عرب ترند- ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الأخيرة في تونس، بخبر اعتقال صاحب شركة “قهوة”، بشبهة التآمر على أمن الدولة الغذائي وتبييض أموال، بعدما أوشت به زوجته إلى الشرطة.
واعتُقل صاحب الشركة التونسية بأمر من النيابة العمومية في قضيتين؛ الأولى من أجل “التآمر على أمن الدّولة العام الغذائي باحتكار مواد غذائيّة استهلاكيّة وعدم تزويد السّوق المحليّة بها”، بينما تتعلّق الثانية بـ”شبهة تبييض أموال وتوريد بضاعة فاخرة دون إعلام السلطات المعنية”.
زوجته تبلّغ الأمن بأعماله غير القانونية
جاء اعتقال صاحب شركة “قهوة” المعروفة في تونس، بعد أن قامت زوجته بوشايته لإحدى الفرق الأمنية بمحافظة أريانة، حيث أعلمت عن تعمّد زوجها وتحوّزه على كميات هامة من معدن “الذهب” وعدد هام من الساعات اليدويّة الفاخرة.
ووفقاً لبيان نشرته وزارة الداخلية على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك”، فإن عناصر الأمن بعد إعلام الزوجة، تنقلوا إلى منزل المتهم بعد التنسيق مع النيابة العموميّة، أين عثروا “على 6 ساعات يدويّة من النوع الفاخر وعدد من القطع الذهبيّة كانت مخفية داخل سيارته”، إلى جانب “5سيّارات من ماركات عالميّة باهضة الأثمان”.
وخلال التحقيقات، كشفت زوجة المتهم عن الخطة التي يعتمدها زوجها في التهريب والتهرب الضريبي، حيث أكدت أن “زوجها يقوم بتهريب مبالغ ماليّة ضخمة من العملة الأجنبيّة. وذلك بإخفائها داخل أماكن متفرقة من جسده حين سفره إلى إحدى الدّول لشراء الساعات اليدويّة المذكورة”.
ولفتت الزوجة، التي يبدو أنها أرادت الانتقام من زوجها، إلى أن زوجها “يسافر عادة 10 مرات سنوياً، يقوم خلالها بشراء 06 ساعات في كل سفرة تتراوح قيمتها المالية بين 25 ألف دولار و600 ألف دولار للساعة الواحدة، ويتولى إدخالها للتراب التونسي ليعيد بعد فترة بيعها بالخارج بمبالغ ماليّة باهضة”، وفق نص بيان الداخلية التونسية.
وفي اعترافاته، كشف صاحب الشركة المعتقل، عن أنّه اتّفق مع أحد نظرائه (صاحب شركة مختصة في بيع وتزويد الأسواق بمادة القهوة)، على عدم تزويد السوق المحليّة بالمادّة المذكورة، حيث تشهد البلاد نقصاً حادّاً في مادة القهوة منذ نهاية العام الماضي.
وحسب الداخلية، فإن العناصر الأمنية بمشاركة عناصر من وزارة التجارة، حجزوا خلال عملية تفتيش دقيقة لمقرّات الشركتين بمحافظة أريانة، 50 طناً من مادّة “القهوة” تقدّر قيمتها الماليّة بـ1.7 مليون دينار، فضلاً عن مبلغ مالي يقدّر بنحو 150 ألف دينار و22 قطعة من المعدن الأبيض والأصفر وسندات خلاص بقيمة 50 ألف دينار تونسي.
هذا وأمرت السلطات بتونس بالاحتفاظ بالمظنون فيه لمزيد من التحقيقات في قضية التآمر على أمن الدولة الغذائي وتبيض الأموال.
كما تشير الأنباء إلى أنه تم اعتقال والد المتهم، في قضية التآمر على أمن الدولة الغذائي أيضاً، أين اعترف باحتكار مادة القهوة ومنع تزويد الأسواق بها. وذلك بطلب من أطراف فاعلة في المشهد السياسي التونسي، حسب ما نقله المدون الصحبي العمري.
أراد الطلاق فانتقمت منه بطريقة قاسية
وكشف المدون الصحبي العمري على صفحته بموقع “فيسبوك”، عن هوية الزوج والسبب الذي دفع الزوجة للوشاية بزوجها حتى يتم اعتقاله.
وقال في منشور، إن شركة القهوة المعنية بقضية التآمر على أمن تونس الغذائي وتبيض الأموال، هي الشركة صاحبة العلامة التجارية “قهوة اللوز”.
وأشار إلى أن وشاية الزوجة بزوجها الشاب وليد اللوز، جاءت بعد خصام حصل بينهما، حيث هدّد الزوج زوجته بالطلاق إن شاء منه، فقررت الزوجة الانتقام وبلّغت عنه إلى الجهات الأمنية، وهو ما كلّفه الإيقاف، ويشمل الأمر إيقاف والده نعمان اللوز.
وتفاعل النشطاء في تونس بشكل واسع عبر موقع “فيسبوك”، حيث أشاد كثيرون بموقف الزوجة الشجاع، التي ضحت بزوجها وراعت الأزمة التي تشهدها البلاد في مادة القهوة وعدة مواد استهلاكية أخرى.
فكتب العيوني فتوحي، في تعليق على بيان وزارة الداخلية: “شكر خاص إلى السيدة الكريمة التي ضحت بحبها من أجل الوطن و الشعب شكرا مرة أخرى”.
وقال عصام بن حليم: “أول مرة كيد الناس يعود بالنفع على البشرية”، بينما أشار أنوى ابراهيم إلى أن الزوجة لم تشِ بزوجها حباً للشعب التونسي؛ وإنما انتقاماً منه. وعلق آخر ساخراً بالقول، إن هذه عاقبة من يحكي أسراره لزوجته.
وقدّم منذر الصفاقسي نصيحة للرجال ساخراً: “ما تعطيوش أسراركم لنساكم هاكم شفتو السيد متاع القهوة يوكّل ويشرّب ويصرف و يهز ويجيب داخل حمّال و خارج زبّال و في الأخر بعثتوا وراء الشمس”.
يأتي اعتقال صاحب شركة قهوة اللوز الشهيرة في تونس، ضمن حملة اعتقالات واسعة تشنّها السلطات التونسية ضد محتكري الموادّ الاستهلاكية وما يعتبروه رئيس البلاد قيس سعيد، “تآمرا على أمن الدولة الداخلي وتبديل هيئة الدولة وبث البلبلة في البلاد”.
إذ سبق وأن قامت السلطات بسلسلة اعتقالات شملت معارضين ورجال أعمال وصحفيين، منهم قيادات من حركة النهضة، نور الدين البحيري، علي العريض، ومعارضين أمثال: غازي الشواشي، جوهر بن مبارك، نورالدين بوطار، المدير العام لإذاعة “موزاييك”، رجل الأعمال خيام التركي.