عرب ترند- تصدرت طفلة عراقية الـ”ترند” عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بعد أن افترشت الرصيف في وسط العاصمة بغداد لبيع الخضروات.
وأظهر مقطع فيديو قصير نشره المخرج العراقي،فراس السراي، عبر حسابه بموقع “تويتر”، فتاة لا يتجاوز عمرها 10 سنوات تجلس على الرصيف وأمامها طاولة صغيرة عليها بعض الخضروات المعلبة.
وعلق السراي على الفيديو بالقول:” أليس مـــــن المفتـرض، تكــــون الآن في المدرسة ؟ طفلة تفترش رصيف ساحة الوثبة تبحث عـــــن لقمــة للعيش في أرض تغص بالخيرات إلا لعنة الله على الظالمين”.
🔴 الى من يهمه الامر
اليس مـــــن المفتـرض
تكــــون الان في المدرسة ؟طفلة تفترش رصيف ساحة الوثبة
تبحث عـــــن لقمــة للعيش في ارض
تغص بالخيرات الا لعنة الله على الظالمين pic.twitter.com/nqX7d67jD1— Firas W. Alsarray – فراس السراي (@firasalsarrai) March 1, 2023
تأثر العراقيون بوضعية فتاة الرصيف
وأحدث فيديو الفتاة الصغيرة جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي وكسبت الفتاة تعاطفاً كبيراً من قبل العراقيين الناشطين عبر موقع “تويتر”، حيث حاز مقطع الفيديو على نسبة مشاهدة عالية تجاوزت 24 ألف مشاهدة خلال يوم.
وبحسب ما قيل على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن والدها يتركها يوميا في مكانها المذكور، دون معرفة الأسباب أو أي تفاصيل توضح حالة الطفلة الاجتماعية، وهو الأمر الذي زاد من غضب الكثير من العراقيين، الذي ألقوا باللوم على عائلتها أولا لأنها حرمتها من أبسط حقوقها والحكومة العراقية ثانياً.
وفي هذا السياق، قال المغرد والناشط يوسف الحكيم، في تعليق على فيديو الفتاة:”هذه مسؤولية العائلة بالدرجة الأولى لأن أني إذا ما عندي الإمكانية كرجل لتوفير بيئة سليمة للأطفال أو الزوجة، ليش أنجب أطفال أو أتزوج من الأساس!!!”.
هذه مسؤولية العائلة بالدرجة الأولى لان اني اذا ما عندي الامكانية كرجل لتوفير بيئة سليمة للاطفال او الزوجة ليش انجب أطفال او اتزوج من الاساس !!!
— Yousif AL-Hakeem | يوسف الحكيم (@YousifHK9) March 1, 2023
ورجحت سهير محسن إن أن يكون الرجل الذي جعلها تترك مقاعد الدراسة وتبيع الخضروات على الرصيف ليس والدها وإنما شخص يستغلها حتى تشتغل.
احتمال كبير هذا ليس والدها ويستغلها حتى تشتغل هذه تعتبر تجاره بهؤلاء الاطفال الأبرياء اين الدوله من هذا ؟
— Suhair Muhsin (@SuhairMuhsin) March 1, 2023
وكتب أحمد يحي معلقا على وضع الفتاة الذي لامس قلوب العراقيين:” شلون الأب ينطي كلبة يخلي هيج وردة بالشارع مع الأسف.. لو اعرف أشتغل بأصعب الأعمال ما اخلي هيج طفلة برة”.
https://twitter.com/mdyyy445724813/status/1631377356999761921
وعلق حساب “الجمهورية” بالقول:” قصة قصيرة، طفلة بريئة سرق الزمان ألعابها وحقيبتها وكتبها.،سرق صفها ورحلتها،سرق حتى ابتسامتها البريئة، فأنتهى بها هناك على قارعة الطريق في الوثبة،بين المجهول والمؤدي إلى حيث لا تدري”.
قصة قصيرة
طفلة بريئة سرق الزمان ألعابها وحقيبتها وكتبها.
سرق صفها ورحلتها.
سرق حتى ابتسامتها البريئة.
فأنتهى بها هناك على قارعة الطريق في الوثبة
بين المجهول والمؤدي إلى حيث لا تدري.#الجمهورية— الجمهورية (@Platon_iq) March 1, 2023
أما المغرّد علي الراشدي، كان له رأياً مختلفاً كليا عن البقية،حيث رأى أن لا أحد يحق له تصوير الفتاة كما أنه يظن أن بإمكان أن يكون وضعها معقد ومختلف عن ما يتم تداوله، قائلا في تعليقه: “يعني متعرفون شنو. وضعهم. وشنو قصتهم ماكوو داعي تصورون ونشهرون بالناس باسم الحنيه والطيب مالكم حق اصورون ولا تنشرون شي. ميخص احد عائله وعايشه بمان الله”.
https://twitter.com/alialrashedy1/status/1631167089422508033
ولا تعد حالة الفتاة المذكورة حالة منفردة أو فريدة وإنما عمل الأطفال في العراق يعد ظاهرة باتت واقعاً مراً في البلد الغني بالنفط، حيث يمكن رؤية الكثير منهم يعملون في ورش التصليح أو المقاهي ومحلات الحلاقة، فيما يبيع آخرون المناديل على مفترقات الطرق.
“انتشار مقلق” لعمالة الأطفال في العراق
ووفق بعض الإحصائيات غير الرسمية، فإن عمالة الأطفال في بغداد شهدت ارتفاعاً مستمراً، بسبب الحروب والصراعات والتهجير الذي حدث، خصوصا في المحافظات التي تعرضت لغزو تنظيم “داعش” الإرهابي.
وفي تقرير نشر أواخر العام 2022، حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية من “انتشار مقلق” لعمالة الأطفال خصوصا في الموصل، المعقل السابق لـ”داعش”، والتي لا تزال تعاني من ضعف في عملية إعادة البناء رغم مرور خمس سنوات على تحريرها.
وأكدت المنظمة غير الحكومية، أن 90% من مجموع 411 أسرة و265 طفلاً، التي شملتهم الدراسة “لديها طفل أو أكثر” يعمل.
وأشار تقرير المنظمة إلى أن نحو 75% من هؤلاء القاصرين لديهم “وظائف غير رسمية وخطرة (بينها) جمع القمامة أو الخردة المعدنية أو في البناء”، فضلا عن أن 85 % من هؤلاء “لا يشعرون بأمان في العمل”، لدواع بينها سوء المعاملة أو نقص معدات الوقاية.
ووفقا لما صرح به مسؤول شعبة مكافحة عمل الأطفال في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، حسن عبد الصاحب لوكالة “فرانس برس” فإن القانون العراقي يحظر عمل الأطفال دون سن 15 عاماً ويعاقب بغرامة مالية وبالسجن لفترة قد تتجاوز ستة أشهر، من يخرق هذا القانون.
وذكر بأن وزارة العمل حالياً تقدم راتب “رعاية اجتماعية” شهرياً لعدد كبير من العائلات الفقيرة، “يبلغ معدّله 125 ألف دينار أي (حوالى 83 دولارا) لكل طفل”، وفق المسؤول. لكن يبقى هذا المورد محدوداً أمام متطلبات الحياة.