عرب ترند- أثار بثٌّ مباشر لعملية ولادة قيصرية داخل مستشفًى حكومي ليبي، غضب واستياء الليبيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك بعد قيام المستشفى بنشر مقطع مصوّر مباشر لعملية ولادة قيصرية، على صفحته الخاصة بموقع “فيسبوك”.
في منتصف ليل الثلاثاء، نشر مستشفى مزدة الحكومي الواقع جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، مقطعاً مصوّراً لعملية ولادة قيصرية عبر صفحته على فيسبوك، الأمر الذي أثار غضب واستياء الليبيين، وجعل إدارة المستشفى تسارع بحذفه.
وتضمّن مقطع البث المباشر الذي نشره المستشفى، فريقاً طبياً داخل غرفة العلميات وهو بصدد القيام بعملية ولادة قيصرية لامرأة من الجنوب. وظهر في الفيديو صوت المولود الجديد وهو يبكي في لحظاته الأولى.
بثّ عملية يُغضب الليبيين
وأثار بثّ العملية القيصرية المباشر غضبَ واستياء الليبيين عبر منصة “فيسبوك”، إذ اعتبر رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أحمد حمزة، أنّ نشر إدارة المستشفى للمقطع “جريمة علانية”.
ودعا الحقوقي الليبي، في منشور له، “إدارة التفتيش والمتابعة بوزارة الصحة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة باستدعاء والتحقيق الإداري مع مدير مستشفى مزدة العام وكافة الطاقم الطبي المسئول والمشرف على هذه العملية ومسئول الصفحة الرسمية للمستشفى ورئيس القسم والمناوب الإداري، ذلك لأنهم جميعاً مسئولون تضامنياً عن تعمدهم مخالفة القانون” المتعلق بإفشاء أسرار المريض، وإحالتهم على القضاء لمعاقبتهم.
وعلّق آمن علالي بالقول: “ماخفي كان أعظم..مستشفى مزدة العام عبر صفحتهم على الفيسبوك دايرين بث مباشر لعملية ولادة قيصرية من غرفة العمليات خلاص معش لقو ما يديرو…شي يخوخم ويكرهك في البلاد”.
وأضاف في منشور: “طاقم العمليات هذا المفروض يفصل بالكامل ويحال لتحقيق والحبس ويمنع من مزاولة المهنة ف الخاص والعام”.
بدوره، استنكر الصحفي طه البوسيف، ما قام به المستشفى الحكومي، ونشر منشوراً على حسابه بموقع “فسيوك”، قال فيه: “عملية ولادة قيصرية يتم بثها على المباشر من داخل مستشفى مزدة،من المسؤول ،، أين الإدارة وأين وزارة الصحة ،، هل أعراض الناس صارت مشاع للمحتوى الهابط !!!!”. وشدّد على أنها “جريمة لا يمكن السكوت عنها”.
وقال مبروك سلطان في منشور ساخراً: “تحت شعار من ليبيا يأتي الجديد، مستشفى مزدة يبث مباشرةً عملية ولادة قيصرية ويبرر ذلك انه حدث بموافقة خطية من أصحاب الشأن! حتى مسلسل The Doctors “الدكاترة” الامريكي الشهير لم يعرض ذلك!”.
كما علق الناشط قصي جمال بمنشور على فيسبوك قائلاً: “مستشفى مزدة العام معش لقو ما يديرو يمشو يبثو عملية ولادة قيصرية من غرفة عملياتهم مباشر على صفحتهم و الله أعلم هل بعلم الوالدة و زوجها أو لا البلاد ضاربها جن”.
واستنكر البلوجر الليبي أمين صالح، الواقعة. وقال مستغرباً: “شن الكارثة هذي معقولة عملية ولادة قيصرية ولا حتى مريض ولا أي حالة صحية في المستشفى في نص الليل ديروها لايف..”.
وتساءل صالح: “ما هذا الخزي والعار.. وين وزارة الصحة.. وين الهيئة العامة للرصد الإعلامي.. وين مجلس الحريات..”.
كما أضاف: “والله انكم ارتقيتكم مرتقا صعبا بلاش ارتقيتم… انما انحدرتم منحدرا مخزيا.. والله ما صدقتها.. بس يعلم الله ان مكانكم السجن..”.
كما دعا المرأة وعائلتها لرفع دعوًى قضائية ضد المستشفى، ومطالبتهم بملايين لقاء الضرر اللي تعرضت له.
الناشط حسن فريوان لم تعجبه واقعة مستشفى مزدة الحكومي أيضاً، إذ علق بالقول: “مفروض المصحّات الخاصّة يعدلوا أسعارهم :- عملية ولادة قيصريّة ( 3500 )- عملية ولادة قيصريّة + بث مباشر ( 4500 )، منورين مستشفى مزدة عطيكم الصحة قدرتو تكونو بهايم بمرتبة الشّرف”.
إلى جانب فريوان، أكد الصحفي محمود حسان المصراتي، أنّ صفحة المستشفى على فيسبوك، “نشرت قبل 4 أيام من الحادثة مقطعاً آخر لعملية ولادة”.
وكتب المصراتي على صفحته ساخراً: “حتى هي أكيد عابرة سبيل من كوالالمبور عيلتها (العائلة) يبو يشوفو (يرغبون في رؤية المولود)”.
مستشفى مزدة على الخط
بعد غضب واستياء الليبيين من بثّ عملية الولادة القيصرية، أصدرت إدارة مستشفى مزدة الليبي، بياناً، قالت فيه إن ما تم نشره من بثٍّ مباشر لإجراء عملية قيصرية جراحية، تم بموافقة كتابية من ولي أمر المريضة.
وأوضحت الإدارة، أنه “بعد التواصل مع الإعلامي الذي قام بالتصوير، تبيّن أن التصوير لم يتمّ إلا بعد أخذ الإذن كتابياً من ولي أمر المريضة، وهي حالة من الجنوب عابرة سبيل، بطلب منه إن برى أهلها مولودها الأول وهي بعيدة عنهم”، وفق نص البيان الذي نشر على صفحة المستشفى.