عرب ترند- تمحور حديث نشطاء منصات التواصل الاجتماعي في تونس، حول “مملكة الأطلنتس الجديدة”، عقب جدل واسع أثاره بياناً صادراً عن الحزب الدستوري الحر، الذي اتهم فيه نائبة رئيس البرلمان الجديد، بالانتماء إلى ما وصفه بـ”أخطبوط متعدد الجنسيات من الهيئات والمنظمات الأجنبية”.
وقال الدستوري الحر،في بيانه، إن النائبة الجديدة، سوسن مبروك، تشغل خطة وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية في ما يعرف بـ”مملكة أطلانتس الجديدة أرض الحكمة”، وهي مملكة أسطورية لم يثبت وجودها بعد إلا في كتابات أفلاطون.
“خطر جسيم على الأمن القومي التونسي”
واعتبر الحزب أن “وجود مواطنة تونسية في موقع عضو حكومة مؤسسة لدولة أجنبية لها راية خاصة بها وتبحث لها عن إقليم لتعلن سيادتها، يمثل خطرا جسيما على الأمن القومي التونسي، تضاعف بوصولها إلى سدة رئاسة المؤسسة التشريعية”.
وطالب الرئيس قيس سعيد بـ”إعلام الرأي العام فورا بموقف الدولة التونسية مما يسمى مملكة أطلانتس الجديدة وعلاقتها بها ومآل الملف المودع عندها لفتح مكتب لها بتونس”.
كما دعا أجهزة الدولة المختصة للتحقيق الفوري في موضوع تولي مواطنة تونسية لحقيبة وزارية في دولة أجنبية تبحث عن التأسيس الرسمي وتقدمها في نفس الوقت لنيابة التونسيين بالبرلمان، مطالبا رئيس البرلمان الجديد إبراهيم بودربالة بـ”التحقيق في هذا الملف وكشف كافة المعطيات إلى الرأي العام ومنع نائبته سوسن مبروك من الاطلاع على الوثائق السيادية للبرلمان التونسي، وترتيب الآثار القانونية الضرورية لوقف اختراق المؤسسة التشريعية وحماية سلامة التراب الوطني”، وفق نص البيان الذي اطلعت عليه “عرب ترند”.
وعن “مملكة الأطلنتس الجديدة أرض الحكمة”، أوضح الحزب الذي ترأسه عبير موسي،أنها “دولة في طور التأسيس عينت لها ملكا يدعى هارون إيدن ومجلس وزراء لا مركزي يرأسه المدعو محمد العبادي، وحررت مشروع دستور خاص بها وانطلقت في توزيع الجنسية على الراغبين في ذلك، وتقدمت بمطالب لعدة دول منها تونس لفتح تمثيليات دبلوماسية داخلها، وهي تبحث حاليا عن أرض في ربوع العالم لتستقر فيها وتستكمل شروط الدولة وتحصل على الاعتراف الرسمي بها”.
جدل تونسي حول مملكة الأطلنتس
بيان الحزب السياسي، أثار جدلا واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدر البيان عناوين الإعلام والصحافة في تونس وتمحور الحديث عن “مملكة الأطلنتس-أرض الحكمة” وماهيتها وحقيقة وجودها. وفي هذا السياق، أكد الصحفي، زياد الهاني، ف مداخلة إذاعية تواجد ثلاث شخصيات توتسية كأعضاء ضمن “حكومة مملكة الأطلنتس”، منهم النائبة سوسن مبروك وزبير بربيرو.
وأوضح الهاني،بخصوص هذه المملكة، أنها “تتكون من ّ7 حكومات قارية و197 حكومة وطنية، هدفها الأساسي خلق حضارة متقدمة فوق الأرض، تتكون من أفراد ذوي سيادة، وبلغوا مستويات عليا من الوعي..”،لافتا إلى أن “مملكة الأطلنتس” تدعو إلى السلام العالمي والبيئة النظيفة”.
وبين الهاني أن المملكة، وفق موقعها، هي فرع من شركة استثمارية، مقرها في سنغافورة، تستثمر في مجال الطاقة والنفط والغاز وكل ماله علاقة بالمعادن.
وفي منشور لها على “فيسبوك”، علقت الناشطة نفيسة جزار على تواجد النائبة عضو في حكومة “مملكة الأطلنتس”، قائلة:”الليلة الشعب التونسي عرف إلي فما بلاد لا مركزية في طور الإنشاء اسمها مملكة الأطلنتس الجديدة،وإلي هالبلاد باش تكون جامعة لناس من كل أنحاء العالم وإلي هالبلاد موجودة سياسيا وديبلوماسيا و الناس إلي قايمة عليها بصدد البحث على إقليم لإقامتهاعن طريق كراء الأرض أو شراءها”.
وأضافت إن هذه البلاد ستكون “إمارة للتكنولوجيا الحديثة وستستثمر في البلدان الفقيرة والضعيفة”، حيث “أسست شركة عابرة للقارات باسمها، فيها ملكها رئيس مدير عام وفتحت الشركة فرعا لها في تونس وبدأت في استقطاب النساء و خاصة صاحبات الصناعة التقليدية”.
وتابعت:”كل هذا ليس مهما..المهم و المفزع و الغريب والصادم إلي مدام سوسن مبروك نائبة دربالة في رئاسة البرلمان التونسي الغير شرعي هي وزيرة لدى مملكة الأطلنتس الجديدة”.
وكتب نورالدين الزلطني، معلقا على “مملكة الأطلنتس” في منشور:”ڨالك مملكة الاطلنتس الجديدة أرض الحكمة عندها ملك اسمه هارون ايدن و عمل زيارة لاوكرانيا الاحد الي فات و ڨالك زادة عندها رئيس وزراء اسمه محمد العبادي و ڨالوا انه رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية و هاهم ڨالوا زادة الي عندهم وزيرة عمل و شؤون اجتماعية اسمها سوسن المبروك نائبة في برلمان تونس …ڨالوا الله يكذب اڨوالهم”.
