عرب ترند- أثار نائب أردني، جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد تقدّمه بطلب للزواج من طفلة تبلغ من العمر 15 عاماً بعد موافقة عائلتها.
وتداول رواد السوشيال ميديا الخبرَ دون الكشف عن هوية النائب الأردني، الذي قيل إنّه تقدّم بطلب للمحكمة بهدف استكمال إجراءات عقد القران والزواج من طفلة قاصر.
نائب أردني يطلب الزواج من طفلة عمرها 15 عامًا
وفي تفاصيل الخبر الذي أوردته عدة مواقع محلية وعربية، فإنّ قاضي القضاة الشيخ عبد الحافظ الربطة، كشف أنّ نائباً أردنياً توجّه لدائرة قاضي القضاة للزواج من فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا.
وقال الربطة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في مبنى دائرة قاضي القضاة، اليوم الاثنين، إنّ النائب الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، توجّه لدائرة قاضي القضاة للزواج من طفلة تبلغ من العمر 15 عامًا وبموافقة والديها، لافتاً إلى مطلبه قُوبل بالرفض.
وأكد أنّ الدائرة رفضت تزويجهم بحكم أنّ الطفلة قاصر، فضلاً عن فارق السن بينهما، حيث تمنع الدائرة الزواج بهذا الفارق في السن، إلا بعد بلوغ الأنثى عمر الثامنة عشر، علماً بأنه لم يذكر فارق السن بين النائب والطفلة.
“بدو يربيها على يديه”
وأثار النائب الأردني سخط مستخدمي المواقع الاجتماعية، حيث ندّد بعضهم بانتشار ظاهرة زواج القاصرات في الأردن وتكالب بعض الأولياء على المال مقابل بيع بناتهم.
وفي السياق، قالت الناشطة خنساء أبو زيد: “طبيعي عنده فلوس مش بعيد يعطيه أمها فوق البيعه ملعون ابو الجشع والطمع الي في النفوس الخبيثة”.
وعلق هيثم حسين ساخراً من النائب: “هذا النائب يريد حلا لمشاكل العنوسة في البلد كونها على جدول أعماله”. بينما سخر ناشط ثانٍ بالقول: “بدو يربيها ع ايده”.
كما رصدت “عرب ترند” العديدَ من التعليقات الرافضة لزواج القاصرات ولقرار عائلة طفلة الـ15 عاماً، والتي تمثّلت في: “استغلال للمناصب بأبشع الصور حسبنا الله ونعم الوكيل// دافعين كويس الله لا يعطيه العافية لا هو ولا أهلها// مسخرة// مهزلة// هذا ليس حرام ولكن أنت تتزوج ببنت قد أفادك القل والتفكير وكل شيء مختلف بسبب العمر وهلها طمعانين في منصبه وهو استغل فلوسه ومنصبه حسبي الله ونعم الوكيل انا عمري 49 لو توفر لي بنت بهذا العمر لا أقبل لأنه جميع الأمور لا تتناسب مع بعض من جميع النواحي العمر الو دور اخواني والباقي عندكم”.
وبينما كانت أغلب ردود أفعال النشطاء رافضةً لمثل هذا الزواج، دافعَ آخرون عن حق النائب في الزواج من الطفلة طالما أنّ الزواج بموافقة عائلتها، حيث أكدت روضة السلال: “ياناس… لا تحرمو ما احل الله اذا البنت بالغه عاقله وفي ايجاب وقبول ووالديها موجودين شو المانع شرع الله فرق السن عمره ما كان عائق…بعدين ١٥ سنه اليوم انضج من بنت الـ٢٠ بالسابق ليس البرم والصجه الفارطه”.
الجدير بالذكر، أنّ دائرة قاضي القضاة تفرض منذ عام 2018، تعليماتٍ محددة ومقيدة لتزويج مَن هم دون الـ18 عاماً، إذ تجيز زواج من أكمل 15 ولم يُكمل 18، لضرورةٍ تقتضيها المصلحة.
وتشترط أن يكون الخاطب كفؤاً للمخطوبة، وأن يتحقّق القاضي من الرضا والاختيار التامَّين، ويتوجب على المحكمة التأكد من الضرورة التي تقتضيها المصلحة، وما تتضمنه من تحقيق منفعة، أو درء لمفسدة، وبما تراه مناسباً من وسائل التحقق، على ألا يتجاوز فارق السن بين الطرفين 15 عاماً.
11 ألف حالة زواج لقاصرات في الأردن سنوياً
ووفق ما يؤكّده بعض الحقوقيين في الأردن، فإنّ عدد زواج القاصرات يقدّر من 10 آلاف إلى 11 ألفاً سنوياً، بما نسبته 11% من عدد حالات الزواج السنوية.
وبلغت نسبة زواج من هنّ فوق الـ15 عاماً ودون الـ18 في الأردن لعام 2017، 13.4% من مجمل حالات الزواج، بعدد 10434 فتاة، حسب التقرير الإحصائي لدائرة قاضي القضاة.
وأظهر التقرير أنّ المملكة تشهد يومياً تسجيلَ 213 عقدَ زواج، من ضمنها 29 حالةً لزواج مبكر (15- 18 عاماً)، كما يشهد تسجيل 71 حالة طلاق، من بينها 15 حالة طلاق مبكر.
وحدّد القانون الأردني، عمر 15 عاماً كحدٍّ أقصى لفارق العمر بين الخاطب والمخطوبة، غير أنّ الإحصاءات تؤكد وجود 220 عقد زواج تجاوز فارق العمر فيها 17 عاماً.