عرب ترند- تصدر خبر استقالة جماعية لمديري مدارس ابتدائية بمحافظة منوبة، على خلفية إقالة مدير مدرسة قام بتبليط ساحة المدرسة دون استشارة السلطة المختصة، منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وأثار تفاعل الرواد في تونس.
وأعلن مديرو المدارس الابتدائية بمنوبة، استقالتهم الجماعية على خلفية ما وصفوه بـ”الهرسلة والمظالم التي يتعرضون لها، ومن سحب إدارة مدير مدرسة النجاة بمنطقة وادي الليل على خلفية اجتهاده، في تبليط ساحة المدرسة مع متطوع”.
وحسب تصريح كاتب عام الفرع الجامعي للتعليم الأساسي، سفيان الجعيدي، لوكالة الأنباء التونسية (تاب)، فإن مديري المدارس الابتدائية استقالوا جماعياً، اليوم الأربعاء، وعبّروا عن رفضهم للأساليب المعتمدة في التعامل معهم في الوقت الذي يبذلون فيه مجهودات مضاعفة لتهيئة المدارس التي تفتقر لميزانية خاصة ولا يخصص له غير اعتماد ضعيف.
وقال النقابي التونسي، إن مديري المدارس، الذين قدموا استقالتهم الجماعية إلى المندوبة الجهوية للتربية، طالبوا “بالتراجع الفوري عن إقالة المدير المذكور والتخلي عن مثل هذه الأساليب في التعامل مع المديرين، وتهديدهم المتواصل بإحالتهم على مجالس التأديب نتيجة اجتهاداتهم الرامية إلى ترميم أو تبليط المدارس”، وفق تصريحه.
وهدد الفرع الجامعي للتعليم الأساسي بالتصعيد، في حال لم تتراجع وزارة التربية عن قرارها في حق المدير الذي أقيل بسبب المساهمة في تبليط ساحة المدرسة دون الرجوع للهياكل المشرفة، وفق ما نقلته الوكالة عن المسؤول النقابي.
تفاعل الرواد مع استقالة مديري المدارس الجماعية
وأحدث خبر الاستقالة تفاعلاً واسعاً على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إذ تراوحت أراء التونسيين بين المساندة والمتعاطفة مع مديري المدارس الذين استقالوا، والمدير المقال بسبب قيامه بتبليط ساحة المدرسة التي يديرها، وأخرى مؤكدة صحة الإجراء الإداري المتخذ ضد مدير المدرسة المذكور.
علي البرقاوي، أكد في تعليق له على خبر الاستقالة الجماعية، رفضَه لمثل هذه الإجراءات، قائلاً: “منظومة خراب حتى العمل الخيري ممنوع فيها”.
ولفتت آية بن روينة، إلى قوة ما أسماها بـ”المافيا التي زرعت أولادها وجنودها في كل القطاعات والإدارات، مهمتها تعطيل ثم التدمير وتحرق الأخضر واليابس المهم ترجع للحكم”، وذلك في اتهام واضح للأحزاب المعارضة للنظام الحالي، في مقدمتهم حركة النهضة. أما سهام، فكتبت تعليقاً ساخراً، قالت فيه: “تشتغل كتير، تغلط كتير، تتجازى..تشتغل نص نص..ماتشتغلش خالص ماتغلطش خالص تترقى..أجمل ماقيل في الدول المتخلفة”.
وفي ذات السياق، ذكر محمد في تعليق له بحادثة مماثلة حصلت مع مواطن أراد تزويق مؤسسة ثقافية جهوية على نفقاته الخاصة، هُدد بالإيقاف والسجن، ونصحوه بتركها على وضعها، وبأن لا يتدخل فيما لا يعنيه.
بدوره، وصف ناشط آخر، إقالة مدير المدرسة بـ”المهازل”، وبـ”الضرب الممنهج للمدراس العمومية”، مشيراً إلى أن “المندوبية لا تساعد ولا تترك من يساعد”.
وقال ناجح منصور، في منشور: “شيء يعمل العار، ناس مطوع وتعمل مجهود باش تعطي صورة مزيانة وتنظيف الساحة يلقى روحو معاقب ربي يهدي ما خلق”.
عكس النشطاء السابقين، يرى محمد التطاويني، أن المدير أخطأ عندما بادر بتبليط المدرسة، موضحاً بالقول: “عندك خدمة واضحة قوم بها والسلام…علاش هالقطاع التعيس ديما بفضايحه”. ولم يختلف موقف الأمجد لشهيب عن التطاويني.
وأوضح راشد الصالحي، أن مدير المدرسة ممنوع من القيام بأي تغيير يخص البناء مهما كان بسيطاً، إلا بعد الرجوع إلى مندوبية التربية واستشارتها.
وأضاف الصالحي أن الأخير ارتكب خطأً فادحاً في التصرف؛ إذ كان يجب عليه القيام بمراسلة المندوبية، ويُعلم بالإصلاحات التي يعتزم القيام بها مع ذكر الجهات المساعدة في هذه الإصلاحات، وينتظر الموافقة ثم يقوم بالأشغال.
يشار إلى أن المدارس الابتدائية، في تونس، خاصة في المناطق الريفية المهمشة، تعاني من نقائص متنوعة، وتكاد العملية التربوية والتعليمية تكون فيها منعدمة، لعل أهمّها عدم وجود نوافذ وأبواب، ما يؤدي إلى دخول الأمطار إلى الصفوف خلال فصل الشتاء، وتتحول ساحة المدرسة إلى وحل وطين، إضافة إلى عدم وجود أسوار خارجية في عدد من المدارس والمياه الصالحة للشرب والنقل.