عرب ترند- ثارت الحالة الصحية للشاب حلمي التي بثت عبر أحد البرامج التلفزيونية التونسية، تعاطف رواد شبكات التواصل الاجتماعي،مما جعلهم يطلقون حملة تحت هشتاغ #حلمي-يمشي لمساعدته على العلاج وإعادة البسمة له، خاصة بعد أن تخلت عنه عائلته وأقاربه.
حلمي شاب تونسي في الثلاثينات من عمره، أصيل منطقة قرمبالية التابعة لمحافظة نابل، يعمل تاجر بأسواق المنطقة، كان يعيش بشكل طبيعي رفقة زوجته وابنه، إلا أن الخلافات مع مرور الوقت تطورت بينهما وحالت دون استمرار العيش معا، فكان الطلاق هو الحل لمشاكلهم.
قصة حلمي
تخلف حلمي عن دفع مصاريف النفقة لطليقته، أجبر الطليقة على رفع قضية ضده، الأمر الذي أودى بحلمي إلى السجن. تعرض حلمي خلال قبوعه في أحد السجون التونسية إلى اعتداء وحشي من طرف أحد نزلاء السجن بعد خلاف شاب بينهما بسبب علبة سجائر.
تدهورت الحالة الصحية لحلمي جراء الاعتداء الذي تعرض له، رغم بقائه في المستشفى لمدة تجاوزت الـ3 أشهر، فأصبح جليس كرسيه المتحرك وأدويته إن توفرت، عاجزا عن الحركة ولا يقدر حتى على قضاء شؤونه الخاصة.
مأساة حلمي لم تقف عند وضعه الصحي،بل الأسوأ من ذلك أن عائلته وأقاربه تخلوا عنه وهو في أمس الحاجة لدعمهم ومساندتهم.
خلال متابعة “عرب ترند” لحالة حلمي التي بثت عبر برنامج اجتماعي على قناة “الحوار التونسي” الخاصة، بدا حلمي في وضع صحي مقلق، وهو جالس على كرسي متحرك، يتحدث بصعوبة، ولم يتوقف عن البكاء رغم إيمانه بأن ما حصل له “قضاء وقدر”، والتعبير عن مدى شوقه لابنه البالغ من العمر 9 سنوات.
قال حلمي إنه عفى عن الشخص الذي أوصله لهذه الحالة، إلا أنه ألقى باللوم على عائلته التي تخلت عنه وتركته في المستشفى ولم تزره سواء مرات قليلة.
ناس الخير
يقولون بـ”أن الخير يوجد أين وجدت الإنسانية”، وهذا الأمر ينطبق تماما على سيدتان أصلى منطقة قرمبالية، تربطهما علاقة سطحية بحلمي(جيران)، إلا أنهن كانا خير داعم له في محنته وحاولن تعويضه عن عائلته، إذ قمن بدفع “شيكات بنكية” قدرت قيمتها بـ17 ألف دينار تونسي للمستشفى حتى يتمكن من الخروج.
واستقبلته “جودة” في منزلها رفقة نجليها وسهرت على رعايته إلى حدود بث حلقة البرنامج يوم 11/01/2023، إذ تقوم بتطعيمه وتغير ملابسه وتقف على كل شؤونه وتوفير الأدوية الخاصة به رغم أنها عاطلة عن العمل وتعتمد على أبنائها في المصاريف.
حالة حلمي دفعت جودة وأختها نسرين(عاملة بمعمل) إلى التوجه إلى البرنامج لطلب المساعدة من والده ومن أهل الخير حتى يتمكن حلمي من استعادة حياته وتعود له البسمة مجددا.
هاشتاغ حلمي يمشي
لاقت حالة حلمي تفاعلا واسعا لدى التونسيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إذ تداولوا هشتاغ #حلمي-يمشي عبر حساباتهم الخاصة بـ “فيسبوك”، طالبين في ذلك الوقوف مع الشاب التونسي ومساندة مقدم البرنامج جعفر القاسمي في حملته التضامنية مع حلمي.
تردد هشتاغ #حلمي-يمشي بكثرة لدى النشطاء عبر المنصات الاجتماعية، الذين عبروا عن تعاطفهم الكبير مع حلمي، إذ نشر حسام العلوي صورة حلمي وعلق عليها قائلا:”أعوذ بك من قهر الرجال”.
وأضاف العلوي بكل حسرة:”ما تحكيليش على وجيعة كيف تبدى مقهور من عايلتك و أقرب الناس ليك وقت إلي تصيرلك حاجة ربي مكتبهالك ربي وماعندك حتى دخل و ترا في عايلتك تبيع و تشري فيك و إنت حي و تسامح !”.
وتابع:”ما تحكيليش على وجيعة والناس الكل تنكر فيك لين تكره روحك و تسامح !! ما تحكيليش على وجيعة قد ما تكون مقهور وموجوع من كل قلبك و تسامح !! ما تحكيليش على وجيعة كيف ترا إنسان وصل حطملك حياتك في قالب غلطة و على باكو دخان و تسامح”.
ونشرت صفحة “بياضة- التراث- الأصالة” منشور قالت فيه:”كي تقسى عليك الدنيا و تعيش الحرمان و ترا أمك و بوك ينكرو فيك و يبيعوك للدنيا و قسواتها و يراوك بين حياة و موت كل يوم لا يكلموك و لا يسألو عليك و مخيبها كيف تلقى السند الوحيد إلي هو بوك يوصل يطيشك و يوجعك و يخليك تحس بروحك زايد في الحياة”.
كما أشاد الناشط محمد محمد بالمعروف التي قدمتهم جودة وأختها نسرين لحلمي،قائلا في منشور: “مازال الدنيا فيها خير يرحم والدينا والديكم جود ونسرين ربي يسخره عباده الصالحين ويشفيه ويعافيه يارب العالمين#حلمي-يمشي”.
بدورها، عبرت نيروز مرزوق عن تعاطفها مع حلمي وعن إعجابه بتصرفات جودة وأختها، إذ أكدت في منشور، أن حلمي رغم قساوة حالته وما مر به إلا أن الأمل لديه لم يمت.
أما الناشط محمد الكشباطي فقد طلب الدعاء بالشفاء لحلمي. ودعا في منشور له بالتفاعل ونشر هشتاغ حلمي يمشي، بينما أعلنت الزايدي رشا عن قيام مجموعة “حراير بني خلاد” بحملة تحت شعار “حلمي يمشي”، بهدف جمع التبرعات للشاب التونسي.
كما نشر مقدم البرنامج جعفر القاسمي، فيديو على “يوتيوب” أوضح فيه طريقة المساهمة في مساعدة حلمي، داعيا أهل الخير في كل الأقطار العربية إلى المساهمة والوقوف بجانب حلمي حتى يتمكن من العلاج وتحقيق حلمه في المشي مجددا.