عرب ترند- أكد عدد من السوريين قيام نظام بشار الأسد بسرقة المساعدات الدولية المقدمة لمنكوبي الزلزال المدمر الأخير وبيعها في الأسواق، حيث رصد النشطاء عمليات بيعها علنا في أسواق دمشق.
وفضح النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، عملية سرقة المساعدات الإنسانية التي قدمتها بعض الدول لصالح المتضررين من الزلزال الذي ضرب البلاد، 6 فبراير الجاري، وبيعها في الأسواق وسط المدن الواقعة تحت سيطرت نظام بشار الأسد.
فضح سرقة المساعدات وبيعها في أسواق النظام
وفضحت فتاة سورية، تُدعى ديما إسماعيل، جريمة النظام السوري الذي باع المعونات الخارجية التي تم إرسالها إلى دمشق لتوزيعها على المنكوبين والمتضررين من الزلزال، الذي خلف آلاف القتلى والجرحى والمفقودين.
ووثقت ديما، عبر هاتفها الجوال، بيع المعونات الخارجية في كراج الست في دمشق، حيث بثت مقطع فيديو لعملية البيع في السوق عبر منصات التواصل الاجتماعي لفضح إجرام النظام في حق المنكوبين من السوريين.
وظهرت ديما، في مقطع الفيديو المتداول عبر السوشيال ميديا، تتجول في السوق ووثقت الحجم الكبير من السلع التي باتت تُباع علنا بدلا من توجيهها للمنكوبين.
دخلت ديما في نقاش حاد مع أحد التجار المتواجدين في السوق وهو بصدد بيع بعض المنتوجات المسروقة من المساعدات، حيث أكدت للبائع أن منتوجاته المعروضة هي مساعدات إنسانية قدمت لمنكوبي الزلزال.
رغم محاولة انكار التاجر إلا أن ديما فضحته علنا عبر تسمية بعض المنتوجات والتي تعود منها إلى الإمارات، قائلة:” بلا عمو هي من المعونات، كلها معونات، أنا راح اشتكي عليك، بيعوا المعونات بس، أولاد حرام…”.
فتاة تدعى "ديما أبو إسماعيل" ذهبت الى كراج الست في #دمشق وشاهدت المعونات الاغاثية التي ارسلت الى بشار الاسد تُباع في الطرقات pic.twitter.com/E6QwPtxbgc
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) February 12, 2023
وتشمل السلع التي تُباع في الأسواق من بين المعونات الخارجية، عبوات سمن وزيت وشاي وحليب أطفال وبطانيات وأوانٍ وغيرها.
مع رصدها في الأسواق علنا، اتجه بعض السراق إلى مواقع التواصل الاجتماعي لبيع المعونات الخارجية المخصصة لمنكوبي الزلزال في الشمال السوري، حيث برزت عدة صفحات تقوم بعرض عدة مواد للبيع في دمشق أو ريف حماة الغربي وغيرها من المدن.
ونشرت صفحة “البلاتفورم” تسجيلاً لأحد الشبان يوثّق بعدسة هاتفه بيع سلع من المساعدات في شارع الثورة وعند جسر “الرئيس” وسط دمشق، إذ أكد الشاب أن لصوص تلك المساعدات ومن أجل البقاء بعيداً عن الشبهات يقومون بتوزيعها على أطفال وفقراء وسط دمشق من أجل بيعها.
سيارة تابعة لشبيحة الاسد تسلب #المساعدات من أهالي مصابي #الزلزال في #اللاذقية pic.twitter.com/bf09sW77lF
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) February 9, 2023
كما نشرت الصفحة ذاتها صوراً لعبوات سمن وزيت وشاي وحليب أطفال وبطانيات وأوانٍ وغيرها تم عرضها على منصات التواصل للبيع بكميات كبيرة سواء في دمشق أو حتى ريف حماة الغربي.
صفحة أخبار اللاذقية نشرت هي الأخرى صوراً لمنتجات عربية وأجنبية المنشأ غير مخصصة للبيع عرضت في أسواق اللاذقية ودمشق. وكذلك نشرت الصفحة تسجيلاً مصوراً يوثق لحظات نهب مساعدات من المدينة الرياضية في اللاذقية ليلاً.
من صفحات تنشر من داخل سوريا عن سرقة المعونات والمواد الاغاثية #بشار_الأسد #لصوص_الاغاثة pic.twitter.com/bTPSXj4O2c
— Manal (@blackdesert66) February 9, 2023
وضج حساب الفنان السوري مكسيم خليل، على “إنستغرام” بشهادات لسوريين وثقوا عملية سرقة المعونات وبيعها إما في الأسواق أو عبر منصات التواصل.
