عرب ترند- ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، باستعدادات حكومة الوحدة الوطنية للاحتفال بالذكرى 12 لثورة 17 فبراير، التي أطاحت بنظام معمر القذافي عام 2011.
وانتقد نشطاء “السوشيال ميديا” رصد الحكومة الليبية ميزانية هامة للاحتفال بذكرى الثورة مقابل تهميش أولويات الشعب الليبي الذي يعاني من عدة نقائص أولها تأخر صرف رواتبه.
صرف الأموال على مطربي المهرجانات
وتستعد حكومة الوحدة الوطنية لإحياء الذكرى 12 لثورة 17 فبراير، حيث رصدت اللجنة العليا لتنظيم احتفالات 17 فبراير ميزانية قيل إنها بقيمة 180 مليون دينار لتنظيم الذكرى 12 في العاصمة طرابلس ومصراتة.
وأكد مصدر من اللجنة في تصريحات إعلامية، أن هذه المبالغ صرفت بموافقة مباشرة من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة الذي سيكون حاضرا في الاحتفال، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن الاحتفال بذكرى الثورة سيتكلف بـ20 مليون دولار.
وطبقاً لوسائل إعلام ليبية محلية، فقد أبرم رئيس جهاز الدعم والاستقرار التابعة للحكومة غنيوة الككلي، مع كلّاً من حمو بيكا وعمر كمال، مطربَي المهرجانات المصرية اتفاقاً على إقامة حفل في منطقة أبو سليم في جنوب مدينة طرابلس، بمبلغ قدره 450 ألف دولار.
حمو بيكا مطرب المهرجانات يحي حفل ساهر يوم 18 فبراير في بلدية بوسليم والدعوة عامة للعائلات والشباب pic.twitter.com/XZeC2G7MRj
— تك يحرق كل شي (@tkyroogklshytk) February 9, 2023
وأكد بيكا إقامة الحفل في موعده في طرابلس، وأعلن لـ”كل جمهوري الغالي في ليبيا، انتظروني يوم 18 شباط/ فبراير”، بينما اكتفى زميله كمال بالإشارة إلى إقامة الحفل في موعده، معلناً أن حفلة ليبيا في 18 شباط/ فبراير الجاري.
ردود الليبيين على منشور حمو بيكا يوم الأمس كلها رفض 🇱🇾 pic.twitter.com/AytmyK5OHs
— أحمد بن أحمد 🇱🇾 (@zhroo87) February 15, 2023
وكان مطرب المهرجانات المصري عمر كمال، قد صرح أنه لا صحة تماماً للأرقام التي يتم تداولها لقاء إحياء الحفل، لافتا إلى أن “بلدية أبو سليم ناس بسيطة متسمحش إطلاقاً بدفع نص مليون دولار”.
كما تداولت أنباء عن تعاقد حكومة الدبيبة مع مغني الراب التونسي سمارا لإحياء حفل ذكرى 17 فبراير رفقة مغني المهرجانات المصريين.
حكومة الدبيبة تنفي حضور فنانين أجانب في الحفل
لكن الهيئة المنظمة، أعادت التأكيد على أن الاحتفالات ستتضمن عرضًا عسكريًا رمزيًا وعرضًا للفنون الشعبية يخلد تضحيات الشهداء، ويذكر بقيم التغيير التي طالب بها الشعب الليبي.
وقالت العرض سيقتصر على مشاركة فنانين ليبيين دون مشاركة خارجية، وسيكون هناك عرض فني ساهر بعد انتهاء العرض الرسمي للحفل، حيث سينطلق الاحتفال بحملة تبرعات شعبية لضحايا الزلزال في سوريا وتركيا برعاية الحكومة، وفقا لوكالة “ليبيا برس“.
كما أشارت إلى أنه تم برمجة الاحتفال ليُراعي الظروف الدولية والتضامن مع الشعبين السوري والتركي في هذه المحنة عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين منذ أكثر من أسبوع وراح ضحيته ألاف القتلى والجرحى والمفقودين.
شاهد | بالتزامن مع احتفالات ذكرى ثور 17 فبراير ..حكومة الوحدة الوطنية والحركة العامة للكشافة والمرشدات تنظمان حملة شعبية لجمع التبرعات بميدان الشهداء لصالح المتضررين من زلزال #سوريا و #تركيا.#ليبيا#قناة_فبراير pic.twitter.com/yqzSn2HIle
— قناة فبراير (@FebruaryChannel) February 15, 2023
وأعلنت مديرية أمن العاصمة طرابلس، إغلاق الميدان الرئيسي للمدينة مع تعزيز الإجراءات الأمنية، حيث تم إغلاق “ميدان الشهداء” مركز الاحتفال بالعاصمة ونشر تمركزات أمنية تابعة لها وللأجهزة الأمنية الأخرى، لضبط المركبات الآلية المخالفة لقانون الطرقات والسلامة المرورية والحفاظ على النظام العام.