أما القاضي عفيف جعيدي فقد أكد أن “اعتراف نائبة رئيس البرلمان بمشاركتها في مؤتمرات لما يسمى اطلانتس ..( على اذاعة اي اف ام) يطرح فرضيتين هامتين أولهما أن تكون المسؤولة السامية مشاركة فعلا في مشروع استيطاني استثماري، وهذا خطير وثانيهما أن تكون المسؤولة ممن يشاركون في أنشطة عبثية لمجرد المشاركة والظهور وهذا أمر لا يقل خطورة”، واصفاً تونس بـ”المسكينة”.
كما ذهب بعض التونسيين للتندر والسخرية من تواجد سوسن مبروك ضمن هذه المملكة الباحثة عن أرض لها، وهي نائبة رئيس البرلمان الجديد، حيث قال الناشط محمد البوقدي بالقول:” كيف يغيب رئيس البرلمان وتترأس نائبته التابعة لمملكة الأطلنتس،البرلمان يولي اسمهبرلمان الأطلنتس في تونس؟”.
النائبة تنفي علاقتها بالمملكة الافتراضية كمغالطة للرأي العام
وفي تصريحات إعلامية، نفت النائبة سوسن مبروك، علاقتها بـ”مملكة الأطلنتس”، إلا أن فريق “#ICheck” المتخصصة في التثبت من المعلومات عبر الإنترنيت، أكد صحة عضوية النائبة بهذه المملكة الافتراضية، مشيرا إلى أن الأخيرة ضللت الرأي العام وكانت عضوة ناشطة بالمملكة المذكورة عكس تصريحاتها.
وبين الفريق أن النائبة، عضو “مملكة الأطلنتس” “اشتغلت عام 2021 كمحررة بصفحة “قناة هنا بلادي Tv” وكانت تنشر أخباراً عن المملكة باسم “سوسن مبروك وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية لمملكة الأطلنتس الجديدة أرض الحكمة” وهو الأمر نفسه الذي أكده لنا صاحب الصفحة محمد رحمن عباس في مكالمة هاتفية “.
وبدورها، حاولت “عرب ترند” من خلال موقع المملكة الافتراضية على الإنترنت، التدقيق في أعضاء حكومة المملكة المنشورة صورهم على موقعها الرسمي،لم تجد أي أثر يؤكد انتماء نائبة رئيس البرلمان التونسي سوسن مبروك لها.
ماذا عن “مملكة الأطلنتيس”الجديدة؟
أما بخصوص “مملكة أطلانتس الجديدة…أرض الحكمة”،فهي عبارة عن ”مملكة افتراضية”، حيث تحصل 46 ألف شخص على جنسيتها وهي تملك نشيدا وطنيا وراية ودستور مؤقت تمت المصادقة عليه في 2021.
ويحكم المملكة الملك هارون أيدن، ومجلس وزرائها اللامركزي يرأسه محمد العبادي، أما لغة التواصل التي تعتمدها في بياناتها فهي الأنجليزية والعربية.
وهي مملكة افتراضية غير معترف بها من أي دولة في العالم،ولكنها كانت قد تقدمت حكومتها بمطالب لعدة دول منها تونس لفتح تمثيليات دبلوماسية داخلها، وهي ”تبحث حاليا عن أرض في ربوع العالم لتستقر فيها وتستكمل شروط الدولة وتحصل على الاعتراف الرسمي بها”، وفق تصريحات لـ”ملكها’ هارون”. كما أن للمملكة موقع إلكتروني، يمكن الولوج إليه لمعرفة أعضاء حكومتها وللتواصل معها وحتى للتعرف على مشاريعها.
وفي الواقع، تعد “مملكة الأطلنتيس الجديدة،” مشروعاً كبيراً وضخماً يحتاج إلى مستثمرين ورجال أعمال كبار لكي يعملوا على تمويل هذه الفكرة من خلال مساهمتهم في الاستثمار في البنية التحتية لهذه المملكة حال بدء التنفيذ من خلال قانون الاستثمار الذي وضعته وزارة العدل في “مملكة أطلانتس الجديدة..أرض الحكمة” كما تسمي نفسها.
وفي سياق العمل على أن تصبح الفكرة واقعا، تشير بعض المصادر إلى أنه تم عقد أول اجتماع بين وفد من المملكة برئاسة رئيس الوزراء محمد العبادي وبين ثلة من رجال الأعمال في مدينة إسطنبول التركية، حيث تم تبني الفكرة من قبل رجل الأعمال هارون إيدن وبالتالي تم التوقيع معه على اتفاقية إنشاء هذه المملكة وتم تعيينه ملكا لها على أن تكون صلاحيات رئيس الوزراء صلاحيات واسعة على غرار النظام الملكي الدستوري في بريطانيا وبعض الدول الملكية.
وإلى مراحل متقدمة في مفاوضاتها مع بعض الدول وهذا ما يجري خلف الكواليس وسيتم الإعلان عن موقع ومكان هذا الإقليم حال استيفاء كافة الشروط والمستلزمات القانونية واللوجستية وضمان الاتفاقية من الناحية الجيوسياسية بحيث لا تتعارض مع أي سيادة سياسية وأمنية للدول المحيطة. وبالفعل فبعد أن تم توقيع الاتفاقية مع الملك هارون تم إيفاد أكثر من ستة وخمسين سفيراً وتسليمهم كتباً رسمية تخاطب فيها أصحاب الشأن والاختصاص في جميع الدول، وخاصة وزارة خارجية هذه الدول.