عرب ترند- انتشرت صورة من دمشق، ليست مزحة أو حكاية من الخيال؛ إنما حقيقة تمثّلت بلقاء بابا نويل وجامع كرتون.
وتمّ تداول الصورة على منصات التواصل، لتجسّدَ مفارقة كبيرة، وتعكس واقع الحال الذي يعيشه السوريون في بلادهم.
وتظهر اللقطة أحد متقمصي شخصية بابا نويل الذين يوزّعون الهدايا في رأس السنة، وطفلاً يجمع الكرتون باحثاً عن لقمة عيشه.
ويبدو من خلال الصورة، أنها التُقطت قرب إحدى الكنائس، في وقت يحتفل فيه العالم بأعياد الميلاد ونهاية العام الميلادي.
وتصدّر هذا المشهد في وقت تعاني فيه سوريا من أزمة معيشية خانقة، انعكست على مختلف نواحي الحياة.
وشاركت شبكة أورينت الإعلامية الصورةَ، موضّحة أنها من حي باب شرقي في العاصمة السورية دمشق.
وعلّقت أورينت على الصورة: “بابا نويل يعجز عن رسم البسمة على وجه طفل يجمع البلاستيك”.
ضجة بابا نويل وجامع الكرتون
وشارك رواد منصات التواصل تلك الصورة، متفاعلين معها بآراء وتعليقات لم تخلُ من انتقاد المسؤولين عن الأحوال المتردّية.
ومن تلك التعليقات التي رصدتها صحيفة عرب ترند، ما قالته الفنانة السورية إيمان الجابر: “مؤلمة جداً شفتها مبارح وهربت منها”.
وشارك الصحفي السوري قتيبة ياسين الصورة، ووصف اللقطة “بالمؤلمة والمعبرة عن وضع سوريا”.
ولفت متابع آخر إلى أنّ هذا المشهد يتكرر في كافة أنحاء سوريا، ومنها تلك التي تسمى بالمحررة “في أفظع من هيك”.
وذكر عابد جعفر، أن بابا نويل الذي في الصورة مزيّف، أما جامع الكرتون فهو الحقيقي الذي يتواجد بشكل كبير في أنحاء سوريا.
وعلّق علاء المحمد: “طبعا بدو يعجز عن رسم الابتسامة، طفل جوعان بلا مأوى بلا مدرسة مشرد بالشارع”.
وذكر محمد أحمد: “خلي بابا نويل يبعد عن طريقه وهوي بألف خير” وتساءل آخر: “ليكون البابا نويل كمان عم يلم نايلون”.
رأس السنة في سوريا
وفي سوريا يظنّ البعض، أن بابا نويل يُشبه غيره من الشخصيات التي توزّع الهدايا على الأطفال بدون مقابل.
لكنّ الحقيقة أنّ اسم هذه الشخصية لطالما ارتبط بذكريات سيئة، ومنها رجل المخابرات الذي يبحث عن ثغرة لاصطياد الناس إلى أفرع الأمن.
كما يعمل آخرون كموزعي هدايا عن طريق شركات تتلقى طلبات داخل وخارج سوريا، لإرسال الهدايا للأطفال في أعياد الميلاد.
وكل ذلك ناجم عن الفقر والحاجة الماسة من السوريين لتأمين قوت يومهم، وإيجاد لقمة معيشة تحفظ كرامتهم.
وبالتالي فإنّ تجسيد شخصية بابا نويل تعدّ لدى البعض مهنة موسمية يعتاشون منها، وليس كما يظنها الكثيرون “باباً من أبواب الترف”.