متداول من صفحة الفنان #مكسيم_خليل عن سرقة المعونات والارهاب الممارس من قبل الفصائل او الشبيحة او حتى بعض تجار الازمات في عدة مناطق سورية pic.twitter.com/UECNXnScCE
— Fahad Mousa (@fahd_mousa_dari) February 9, 2023
وكان الفنان السوري، قد وجه نداء للمشاهير والمدونين لفضح كل من يقوم باستغلال الأزمة وبيع المساعدات المخصصة لسماعدة المنكوبين.
اعتقال المبلغين عن سرقة معونات منكوبي الزلزال
وترافقت حملة فضح سرقة المساعدات الإنسانية مع قيام قوات النظام، بحملة اعتقالات ضد المبلغين عن السرقة، حيث أكد عدد من السوريين و وسائل إعلام محلية بقيام نظام الأسد باعتقال، محمد غزال أحد أبرز مشجعي نادي أهلي حلب، بعد أن كشف وانتقد سرقة المعونات المخصصة لضحايا الزلزال رغم أنه وعائلته من متضرري الزلزال، حيث تهدم منزلهم ولجؤوا لصالة الحمدانية.
كما تم أيضا اعتقال ناشط من محافظة اللاذقية يُدعى معين علي بعدما عرّى عمليات سرقة المساعدات المتوجهة لمتضرري الزلزال في المنطقة الساحلية من قبل النظام.
النظام السوري اعتقل علوي (معين علي) لانه انقد سرقة المعونات (الداخلية حتى).
توزيع البطانيات يحتاج تصريح أمني في سوريا الأسد.
*حامل تصريح امني= يعني تكون واحد وسخ.#ارفعوا_العقوبات_عن_سوريا واعطوا المساعدات للأسد ❤ https://t.co/H9pBCkvjv5— عمّار (@Ammar_Mec) February 9, 2023
نظام الأسد يوهم بإيصال المساعدات لمستحقيها ثم يسرقها
وأفاد مصدر خاص من مدينة جبلة الساحلية، غربي سورية، بأن المعونات التي جاءت من الدول العربية لم يصل منها للمتضررين إلا “بطانيات قديمة وسلة غذائية متواضعة” في حين تم سحب المعونات الجديدة إلى مخازن الهلال الأحمر وإدارة التعيينات بجيش النظام.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لصحيفة “العربي الجديد” إن فرقاً إغاثية وأخرى تابعة للهلال الأحمر السوري، أحضروا المساعدات إلى ملعب جبلة، وصوروا وصولها وتفريغها، لكنهم عاودوا تحميلها على مرأى السكان، بعد أن وضعوا أغطية قديمة وأبقوا على عبوات الماء وربطة خبز وأربع بيضات لكل أسرة.
في المقابل، قالت الناشطة السورية “هايدي هافي” من دمشق إن المساعدات التي وصلت إلى سورية من عشر دول بعد الزلزال، تقدر بمئات ملايين الدولارات، لكنها لم توزع للمتضررين حتى اليوم، داعية إلى وقف السرقات “ليس وقت أن تملؤوا جيوبكم يا مسؤولين” لأن المبالغ والمساعدات العينية التي وصلت سورية برأيها، تكفي لإعادة الوقوف وكفاية جميع المحتاجين، لكنها تسرق ولا توزع لمستحقيها.
وتابعت الناشطة من دمشق والتي أعلنت منذ يومين عن حملة تبرعات، في فيديو عبر “فيسبوك” أن المدارس والملاعب والصالات الحكومية مغلقة، في حين ينام المتضررون بالشوارع والحدائق، مشيرة بالوقت نفسه إلى تقاعس نظام الأسد بنجدة العالقين تحت الأنقاض.
تسجيل مصور لسيدة تتجول في أسواق دمشق وتوثق انتشار مساعدات المتضررين من الزلزال تباع في الاسواق
ويوثق بيع المساعدات الغذائية الإنسانية التي وصلت إلى مناطق سيطرة_النظام ويتولى الأخير استلامها ويزعم تسليمها للمحتاجين إلّا أن الواقع يكشف عكس ذلك تماماً حيث يتم سرقة المساعدات وبيعها pic.twitter.com/czj4xWROkK— 💫ABO ANEES💫 (@mohamed20201952) February 12, 2023