وقال بشير الأمين، وكيل وزارة الداخلية الليبية، في مؤتمر صحافي، إنه تم إعداد خطة أمنية مصاحبة للاحتفالات بمشاركة جميع الأجهزة الأمنية” مشددا على أن “الاحتفال هذا العام سيكون أكثر انضباطية يتخلله استعراض عسكري وفقرات فنية تراعى فيها قيم المجتمع الليبي”.
وقالت اللجنة المنظمة إن الاحتفال سيراعي الالتزام بالهوية الوطنية ذات الطابع المحافظ ضمن العرض الرسمي، بغية توجيه رسالة واضحة للعالم بأن ليبيا على طريق التعافي، وقادرة على احتضان كافة الفعاليات.
ومنحت حكومة الدبيبة، اليوم الخميس 16 فبراير، الموظفين في كافة القطاعات الحكومية، عطلةً رسميةً بهذه المناسبة باستثناء المرافق التي تُقدّم خدمات إنسانيةً وأمنيةً.
ردود أفعال غاضبة
في النقابل، توالت ردود الأفعال الغاضبة من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في ليبيا، على رصد ميزانية كبيرة للاحتفال بذكرى الثورة مقابل تهميش مطالب الشعب الليبي وتهميش أولوياته. فكتب المحامي محمد بن دردف، في منشور على “فيسبوك”، قال فيه “استجلاب مغنيين أجانب ( والغناء منهم براء ) بأسعار وتكلفة مرتفعة جداً وغيرها من المصاريف غير الضرورية تشكل في مجملها إهدار للمال العام و استنزاف للخزانة العامة”.
وتساءل بن دردف عن دور ديوان المحاسبة والأجهزة الرقابية في مراقبة هذه الأمور، التي تتبع مهامها، مشيرا إلى أن التقصير فيها “جريمة جنائية يعاقب عليها القانون”.
وشدد على أن “أموال الشعب الليبي أمانه في أعناقكم فلا تقبل الأعذار وأن تعذر مساءلتهم اليوم لقوة الأمر الواقع فلا تسقط الجرائم الجنائية بالتقادم”.
وشدد محمد الشريف في تدوينة على حسابه بموقع “فيسبوك” على أن كل “درهم ينفق على ما يسمى بالفنانين والفنانات ستسالون عنه أمام الله يوم القيامة، لوانفقتم هذا المال على المحتاجين كان لكم الأجر”.
وقال أحد النشطاء:”الشعب له شهرين يرجا في السيولة وحمو بيكا وعمر كمال يروحوا يلهفون الملايين في يوم واحد صدق من قال البلاد هذه خيرها البراني حسبي الله ونعم الوكيل فيهم”.فيما ليبي آخر:”الناس تموت موش لاقين حق الدواء ولا حق الخبزة المرتبات متأخرة عن وقتها وشهر رمضان ع الأبواب الطرق متهالكة والشوارع غارقة بالمياه، مريض موش لاقي حق جرعة كيماوي مستشفى الأورام يستغيث بدون ميزانية وتدفعوا فلوس لهرج والمرج والرقيص”.
وفي رد فعل ساخر، قام عدد من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، بتجسيد معاناتهم بصور من استعدادات حكومة الوحدة للاحتفال، في إشارة منهم إلى تناسي حكومة الدبيبة لمعاناتهم مقابل صرف أموالهم على الاحتفالات ودعم تركيا في إعادة إعمار بعد الزلزال.
ورصد الليبيون في الصور المتداولة عبر “فيسبوك” و”تويتر”، مجموعة من المعاناة، منها طوابير من المواطنيين وهم ينتظرون أمام المصارف وأمام محلات بيع قوارير الغاز، فضلا عن استمرار الاشتباكات المسلحة وانعدام الأمن، فضلا عن قضية المواطن الليبي الموقوف في الولايات المتحدة مسعود أبوعجيلة الوريمي، الذي سلمته حكومة الدبيبة للقضاء الأمريكي لمحاكمته في قضية “لوكربي”.
#أخبارليبيا24 | شاهد | في عشية الذكرى الثانية عشر لـ17 فبراير الليبين يجسدون معاناتهم بصور ويسخرون من احتفالات حكومة #الدبييية في #طرابلس. pic.twitter.com/WEZdSc2vHG
— أخبار ليبيا 24 (@akhbarlibya24) February 16, 2023