عرب ترند- أثارت الحلقة الأول من مسلسل “الفلوجة” التونسي، الكثير من الجدل بعد عرضها بساعات، حيث تصدرت قصته حديث النشطاء وسط اتهام بأن القصة مسروقة عن فيلم أجنبي.
وعرضت اليوم الحلقة الأولى من المسلسل “الفلوجة“على شاشة قناة “الحوار التونسي” الخاصة، للمخرجة سوسن الجمني و إنتاج فاضل بن عمار.
الفضاء المدرسي وقضايا التلاميذ
وخلال الحلقة الأولى، طرح المسلسل عدة مواضيع تمحورت حول الحرم المدرسي و ما يحويه من قضايا المراهقين ومشكلات تلاميذ المعاهد كقضية ترويج واستهلاك المخدرات وعلاقة التلميذ بالأستاذ،فضلا عن تأثيرات الأسرة على تصرفات التلميذ وغيرها من القصص التي سيكتشفها المشاهد خلال الحلقات القادمة التي لا تتجاوز 20 حلقة.
وأحدث المسلسل، الذي ضم نخبة من نجوم التمثيل في تونس، منهم ريم الرياحي وفارس عبد الدائم وكوثر الباردي وشاكرة رماح ونسيم بورقيبة ومحمد مراد ونعيمة الجاني ومحمد علي بن جمعة وسارة التونسي، جدلا واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتراوحت آراء التونسيين بين الإشادة بالمسلسل لتناوله قضايا واقعية للمجتمع التونسي، وآخري ترى أن المسلسل تشويه للفضاء المدرسي، فضلا على أن قصته مسروقة عن سلسلة أجنبية.
ومساندة لما طرح خلال الحلقة الأولى، أعرب أسامة بن الحاج محمد في منشور على “فيسبوك” عن إعجابه بالمشاهد التي مررت بالحلقة الأولى،كمشهد خطاب الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة التاريخية حول التعليم وأهميّته لبناء المجتمع ومراهنته على المؤسسة التربوية منذ توليه الحكم، و مشهد تحية العلم والنشيد التونسي.
وأكد أسامة أن المسلسل تناول “واقع الوسط المدرسي اليوم من تسيّب وإنتشار للعنف في صفوف التلاميذ في ضلّ غياب التأطيرالعائلي وعدم المتابعة الدوريّة،مايعانيه الإطار التّربوي اليوم وخاصّة المربّي منذ ساعات تدريسه الأولى حيث أصبح القسم مثابة الجحيم والسّيطرة عليه شبه مستحيلة، هنا نستنتج أن مهنة التّعليم فعلا أضحت مهنة شاقّة”.
كما أشار إلى أن “العنف الأسري والنّقمة الناتجة عن سوء التصرّف مع الناشئة خلال فترةٍ تعد الأهم في حياة الفرد ألا وهي المراهقة لينتج ذلك الصراع مستقبلا (بين الأب وآبنه مثالا)”، مشددا على الحلقة الأول من “الفلوجة” “هي تصوير واضح لتفكّك المجتمع التونسي والضّغوطات النّفسية التي يعيشها أفراده “صغيرا وكبيرا” نتيجة التغيّرات الحاصلة في البلاد التونسية منذ ما يسمّى ب”الثّورة” مع الإنتشار الرّهيب لظاهرة المخدّرات بأنواعها والنقاط السّوداء الموازية غير القانونية على عديد المستويات في ضلّ غياب المراقبة والرّدع”.
واستغرب الإعلامي سمير الوافي من انتقاد التونسيين للمسلسل رغم أنه يعرض واقع المعاهد والمدارس التونسية، حيث فال في منشور على حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”:”كأنكم لا تعرفون معاهدكم ومستوى تعليمكم ومرتبته في العالم العربي قبل العالم ونسبة العنف ضد الأساتذة ونسبة الفساد الأخلاقي هناك.وإنتشار المخدرات في المحيط المدرسي حيث أصبحت عديد المعاهد سوقا مفتوحة…وارتفاع عدد حالات التحرش المعلنة عدى المسكوت عنها…هل كل ذلك من وحي خيال كاتب السيناريو !؟؟”.
وتابع الوافي بالقول:”طبعا لا…ذلك هو واقعكم الذي تهربون منه بالإنكار والتنصل والنفاق…أقرؤوا الإحصائيات الاجتماعية عن مستوى التعليم…عن واقع المدارس والمعاهد…عن نسبة الإضرابات…عن إستهلاك المخدرات هناك…عن الانهيار المتسارع…وبعد ذلك قد تلومون سوسن الجمني على كمية الإثارة في المعالجة الدرامية والتناول التجاري للواقع…ولكنكم ستكتشفون أن الواقع أفظع وأشنع”.
“الفلوجة”…تشويه للحرم المدرسي
أما الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي، لسعد اليعقوبي، فقد أكد أن “وزارة التربية وقّعت عقدا مع صاحب قناة الحوار التونسي وسمحت بتصوير مسلسل “الفلوجة” بمعهد رادس بعد أن حولوا اسمه إلى معهد بورقيبة مقابل التبرع ببعض أثاث التصوير للمعهد المذكور”.
وقال في منشور على صفحته بمقع “فيسبوك”:”حذرنا وزير التربية، فتحي السلاوتي والذي اتضح انه لم يكن علي علم بهذا العقد وأن مصالحه قامت بإمضاء الاتفاق دون إعلامه ولكن الوزير عاد ليؤكد أن المسلسل سيخضع لرقابة الوزارة وستتوجه إلى الهايكا لطلب منعه لمخالفته العقد قبل حلول شهر رمضان.. بدأ العرض دون رقابة ولا حساب يبدو الأمر أكبر من مجرد بعض أثاث”.
وشدد الناشط عبد الناصر بن رابح على أن المسلسل المخرجة “تشويه للمؤسسات التربوية العمومية،حيث يروي على المراهقة الصّعبة لي تعيش فيها “مريم” (Ghada chaka) ومعظم المراهقين”.
وقال في منشور فيسبوكي:”مجرد دقائق تعدات ظهر المسلسل على أنه عمل كل ضرب للقيم و المبادئ، في دقيقتين مس من حرمة #لأستاذ و رجل الأمن”، متابعا:”نصيحة… ردبالكم على صغاركم. هو الخاسر الوحيد أخلاقيا و تعليميا”.
ولفت الناشط محمد الطرابلسي، في منشور على “فيسبوك” إلى أن “مسلسل فلوجة على قناة الحوار التونسي، مجرد دقائق تعدات ظهر المسلسل على أنه عمل كل ضرب للقيم و المبادئ،في دقيقتين مس من حرمة الأستاذ و رجل الأمن”، متابعا:”هكذا مسلسلات ما يلزمهاش تتعدى في التلفزة التونسية و خاصة في شهر رمضان، ردبالكم على صغاركم”.
أما أمير محمد الملولي فقد شدد في تعليقه على المسلسل على أن قصة “الفلوجة مسروقة عن فيلم أجنبي،قائلا:”مسلسل فلوجة هو سرقة حرفية لفيلم Esprits rebelles،على القليلة كنت تنجم تختار أغنية أخرى بخلاف gangster paradise”.