عرب ترند- “ليست بحرب ولا مجزرة لكن كأنها القيامة”.. بهذه الكلمات عبّر الصحفي والكاتب الأمريكي من أصل فلسطيني نظام المهداوي عما شاهده من آثار زلزال ولاية كهرمان مرعش ومناطق جنوبي تركيا.
مشاهد مدهشة وأخرى مروعة عبر أكوام من الحجارة بجانب مبانٍ سليمة لم يهتزّ لها حجر، وكأن الزلزال أشرف عليه الموت بدقة غريبة، حسبما يصف المهداوي في منشوره.
ويوضح الصحفي الأمريكي: “تجد بناية تهاوت وتحولت إلى كومة من الحجارة فوق رؤوس سكانها ملتصقة بأخرى لم تتأثر”.
وقد تجد وفق مهداوي “نصف عمارة وقعت وتلفزيوناً معلقاً بحائط لم يخدشه الزلزال ولا تجد حوله إلا حجارة تشاهد من خلالها بقايا أثاث وأغراض منزل وحياة انتهت”.
يتابع الصحفي الفلسطيني عما شاهده: “تشاهد كل أفراد العائلة يموتون ويبقى الطفل. لماذا كل الأطفال الناجين يظهرون هادئين سالمين؟”.
ضحايا زلزال كهرمان مرعش
ونقل مهداوي شهادات ضحايا ومنكوبين ومنهم أحد أصحاب المباني الذي ذكر له: “فقدت أبي واثنين من أبنائي فقدت كل ما أدخرته عبر 27 عاماً من الشقاء”.
وحين تنظر إلى ملامح هذا الرجل تلاحظ دمعة مكتومة يتقن إمساكها، فيما تجد اللغة عاجزة عن التعبير.
ويعلق الكاتب الفلسطيني على ذلك: “قبل أن أرد العوض بسلامتكم أتذكر أن جميع أفراد عائلة الشاب قد رحلت وودعت الحياة”.
وجاء في منشور مهداوي عما رآه في كهرمان مرعش: “تعثر بلا صدفة على دفتر ممزق لطفلة أو لعبة سليمة لم تتأثر بالزلزال وتسأل أين هذه الطفلة؟ أين صاحب الحذاء؟”.
ولفت إلى أن “صرخات من كانوا نائمين حالمين قبل أن يبزغ الفجر تفرقوا بين الموت والنجاة يسمع صداها بوضوح في المدينة الواقعة جنوبي تركيا”.
وأكد مهداوي أن شخصاً مثله عانى وشهد الحروب والثورات والتهجير والأبراج التي تهاوت، رأى في مشاهد كهرمان مرعش كأن مسّاً أصابه.
كما رأى كأن غثياناً من روائح جثث لذوي عائلات قلائل ينتظرون استخراجها من بين الأنقاض.
ونظام المهداوي إعلامي أمريكي من أصل فلسطيني من مواليد 1966 في الكويت، وهو أكاديمي تخصّص العلوم السياسية في الولايات المتحدة.
يذكر أن حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا تجاوزت اليوم الخميس 41 ألفاً.
جاء ذلك إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد مرور 9 أيام على الكارثة.