عرب ترند- تصدرت سيدة أردنية، عناوين الصحف والمواقع الإخبارية وحديث منصات التواصل الاجتماعي عقب نجاحها في الاحتيال على شركات تأمين ونهب نحو 2 مليون دينار بخطة شيطانية يكاد العقل لا يستوعبها.
قامت السيدة الأردنية التي تدعى “بتول” بالشراكة مع والدها ومجموعة أشخاص آخرين، بتنفيذ عملية احتيال ضخمة استهدفت خلالها 3 شركات تأمين معروفة في الأردن عبر ادعاء وفاتها زوراً.
خطة احتيال شيطانية ودمية وسط القبر
بدأت أطوار القصة الغريبة منذ عامين عندما قام رجل أردني يدعى “عز الدين” (والد بتول) بشراء بوالص تأمين على الحياة من ثلاث شركات مختلفة ومن ثم قام الأب بالادعاء بأن ابنته “البتول” فارقت الحياة.
دفنت لعبة في قبرها لإخفاء جريمة "نصب واحتيال"
بخطة شيطانية لا تخطر على بال بشر، قامت سيدة أردنية بالنصب على ثلاث شركات تأمين بمبلغ مليون ونص المليون دينار بوصل تأمين على الحياة.
السيدة وبالاشتراك مع آخرين قاموا بفتح بيت عزاء بعد دفن "لعبة" بحجم إنسان في قبر حمل شاهداً باسمها. pic.twitter.com/XyCqlrU9mM
— جۣۗہمۣۗہيۣۗہلَ أخۣۗہوۣ عۣۗہمۣۗہيۣۗہرهۗ { Abu Bakr} (@AbuBakrJordan1) February 15, 2023
وحسب ما نقله موقع “أخبار البلد” الأردني، فإن الأب أقام جنازة وهمية كبيرة لابنته المتوفاة كذباً، في شهر أكتوبر الماضي، بحضور أقاربه وأصدقائه ومعارفه في منزله، تخللتها تكبيرات وصلاة جنازة ونحيب وعويل حسرة على فراق “بتول” الوهمي.
لكن الحقيقة أن الجنازة أقيمت لدمية بلاستيكية تم تكفينها ورشها بالعطر ووضعها في سيارة دفن الموتى، ثم دفنها في مقبرة سحاب الإسلامية.
وبعد انتهاء فترة العزاء، انطلق الأب في تجهيز الأوراق المطلوبة للحصول على مبلغ التأمين وتقديم مطالبات مالية للشركات الثلاث من خلال تعيين ثلاثة محاميين مختلفين لغايات تحصيل قيمة البوليصة الموقع عليها.
وحسب ذات المصدر فإن عملية التحيل شملت كل من “المجموعة العربية الأوروبية للتأمين”، وشركة “الأولى للتأمين” (سوليدرتي)، و”الشركة الأمريكية للتأمين على الحياة” (اليكو).
خطة الأب وابنته الشيطانية نفذت بالتعاون مع آخرين يعملون في مستشفيات خاصة في شرق عمان والطب الشرعي، بلغ عددهم حوالي 8 أشخاص تم توقيف 6 منهم بما فيهم الأب الذي يعمل في قطاع السياحة وابنته المطلقة التي لعب دور البطولة في قصة التحيل على شركات التأمين.
دفنت لعبة في قبرها لإخفاء جريمة "نصب وإحتيال".
بخطة شيطانية، قامت سيدة من #الأردن بالنصب عثلاث شركات تأمين بمبلغ مليون ونص، المليون دينار بوصل تأمين على الحياة.
السيدة وبالإشتراك مع آخرين قاموا بفتح بيت عزاء بعد دفن "لعبة" بحجم إنسان بقبر حمل شاهداً بإسمها.!
