عرب ترند- أشعل الإعلامي التونسي، أشرف الكعلي، منصات التواصل الاجتماعي، وتصدرت تصريحاته “ترند”، وأثار كثيراً من الجدل، مما جعل جمعية علوم الفلك تردّ عليه بقوة وتعتبر تصريحاته “جهلاً وتخلفاً”.
وجاءت تصريحات أشرف الكعلي، الذي عُرف سابقاً بلقاءاته الإعلامية مع مشاهير الفن في العالم العربي، خلال حلوله ضيفاً على أحد برامج قناة “الحوار التونسي”.
“الأرض مسطحة وليست كروية”
وتصريحات الكعلي التي أثارت كثيراً من الجدل، تمثّلت في قوله: إن “الأرض هي مسطحة وليست كروية”، مؤكًداً بالقول: “أؤمن بأن الأرض مسطحة وليست كروية. قرأت القرآن والتوراة والإنجيل، وعدة حضارات، ووصلت لهذا الاقتناع”.
وأضاف الإعلامي التونسي: “تأكدت علمياً وفلسفياً بأن الأرض مسطحة، وليس لها آخر كما هو الحال مع السماوات، والاعتقاد بأن الأرض مدورة خاطئ، سأظل متمسكاً بنظرية سطحية الأرض ولا أخجل من ذلك”.
وتابع: “الأرض ممتدة امتداداً كبيراً ليس لها آخر .. أنا ندافع على الفكرة لأني معتقد فيها جزاماً ولا أخجل … مؤكد وتلك الحقيقة المطلقة أن الأرض عظيمة جداً وكلها سماوات طبقاً فوقها، أنا هذه فكرتي وأدافع عنها”.
جدل واسع عبر منصات التواصل
وما إن انتشر تصريح الكعلي، حتى ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بردود أفعال التونسيين حول صحة تصريح الكعلي من عدمه، إذ سخر العديد من اعتقاد الكعلي وتكذيبه وكالة الفضاء “ناسا”، وخوضه في مسائل حَكم فيها العلم من عقود.
وفي هذا السياق، انتقد الناشط سليم خليفة، تصريح الكعلي والإعلامي الذي طرح عليه مثل هذه الأسئلة، قائلاً في منشور على “فيسبوك”: “أشرف الكعلي عندو سنوات وين يحضر في أي برنامج يجبدولو حكاية الأرض مسطحة .. وهو يقعد يفسرلنا،أولا العيب في الإعلاميين الي كل مرة يطرحو عليه السؤال باش يقعد يكرر في نفس الخزعبلات”.
وتابع: “بالطبيعة هو حر في قناعاتو .. لا هو اول و لا اخر شخص مؤمن بنظريات حولة .. حسم فيها العلم من عقود أما الي قعد محيرني من سنوات .. منين يجيب في كل هاك الثقة العجيبة الي يحكي بيها .. ثم ختم تحليله العظيم بهذه حقيقة مطلقة”.
وأكد بشير هروم: “حين يصرّح الإعلامي أشرف الكعلي في قناة الحوار التونسي أن الأرض مسطحة وليست كروية فهو والقناة ينشران الجهل بين الناس”.
وفي منشور على “فيسبوك”، كتب زياد صميدة منتقِداً ما جاء على لسان الكعلي: “في هالمنطقة من العالم عندنا برشا تسامح مع “البهامة والغباء..في قناة التاسعة، المساهمة في نشر الجهل، تمّ استدعاء أشرف الكعلي باش يقدّم فكرة غبية من كون الأرض مسطّحة، ومن ثمّ يتمّ النقاش فيها”.
وتابع: “وحسب بعض الأصداء ادّعى هالعلاّمة قراءته للتوراة، والإنجيل، والقرآن، وشاهد بعض البرامج الوثائقية باش يوصل لنتيجة كون الأرض مسطّحة ولا دليل قطعي على كرويتها، مع العلم الي أوّل من يُعتقد أنّو دافع على فكرة كروية الأرض هو “طاليس Thalès ” حوالي 600 قبل الميلاد، ومن بعدو تلميذو “أناكسيمندر Anaximandre” ولاحقا “بيطاغور Pythagore” حوالي 550 قبل الميلاد، ثمّ “بارمينيدس Parménide” حوالي 500 قبل الميلاد”.
