي وُضع بعد ثورة 1979- النساءَ على تغطية شعورهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة، أو يواجهن المخالفات والتوبيخ العلني أو الغرامة أو الاحتجاز.