عرب ترند- لفت رئيس حكومة الوحدة الوطنيةالليبية، عبد الحميد الدبيبة، أنظار رواد منصات التواصل، عقب “لقطة عفوية” جمعته مع رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، على هامش زيارتها الأولى إلى العاصمة الليبية طرابلس.
وأثار مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيه عبد الحميد الدبيبة يحضن بشكل عفوي جورجيا ميلوني، التي كانت تبادله الحديث ضاحكة في المصعد،وذلك خلال مراسم الاستقبال الرسمية لها بمجمع قاعات غابة النصر في طرابلس، حالة من السخرية لدى الليبيين.
وحلّت رئيسة الحكومة الإيطالية والوفد المرافق لها، صباح اليوم السبت، بليبيا لإجراء مباحثات مع عدد من مسؤولي ليبيا حول قضايا الهجرة والطاقة وتوقيع بعض الاتفاقيات الاقتصادية مع حكومة الوحدة الوطنية، حيث كان الدبيبة ووزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، في استقبالها.
ورغم انشغال الليبيين بمسألة اتفاقية المؤسسة الوطنية للنفط وشركة الطاقة الإيطالية الحكومية “إيني”، فإن الدبيبة لفت أنظار مستخدمي منصات التواصل إليه بعد تداول لقطة المصعد، وأثار سخرية أغلبهم.
الدبيبة..
رئيسة وزراء إيطاليا 🇮🇹 pic.twitter.com/OI9V22UT03— وادي دينـــار (@wady_dynar) January 28, 2023
“ميلوني تتعرص للتحرش”
تداول النشطاء في ليبيا مقطع فيديو الدبيبة ورئيس الوزراء الإيطالية بشكل واسع، حيث أصبح رئيس الحكومة الليبية المدعومة دولياً، محلّ تندّرهم وسخريتهم.
الصحفي الليبي، محمود المصراتي، اعتبر في منشور على حسابه بـ”فيسبوك”، اللقطة تحرشاً، وأن هناك جهلاً بالمراسم والبروتوكول، قائلاً: “رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تتعرض للتحرش الجسدي أثناء زيارتها طرابلس من قبل صاحب القصور الذهني عبدالحميد الدبيبة”.
ووصف محمد خالد الحاجزي، تصرف الدبيبة بـ”الفضيحة الديبلوماسية”، مشيراً إلى استقبال الأخير لمسؤولة إيطالية بالأحضان.
عاجل : فضيحة دبلوماسية: الدبيبة يستقبل رئيسة وزراء ايطاليا بالاحضان في ليبيا pic.twitter.com/hgVtGmRnwB
— Dr khaled mohamed Al Higiazi (@KhaledHigiazi) January 28, 2023
وعلق الصحفي الليبي، أيمن الهاشمي، في تغريدة على “تويتر” ساخراً: “الدبيبة اليوم شدني بنطيح شدني، وخدني معاك للجو الحلو”، بينما اعتقد عامر فتح الله، في تغريدة، أن عبد الحميد الدبيبة يحب “الشقروات”، وطالب آخرون بضرورة إرسال الصور لزوجته وإبلاغها بأنها تتعرض للخيانة العلنية.
الدبيبة اليوم شدني بنطيح شدني، وخدني معاك للجو الحلو🫢
باشاغا غرامك مزيف ضميرك عدم😢— Amen Elhashmi (@AmenElhashmi87) January 28, 2023
أما حسام الدين العلوي، فقد ذهب إلى أبعد من إبلاغ زوجته، حيث ربط نظرات الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، لميلوني خلال زيارتها إلى الجزائر قبل أيام، والتي أثارت بدورها جدلاً واسعاً عبر المنصات، بتصرف الدبيبة اليوم. وقال في تغريدة: “عمي تبون راه تخون فيك مع الدبيبة ماتعطيهاش الغاز”.
عمي تبون راه تخون فيك مع الدبيبة ماتعطيهاش الغاز 🥲🇩🇿🇱🇾#ليبيا #الجزائر #تبون #الدبيبة pic.twitter.com/bDZ4ZoF4QJ
— حسام الدين العلواني 🇱🇾 (@7uslx) January 28, 2023
وتساءل الليبي “أميدو”، الذي أشار إلى عفوية تصرف الدبيبة، عن اللغة التي تحدث بها الدبيبة مع ميلوني وإضحاكها بالشكل المتداول في الفيديو، خاصة وأنه لا يتقن حتى اللغة العربية، قائلاً: “حركة الدبيبة مع ميلوني عفوية مافيهاش مشكلة، أنا اللي مدوخني بأي لغة كلمها وهو حتى بالعربي ما يعرفش يوصل المعلومة”.
