عرب ترند – تصدر المسلسل الليبي “السرايا 2” منصات التواصل الاجتماعي ومحرك البحث “غوغل” عقب الجدل الذي أحدثه في الشارع الليبي، بسبب بث مشهد اعتبره أهالي ورشفانة فيه إساءة لهم ولمدينتهم.
وتسبب المشهد في حالة من الغضب لدى عدد كبير من الليبيين، حيث استنكر أهالي ورشفانة ما بثه المسلسل في جزئه الثاني، بينما اعتبروه آخرون مشهد تمثيلي عادي ولا توجد أي إساءة فيه لمدينة ورشفانة.
وتمثل المشهد المثير للجدل، في حديث فتحي كحلول الذي يلعب دور سليمان في مسلسل “السرايا2” مع صديقه، عن تعرض شجرات اللوز في أرضه بورشفانة للسرقة وأن القاضي أمر بالقبض عليه، وذلك دون التطرق إلى أن السارق من ورشفانة.
دعوة لإيقاف المسلسل وغلق القناة
وفي بيان لهم، دان مشائخ وأعيان وحكماء ورشفانة، بشدة المشهد لما اعتبروه “إساءة” لأهالي المدينة، حيث قالوا إن المخرج والمؤلف والمنتج “تهكموا على قبيلة لها عروق وتاريخ جهادي معروف في كل الأوساط الليبية، ووصفها بالسارقة لا يليق بأي قبيلة لها تاريخ مسطر بأحرف من نور بتاريخ الجهاد”.
وأضاف البيان:”من وصف هذه القبيلة بهذه الأوصاف لا يعرفها جيدًا ولا يعرف تاريخها، ونعتبره أجوف وغير متابع لتاريخ القبائل العريقة”، مشددين على أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيادي وسيحاسبونه على كل حرف كتبه في حق القبيلة عاجلاً أم آجلاً.
وطالب البيان بإغلاق قناة “سلام” التي تبث المسلسل، فضلا عن إيقاف بث “السرايا2” وسحب الحلقات السابقة التي تٌثير القبيلة وفتح تحقيق ضد المخرج وطاقم المسلسل.كما حمل البيان “وزارة الثقافة مسؤولية ما صدر من هذه القناة، وقد أعذر من أنذر ولنا في الأيام القادمة لقاء”.
وبدوره، استنكر مُعمر الضاوي آمر الكتيبة 55 مشاة، بشدة ما اعتبره “إساءة” مسلسل “السرايا” الذي قام بإنتاجه وليد اللافي، لأهالي ورشفانة. ووصف المسلسل بـ”العمل المسموم الذي يُزور التاريخ خدمة لحقبة استعمارية غابرة، وتطاول سافر على التاريخ الليبي خدمة لمستعمر أجنبي، وتمهيدًا لانتشاره في ليبيا مُجددًا”.
كما أكد حساب “بيرق دار الليبي” على “فيسبوك” في منشور له، أن “الفترة اللي كثرت فيها السرقة في ورشفانة كانت العصابات المنظمة تتخذ من ورشفانة مقرا لها باعتبارها منطقة حوايز و طرق فرعية يمكن الاختباء فيها، وهي عصابات منظمة على مستوى المنطقة الغربية بالكامل ولا علاقة لأهل ورشفانة الطيبين بها، وأي واحد اشتغل على مكافحة الجريمة في تلك الفترة يعرف الكلام هذا كويس”.
وتابع :”أما عن قبائل ورشفانة عرفنا فيهم ناس و الله ما عرفناهم إلا ناس اكرام ومحترمين و عز ما ترافق، وناس يشتغلوا على حالهم بالحلال وعندهم مزارع توكل في ليبيا كلها وربي فاتح عليهم، و لن نسمح بإلصاق تهمة السرقة حتى بالطريقة غير المباشرة التي تنتهجها ما تسمى بقناة سلام “.
