عرب ترند- أثارت إذاعة تونسية خاصة، اسيتاء التونسيين بعد أن عرضت على المستمعين جائزة غريبة عند مشاركتهم في إحدى مسابقات برامجها الصباحية.
وأكدت إحدى مذيعات إذعة “أمل” الخاصة، وفق مقطع فيديو متداول عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن الفائز في مسابقتها سيفوز بـ”ستيكة حليب”، قائلة:”معنا ستيكة حليب للربح، مرحبا بكم “، مستغلة في ذلك النقص المسجل في مادة الحليب منذ أشهر في تونس.
استياء تونسي واسع من الإذاعة الخاصة
وأثارت إذاعة “أمل” حالة استياء واسعة لدى التونسيين، الذين نددوا بالوضعية المخزية التي وصلت إليه بعض المؤسسات الإعلامية في تونس، في ظل غياب الرقابة على المحتويات الإعلامية المقدمة، فيما سخر كثيرون من الإذاعة ومن الوضع الذي تمر به البلاد اليوم.
وفي هذا السياق، قالت ليلى، صحفية ومقدمة برامج بإذاعة خاصة، في تدوينة على “فيسبوك”، إن “الإعلام يمكنه أن يكون أداة بناء أو مِعْول هدم،وفي أي مجتمع، هو عين المجتمع أو الشعب أوالمواطنين على مسؤوليهم وحكّامهم وممثليهم بـ “ستيكة حليب” يصبح هدمه أكثر من بنائه”.
وقال المغرد نزار ساخرا ومستاءً في ذات الوقت:”عام شر،قبل كانوا مسابقات فريجدار، بلازما…ولت ستيكة حليب للربح…مسكينة تونس”.
#عام_شر
قبل كانو مسابقات فريجدار بلازما…ولت ستيكة حليب للربح…#مسكينة_تونس#يسقط_الانقلاب_في_تونس pic.twitter.com/oYI8cJ0s35— Nizar (@TTitou21) February 9, 2023
لم يختلف تعليق عابد بوزيد عن نزار، إذ ذكر في تدوينة على “فيسبوك” بأن الإذاعات سابقا كانت تعرض جوائز قيمة مثل هواتف، شقق أو سيارات، قائلا: “الصعود الشاهق،منين كانوا يعرضوا تاليفون ولا فريجدار ولا دار ولا كرهبة للربح،أصبحت الإذاعات تعرض ستيكة حليب للربح”.
وعبرت أمل معمر، في تدوينة، أيضا، عن استيائها من الجائزة التي عرضتها إذاعة “أمل”، ونددت بالوضعية الكارثية التي وصلت إليها الإذاعة التونسية اليوم.
وجاءت تدوينتها كمايلي:”ياربي على الإذاعة التونسية كيف سعدها تكب يا ربي على هدومان راهو شي يجلط،لهدرجة إذاعة أمل دولاركم طايح باش تربحو المستمعين ستيكة حليب؟”، بما يعني أن وضع الإذاعة التونسية تراجع بشكل رهيب وأصبح وضعها مخزي.
وتراوحت تعليقات التونسيين بين الاستياء والسخرية، حيث كانت أغلب عباراتهم من هذا القبيل:”إذاعة أمل عندها ستيكة حليب للربح/ فما مع ستيكة الحليب باكو قهوة ودبوزة زيت/ لا مانصدقش وين وصلنا بنا الحال// ستيكة حليب للربح في إذاعة مسكينة تونس.
الحليب “مادة نادرة” في تونس
الجدير بالذكر أن تونس تشهد منذ منتصف العام الماضي، نقصا حادا في مادة الحليب وعدة مواد إستهلاكية أساسية، إذ تعتبر مادة الحليب في عموم البلاد “مادة نادرة”، الأمر الذي دفع السلطات الليبية، يناير الماضي، إلى إرسال مساعدات غذائية لمساعدة تونس على تجاوز أزمتها في هذا المجال، وقد كانت مادة الحليب والسكر ضمن أبرز مواد ساعدات حكومة الوحدة الوطنية.
وحسب بعض المختصين في إنتاج الحليب، فإن الإنتاج اليومي تراجع من 1.8 مليون لتر إلى 1.1 مليون لتر فقط، إذ يؤكد نائب رئيس اتحاد الفلاحين في تونس أنيس خرباش، فقدان تونس حوالي 35% من إنتاجها المحلي.
وأوضح خرباش، في تصريحات صحفية سابقة، إن تونس تراجعت من مليون وثمانمائة ألف إنتاج يومي إلى مليون ومئة أو مئتين ألف، وهو ما أفقدها مخزونها التعديلي.
وتستهلك السوق التونسية يوميّاً مليوناً و800 ألف لتر من الحليب، غير أن الإنتاج المحليّ لا يوفر سوى مليون ومئتي ألف لتر، فيما نفد المخزون الاستراتيجي في بلد يناهز عدد سكانه 12 مليون نسمة.
ويرجِع خبراء قطاع إنتاج الحليب أسباب الأزمة إلى عوامل عدة، أبرزها ارتفاع أسعار الأعلاف التي أصبحت تثقل كاهل مربي الأبقار، فضلا عن التراجع الكبير في عدد القطيع.