ما هذا يا عالم. 🙄 pic.twitter.com/ElVd3sO92v— رأفت الزعبي (@7PRrKeS07WXEUtk) February 16, 2023
فضح مسرحية الأردنية المتوفاة زوراً
لم تدم مسرحية “بتول” ووالدها طويلا، حيث تفطن عدد من المحاميين وبعض العاملين في الدوائر القانونية للشركات الثلاث المتضررة لعدد من الثغرات، الأمر الذي جعلهم يشككون في أمر السيدة وحقيقة وفاتها.
إذ يقول موقع “أخبار البلد” إن المحامين لاحظوا أن المتوفاة الوهمية لديها ملف طبي في أحد مستشفىات الأردن يؤكد بأن لديها حالة مرضية تم إخفائها حين التوقيع على بوليصة التأمين مما يعطي عذراً لشركة التأمين بالامتناع عن صرف البوليصة.
وبتعميق التحقيقات، أثار انتباه المحامين أن امتلاك “بتول” أكثر من بوليصة في أكثر من شركة، مما دفعهم للبحث عن أسباب قيام هذه المشتركة بالتوقيع على ثلاثة بوالص تأمين على الحياة من ذات الفترة ووفاتها بظروف غامضة الأمر الذي دفعهم للاعتقاد بأن بتول ربما قتلت أو خنقت بسبب جنائي ولم تتوفى بشكل طبيعي.
فضلا على أن المتوفاة الوهمية توفيت يوم 21 أكتوبر2022، فيما تم منح إذن تصريح الدفن بعد أسبوع تقريباً، حيث لم توضع في ثلاجة الموتى التابع للمشفى، الذي يفترض أنها توفت فيه، خاصة وأن بعض موظفي المشفى وحين مراجعة شركات التأمين رفضوا التعاون وتسليم الأوراق لهم بحجة انشغالهم وعدم توفر الوقت لديهم متعهدين بأنهم سيقومون بإحضار الملفات إلى الشركة.
ومن ثم اكتشف المحامون أن “بتول” توفيت في مشفى في شرق عمان فيما حصلت على شهادة وفاة من مشفى آخر يختلف عن المشفى الذي توفيت فيه وأن هنالك تلاعب أو عيوب مهمة في تقارير الطب الشرعي وتقارير الوفاة وبعضها بالأساس غير رسمي وغير موثق في الكتب الرسمية، وفق موقع “أخبار البلد” الذي روى تفاصيل القصة.
وبعد تسليم المستندات إلى قسم جرائم الاستثمار في دائرة البحث الجنائي، تم إجراء تحقيق شامل من جانب “اتحاد التأمين” والبحث الجنائي، وكشف معلومات مهمة، أدت إلى مداهمة المقبرة وفتح القبر ليكتشفوا حقيقة وجود الدمية بدلاً من السيدة في القبر.
ووجه مدَّعي عام عمان القاضي ثائر نصّار، الذي يتولى مهمة التحقيق في هذه القضية، للمتهمين، تهم التزوير الجنائي واستخدام أوراق مزورة بشروع الاحتيال وتهم أخرى عديدة.
وقال مؤيد كلوب مدير “اتحاد التأمين” في الأردن، بدوره، إنه “من خلال معلومات وتتبع من أعلى المستويات في إدارة البحث الجنائي ووحدة حماية الاستثمار، تبين أن السيدة ما زالت على قيد الحياة، بعد أن أعُلِن عن وفاتها”، لافتا إلى أن “السيدة تمكنت من الحصول على شهادة وفاة وتمت مراسم الدفن والعزاء بشكلها الاعتيادي، ليتبين فيما بعد أن السيدة على قيد الحياة، وما قامت به عبارة عن “مسرحية” لإخفاء جريمة نصب واحتيال”.
وقد تمت مداهمة منزل الأب وابنته وأفراد العصابة وألقى القبض عليهم جميعاً باستثناء اثنين أحدهم لا يزال فاراً من وجه العدالة والآخر ذهب لأداء العمرة، فيما تتواصل عمليات التحقيق في القضية.
وأثارت قصة السيدة الأردنية مع شركات التأمين حالة من الاستغراب والدهشة لدى النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد عن دهشة من خطتها الشيطانية.