وأكد حساب “نبض العزيزية” على “فيسبوك”، أن المسلسل “يزرع الأوهام و يتعتمد الإساءة بشكل مباشر لقبيلة ورشفانة “، متبعا:”أيها الشاب أسامة رزق احترم تاريخنا واياك ان تشوه ماضينا المجيد بترهات واوهام لا تملك فيها حجة ولا برهان “.وطالب “قناة سلام و المخرج بالاعتذار و حدف المشهد واحترام كيان القبيلة وتاريخها”.
في المقابل، رأى بعض النشطاء أن المشهد لا يتضمن أي اساءة لأهالي ورشفانة وهو مشهد تمثيلي لا يستحق البلبلة التي أحدثها، مشيدة بقيمة العمل وجودته وبأداء الممثلين.
وقالت الإعلامية غادة الشريف، في منشور:”بصراحة المشهد متع مسلسل السرايا مشهد عادي وحوار عادي! مانشوفش فيه في أي تجاوز قبلي وجهوي؟ يعني لو قال عندنا شجرتين لوز في غات والا بن وليد والا مصراتة نقز فيهم واحد وخدي اللي هناك وين المسكلة هو قال واحد ماجمعش عادي يعني الصالح والطالح في كل مكان علاش متحسسين وقلبوا الدنيا”.
حذف المشهد المثير للجدل والاعتذار
بيان مشائخ وقبائل ورشفانة وتهديدهم بالتصعيد، دفع قناة “السلام” إلى إصدار بيان اعتذرت فيه من أهالي ورشفانة،مشددة على أن رسالتها الراسخة الداعمة للمصالحة الوطنية ووحدة صف الليبين واحترامهم.
وشددت على أن “المشهد في مسلسل “السرايا2″ الذي أثير حوله اللغط لا يتضمن ما حمل عليه من تأويلات وتحليلات غير واقعية وهي معاكسة تماماً لمضمونه ووضعه ضمن السياق الدرامي”.
ولفتت “السلام” في بيانها، إلى أنه رغم عدم إساءة المسلسل لأهالي ورشفانة إلا أنه لا تجد “غضاضة في تقديم الاعتذار لكل من فهم المشهد على غير نيته أوحقيقته، واحترام القبائل الليبية ودرء الفتنة أولى لديها من الجدالات والنقاشات والدفاع عن وجهة النظر الأخرى”.
وتابعت أنه إعلاءا للصلح وإكراما لأهالي ورشفانة العريقة، قد قررت حذف المشهد المشار إليه، مؤكدة في ذلك أن قيمة الصلح مما دونها وأن قبيلة ورشفانة وأهلها أعز لديها وأولى من التبرير”.
ويُسلّط مسلسل “السرايا 2″، الذي تصدر نسبة المشاهدة في ليبيا وعدة دول عربية، ونال إعجاب العديد من النقاد والمتابعين في ليبيا وخارجها، الضوء على الصراع الكبير الذي وقع بين ليبيا والولايات المتحدة، ويجسد حرب السنوات الأربعة التي وقعت خلال الفترة بين 1801 حتى 1805، ويكشف أيضا عن الصراع الذي حدث بين أبناء يوسف باشا القرمانلي على حكم طرابلس، في قالب درامي شيق يجمع بين السياسة والتاريخ والرومانسية.
وقال مخرج المسلسل، أسامة رزق، في تصريحات إعلامية سابقة، إن الهدف الرئيسي من تقديم الجزء الثاني من المسلسل، وهو تعريف الشعب الليبي والعالم بأحداث هذه الحقبة، نظرا لخلو المكتبة الدرامية من أي أعمال تتحدث عن تلك الفترة.
كما لفت إلى أن أحداث المسلسل تتناول واحدة من أهم فترات حكم يوسف باشا وهي فترة الصراع الذي حدث بين ليبيا والولايات المتحدة، والتي عرفت بـ”حرب السنوات الأربع”، وانتهت بحرق سفينة فيلادلفيا بعد أسرها، مؤكدا تنوع تتنوع أحداث المسلسل، حيث يتداخل فيها العديد من الأحداث والقصص الاجتماعية، والرومانسية المرتبطة بالواقع الليبي في هذه الفترة، لكن الجزء الأكبر من الأحداث مرتبط بفترة الحرب مع أميركا.