حركة الدبيبة مع ميلوني عفوية مافيهاش مشكلة … انا اللي مدوخني بأي لغة كلمها وهو حتى بالعربي ما يعرفش يوصل المعلومة.
— Amadou (@1libyan) January 28, 2023
بدورها، كتبت مغردة ليبية تدعى “جيجي سالم”: “لكن مسلي ألحق كل يوم يطلعنا بقصة مكسدناش بكل في عهده”، بما يعني “الرجل مضحك، كل يوم لديه قصة جديدة، لم يجعلنا نضجر نهائيا في عهده”.
لكن مسلي ألحق كل يوم يطلعنا بقصة مكسدناش بكل في عهده 😂
— Gege Salem (@GegeSalem5) January 28, 2023
كما لفت الإعلامي والناشط السياسي السابق، محمود شمام، في تدوينة على حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”، إلى أن الدبيبة “اليوم عاد وكأن شيئاً لم يكن، وبراءة الأطفال في عينيه”.
صفقة بقيمة 8 مليارات دولار
تزامناً مع سخرية رواد منصات التواصل من الدبيبة، نجحت شركة “إيني” الحكومية الإيطالية للطاقة، في إبرام صفقة مع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، لإنتاج الغاز بقيمة ثمانية مليارات دولار.
وخلال توقيع الاتفاقية، التي رُفِضت من قبل أغلب الليبيين، قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبي، فرحات بن قدارة، والرئيس التنفيذي لشركة “إيني”، كلاوديو ديسكالسي، إنه سيجري ضخّ استثمارات بقيمة ثمانية مليارات دولار في تطوير قطاع الغاز والطاقة الشمسية ومشاريع لالتقاط الكربون.
ووصف بن قدارة، اتفاق الغاز، الذي تبلغ مدته 25 عاماً، وسيؤدي إلى إنتاج يصل إلى 800 مليون قدم مكعب يومياً، بأنه أهم استثمار جديد في قطاع الطاقة الليبي منذ أكثر من ربع قرن.
وأكد بن قدارة أن الاتفاقية، “ستساهم في عودة الحياة لقطاع النفط الليبي”، مبيناً، أنها جاءت “بناء على مفاوضات منصفة للطرفين، تم فيها مراعاة مصالح ليبيا والشريك الاستراتيجي، وكذلك جميع الظروف الاقتصادية الدولية، ونشاط دول الجوار في مجالات الاستكشاف البحرية، فضلا عن المخاطر المحيطة بعملية استثمار 8 مليارات دولار خلال 3 سنوات”.
ومع تأكيد بن قدارة على أهمية الصفقة المبرمة اليوم مع إيطاليا، قد يتم تقويض هذه الاتفاقية وغيرها من الاتفاقات، التي تُبرم في طرابلس، بسبب الصراع الداخلي المستمر في ليبيا منذ سنوات، وباعتبار عدم” شرعية” الطرف الليبي الموقع على الاتفاقات المبرمة وعدم منح البرلمان الليبي الصلاحية لذلك، طبقاً للاتفاق السياسي الذي تمخضت عنه حكومة الدبيبة.
في هذا السياق، رفض وزير النفط بحكومة الوحدة الوطنية، محمد عون، أي صفقة تبرمها المؤسسة الوطنية للنفط مع إيطاليا، وقال في مقطع فيديو على موقع الوزارة على الإنترنت، إن مثل هذه الاتفاقات يجب أن تعقدها الوزارة.
ويأتي موقف محمد عون بعد تحذير حكومة فتحي باشاغا، المكلفة من مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح، باللجوء إلى القضاء لإلغاء الاتفاق الذي وصفه بالغامض، كما وقعت الحكومة المدعومة من البرلمان الحجز الإداري على إيرادات النفط للعام 2022 المودعة بحسابات المؤسسة الوطنية للنفط والمصرف المركزي، في محاولة لعرقلة الاتفاق لكن الخطوات بقيت رمزية.