عرب ترند- أطلق رواد منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، حملةً إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي ضد الزواج من المرأة الموظفة.
وأطلق هذه الحملة أكثرُ من 57 ألف شخص، من خلال إنشاء صفحة مغلقة على منصة فيسبوك، تحت اسم: “مغاربة ضد الزواج بالموظفات”.
إهانة المرأة المغربية
وأثارت هذه الحملة جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب؛ حيث اعتبرها البعض -خاصة النّساء- “حملةً لإهانة المرأة المغربية العاملة”.
وتداول بعض المنضمّين إلى صفحة “مغاربة ضد الزواج بالموظفات”، المواضيعَ التي تتمّ مناقشتها بين أصحاب هذه الحملة.
وتبيّن أنه يتمّ مناقشة قصص شخصية لأشخاص تزوجوا بموظفات وفشلت زيجاتهم، مُرجعينَ السبب إلى عمل المرأة ممّا يؤدي إلى إهمالها شؤونَ بيتها وتربية أولادها.
المرأة الموظفة والاختلاط
فيما طرح البعض القضيةَ من منظور ديني إسلامي، مشيرينَ إلى أنّ وظيفة المرأة الأسياسية هي تربية الأولاد والاهتمام بشؤون بيتها، وليس الخروح للعمل.
وفي هذا السياق، ركّز البعض على نقطة الاختلاط بين الرجال والنساء، مشيرينَ إلى أن ديننا الإسلامي يحرّم على المرأة اختلاطَها بالرجال الأجانب عنها، لِما في الأمر من مفسدة.
مغاربة ضد الزواج بالموظفات.. حملة رجالية غريبة في #المغرب تطالب بعدم الزواج من النساء الموظفات pic.twitter.com/0ydBTy7vb6
— Tanja7 (@Tanja7com) December 28, 2022
حيث علّق حسان الهلالي: “كيف أتزوج من تظل مع مديرها يراقبها ليلا ونهارا؟ كيف أتزوج من تختلط بالرجال وتزاحمهم؟ كيف أتزوج ممن تتهرب من تربية أولادها وعمل البيت؟”.
يُذكر أنّ مدير صفحة “مغاربة ضد الزواج بالموظفات” هو صانع محتوى يُدعى إلياس الخريسي، ويٌعرف باسم “الشيخ سار”.
الموظفة فاشلة في أن تكون زوجة صالحة
ويرى الشيخ سار، أنّ المرأة الموظفة فاشلة وعاجزة في أن تكون زوجة وأمّاً صالحة في المجتمع المغربي، بسبب انشغالها بعملها على حساب مسؤوليتها أمام أسرتها وتربية أولادها، وكذا اختلاطها برجال غرباء، وهو ما ينافي تعاليم ديننا الإسلامي.
وأثارت هذه الآراء الرافضة للزواج بالموظفة، جدلاً واسعاً، وتراوحت الآراء بين مؤيد لها ومعارض.
ويرى المؤيدون لهذه الحملة، أنّ تأييدهم ليس طعناً في شرف المرأة الموظفة ولا انتقاصاً منها، ولكنّ قناعتهم لا تسمح لهم نهائياً بالزواج من موظفة.
فيما عارضَ كثيرون هذه الحملة، وهاجموا صاحبها الشيخ سار، ووصفَه البعض بـ”السلفي المتطرف”.
مغاربة ضد الفجور والفساد
حيث انتقد الباحث الاجتماعي عبد الجليل أميم، الشيخ سار، مدير صفحة “مغاربة ضد الزواج من موظفات”، موجّهاً سؤاله لصاحب الفكرة قائلاً: “ماذا أنتجت من خلال فكرتك، ماذا فعلت؟”.
وسخر “أميم” من موضوع الحملة، مشيراً إلى المواضيع المهمة المسكوت عنها، مثل: “مغاربة ضد الغلاء“، “مغاربة ضد الفجور“، “مغاربة ضد الخمر”، “مغاربة ضد الفساد والرشوة“.
ويرى “أميم” أن حملة “ضد الزواج من الموظفة”، تدخل في خانة تحريم ما أحلّ الله، وهو الزواج.
تفريغٌ نفسيّ لمن عاش تجارب فاشلة
ودعا “أميم” الشباب المغربي إلى عدم الانجرار بسهولة وراء شعارات مبنية على “تفريغ نفسي لمن عاش تجارب فاشلة سواء في الزواج أو غيره، وسواء بالزواج من موظفة أو من غيرها”.
وبين مؤيد ومعارض للحملة، كتب أسامة الدويمي منشوراً عبر حسابه على فيسبوك، قال فيه: إن “فشل حياة زوجية بموظفة لا يعني بالضرورة أنّ السّبب هو اختياره لزوجة موظفّة، وفشل الزواج بربة بيت لا يعني قطعاً أنّ المشكل في ربّة البيت، بل يعني ببساطة أنّ هذا الفشل بسبب سياستهم في إدارة هذا الزواج”.
يُذكر أنّ صفحة “مغاربة ضد الزواج بالموظفات”، تمّ اختراقها من أحد الأشخاص المعارضين لفكرتها، وقام بإغلاقها.
✍️ منقول من صفحة Moroccan Hackers
♦️ من مور الضجة اللي دارها إلياس لخريسي بالمجموعة اللي قاد بإسم "مغاربة ضد الزواج بالموظفات" شي واحد ناض وآختارق ليه الحساب ديالو وسد المجموعة وبدل ليها سمية وخلا ليه الرسالة اللي كتشوفو في الصورة 👇 pic.twitter.com/cevWCFV648
— Issam Khairi 🕷 (@issam_khairi) December 27, 2022
وفور اغلاقها، فتحَ أعضاء هذه الصفحة أكثر من 3 صفحات على فيسبوك باسم: “مغاربة ضد الزواج بالموظفات“، وفي فترة وجيزة انضمّ الآلاف إلى هذه المجموعات، نساءً ورجالاً، من المؤيدين لفكرتها والمعارضين لها أيضاً.