وشدّد على أنه “لفهم الوضعية جديدا يجب التركيز على أن هؤلاء دافعوا على فكرة كروية الأرض بالرغم من أنّ كلّ الدلائل الحسية تشير لعكس ذلك”، مشيراً إلى هؤلاء “في القرن 21 يدعون الثقافة والمعرفة، يأكّدوا بكل ثقة في النفس أنّ الأرض مسطّحة، عقولهم هي المسطّحة وليست الأرض”.
جمعية علوم الفلك تردّ على الكعلي
الجدل الذي أحدثه الكعلي بتصريحاته، دفع الجمعية التونسية لعلوم الفلك للردّ على تصريحه وتوضيح عدم صحة ما قاله، حيث أكدت في بيان لها، أنّ “المعلومات حول ما يسمّى بنظرية الأرض المسطّحة من شأنها أن تنشر الجهل والتخلّف لدى مختلف شرائح المجتمع، خاصّة منها النّاشئة والشّباب”.
وشدّدت على، أن “فكرة التسطّح نُوقشت عديد المرات دون جدوى لإقناع المدافعين عنها بتفاهة ما يدّعونه، رغم العديد من الأدلّة العلميّة الدّامغة والقاطعة المتعلّقة بشكل الأرض الكرويّ”، مذكّرةً بأنها سبق لها أن شاركت في التصدّي لمحاولة تمرير أطروحة دكتوراه حول هذه الفكرة، وتمّ التخلي عنها وإيقاف هذه الأطروحة من طرف وزير التعليم العالي آنذاك، لأسباب تتعلّق بالمنهجيّة والحقائق العلميّة المتأكّدة وغير القابلة للدّحض.
وأشارت إلى أنّ “فكرة الأرض المسطحة لا علاقة لها بالأديان السماويةّ، بل تتبناها مجموعات معيّنة منها ما يتّخذ معابد غالبها موجود في الولايات المتحدة. وتنفي هذه المجموعات كل ما توصل إليه العلم إلى حد اليوم منذ عشرات القرون مرتكزة على نظريّة المؤامرة”.
ودعت الجمعية التونسية لعلوم الفلك، “وسائل الإعلام الوطنية إلى التعاطي المهنيّ مع هذه الأمور العلمية. وذلك بدعوة الرأي والرأي الآخر، حتى لا يتم تظليل المشاهد والتروّي في دعوة هؤلاء مع تقصّي أفكارهم واحترام المبادئ العلميّة داعية الى لتعامل مع الجهات المختصة في مثل هذه الأمور العلمية”.
وأكّدت الجمعية استعدادها للمساهمة في نشر المعلومة العلميّة الصحيحة والموثوقة، متى سنح لها ذلك. وذلك درءاً لمثل هذا الخلط وما يمكن أن ينجرّ بسببه من عواقب وخيمة، حسب المصدر ذاته.
يذكر أنّ وزارة التعليم العالي رفضت في أفريل 2017 بحثَ دكتوراه وقع إيداعه بالمدرسة الوطنية للمهندسين بمحافظة صفاقس يفيد بأنّ “الأرض مسطحة”، وذلك بعد رفض لجنة الأطروحات بجامعة صفاقس نهائيا لهذا البحث ولكلّ الأعمال المنشورة في إطاره بناء على وجود إخلالات فادحة في المنهجية والأخلاقيات المهنية.
ورداً على موجة الانتقادات التي تعرض لها بسبب تصريحه التلفزيوني، أكد العكلي على حسابه بموقع “فيسبوك” صحة نظريته، واصفا مخالفيه ومنتقديه بـ”الجهلة”. حيث قال في منشور:”موش من عوايدي نتفاعل مع موضوع او أن أبحث على تبريرات، أما ردا على عدة تعليقات سخيفة و منحطة أحيانا في تدوينات و مقالات متعددة، تخص الأرض العظيمة المنبسطة، هذا جزء بسيط جدا، 2 من العاملين السابقين في وظائف دقيقة و حساسة جدا في وكالة ناسا يقدمان حقائق دامغة”.
وأرفق الكعلي منشوره بمقطع فيديو لعاملين في وكالة ناسا يؤكدون صحة اعتقاده، قائلا:”أرجو ان تكون لأولئك الذين نصبوا أنفسهم عريفي زمانهم، و البعض منهم لم يقرأ سطرا في حياته، ان تكون لهم الجرأة في التعليق على صاحب الفيديو و محطته و على آراء المتدخلين المنشقين عن ناسا”.