عرب ترند- شهدت منصات التواصل ضجة، بسبب تقديم طبق كسكسي تونسي مختلِف على سطح مبنى أحد الفنادق وسط العاصمة، خلال يوم مفتوح لتذوق هذه الأكلة الشعبية نظّمته جمعية طبخٍ محلية.
وكانت جمعية “نكهة بلادي” نظّمت يومًا مفتوحاً لتذوّق طبق الكسكسي التونسي المختلِف على سطح مبنى، أعلى فندق في تونس، الأحد 10 كانون الأول/ديسمبر الحالي، بمناسبة المهرجان المغاربي للكسكسي، حيث ظهر الطبق محتويًا على كمية قليلة من الكسكسي المغطى بمكسرات ومرفوقًا بقشور برتقال.
وجاء تنظيم اليوم المفتوح لتذوق أكلة الكسكسي الضاربة في القدم والمنتشرة في تونس ودول شمال إفريقيا، بشراكة بين جمعية “نكهة بلادي” ومجموعة “أساتذة النكهة“، وحضور ممثلين عن المنظمة العالمية للطهي.
رواد منصات التواصل بين الافتخار والسخرية
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي ضجة، بسبب تقديم طبق كسكسي تونسي مختلف، رصدتها صحيفة “عرب ترند”.
وكان التنويه والتفاخر تارةً، والاستغراب والسُخرية تاراتٍ أخرى لتونسيين مع خبر تنظيم اليوم المفتوح لتذوق طبق الكسكسي المختلف بسطح فندق أفريكا.
ونشر المصور والمدون قصي عياد على فيسبوك صورًا، تظهر عدداً من الطهاة بسطح فندق “أفريكا” يجهزون طبق الكسكسي المختلف، وهم: التونسي نبيل الركباني، والبلغارية فاسيلينا سلافشيفا، والسويدي نيبي ميتروفيتش، والويلزي جون غريت.
من جهتها، نشرت الإعلامية يسرى الشيخاوي صورًا لتحضير طبق الكسكسي المختلف، مُعبّرةً عن افتخارها بإرفاقها تعليقًا فحواه: “تونس يا عزيزة علينا”، حيث إن المكونات التي جاء عليها الطبق خاصة بـ”البرزقان”؛ وهو كسكس يطبخ فقط في محافظة الكاف (شمال شرقي تونس).
وقال كمال الشارني معلّقًا على ذات التدوينة: “توه هذا كسكسي بالله؟ تي ما ثمش حتى واحد فيهم عمل معجنة باهية كيف ما نعرفها متاع كسكسي بالخرشف والبطاطا البرية وبقية الخضرة وفوقه لحمة تتشد بزوز إيدين؟ ياخي صعيبة؟”، معتبرًا أن تقديم الطبق لا يقارن بالكسكسي التونسي.
في المقابل، علّق وسام حمدي على الحدث ساخرًا في تدوينة على فيسبوك بقوله: “الزغاريد أكثر من الكسكسي”، وهو مثل شعبي محليّ يقال للإشارة إلى أن الحديث في أمور مماثلة لن يفيد في شيء، معتبرًا أن الكمية قليلة مقارنة بما يقدم عليه الطبق عادة.
وفي نفس السياق، علّق مهدي الباهي بطريقة ساخرة بشأن اليوم المفتوح لتذوّق طبق الكسكسي المختلف، أنه “انجاز آخر يبهر العالم ويجعلنا من الدول المتقدمة!”.
الكسكسي أكلة ضاربة في القدم
وتاريخيًا، يعتبر طبق الكسكسي التونسي أو “الكسكس”، ضاربًا في القدم، وقد يعود إلى بدايات الإنسان بشمال إفريقيا الزراعة.
وطبق الكسكسي أكلة شعبية تنتشر في كل أرجاء تونس وفي بلدان المغرب الكبير. كما انتشرت في بلدان شمال المتوسط إبان الحقب الاستعمارية المتتالية سواء للعرب في فتوحاهم، أو خلال الاحتلال العثماني والأوروبي لتونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا.
ويتكون طبق الكسكسي التونسي من حبات صغيرة مكونة من طحين القمح أو الشعير، حيث يُطبخ حسب أهواء ربات المنازل، إما بالمرق والخضار، أو بالدجاج أو اللحم أو السمك، كما يمكن أن يُقدّم بمذاقٍ حلوٍ(المسفوف)، رفقة التمور والسكر الناعم والزبدة أو الحليب.
طبق الكسكسي في قائمة التراث اللامادي لليونسكو
وفي العام 2019، أُدرجت أكلة الكسكسي ضمن “المهارات والخبرة والممارسات المتعلقة بإنتاج واستهلاك الكسكس”، في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
وجاء في موقع اليونسكو، “يعترف هذا الإدراج بالقيمة الاستثنائية للكسكس وللمهارات والخبرة والممارسات المتعلقة بإعداده، وهو يجسد كذلك التعاون الثقافي بين أربعة بلدان لديها هذا التراث المشترك، وهي الجزائر وموريتانيا والمغرب وتونس”.
وسبق لتونس الحصول على بطولة العالم في طبخ أكلة الكسكسي، آخرها التي احتضنتها إيطاليا سنة 2018، لخصوصية مكونات الطبق ومذاقه المتميز بشكل كبير.