عرب ترند- أثار موضوع امتحان اللغة العربية لتلاميذ إحدى متوسطات ولاية باتنة شرق الجزائر، حالةً من الجدل بين نشطاء ورواد منصات التواصل الاجتماعي.
وذلك لأنّ الموضوع كان حول الإنسانية تجمعنا، تحت عنوان “أنت أخي في الإنسانية”، والذي اعتبر العديد من الجزائريين بأنه يدخل ضمن مخطط نشر ما يمسى بالديانة “الإبراهيمية“، من خلال أطفال المدارس.
أنت أخي في الإنسانية
وبدأ موضوع الامتحان بعبارة: “قد لا تكون من ملّتي أو مذهبي ولا من بلدي أو حيّي، وقد تصلّي في معبد يختلف عن معبدي، قد تختلف عنّي في أشياء وأشياء، وفي تفاصيل وعناوين، ولكنك حتما تشترك معي في أهم شيء، وهو أنّك أخي في الإنسانية..”.
وحمل النّص دعوة للتعايش مع الآخر وتقبّل الاختلاف، بالقول: “إن منظومات القيم تلتقي على أن الإنسان هو الأساس، وعلى المحبّة والتّسامح والرّحمة والتعاطف مع الآخرين والاحترام المتبادل، والتي تعكس المصدر الأسمى للخير”.
دسّ السم في العسل
وأثار الموضوع حالةً من الجدل، من بعض النشطاء والمثقفين الجزائريين الذين يرونَ أنّ مضمون نصّ الامتحان مأخوذ من المبادئ التي يدعو إليها أنصار الديانة الإبراهيمية، من خلال عبارات برّاقة في الظاهر، مثل: “المحبة والتسامح والسلام والإنسانية”، لكنّ الذي تخفيه هذه الديانة خطير جداً وعلى كافة البشرية؛ لما تحمله من إباحية وإلغاء جميع الحدود والضوابط التي وضعها الدّين والعقل معاً.
وفي هذا السياق، علّق الكثير من المتفاعلين مع الموضوع، بأنّه مجرد دس السم في العسل، من زاوية تقبّل الآخر وكأنها دعوة لتقبّل الشواذ مثلاً، خاصة بعد الجدل الذي أُثير نحو موضوع “المثلية” في الأمم المتحدة مؤخراً، ومطالبة الجزائر بضرورة الاعتراف بحقوقهم.
الديانة الإبراهيمية تتسلل إلى المدارس الجزائرية
ومن جهته، شارك الإعلامي الجزائري أسامة وحيد موضوعَ الامتحان الذي أثير حوله الجدل، عبر حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك”، وعلّق: “مسمى الإنسانية تجمعنا يتسلل لمدارسنا من خلال امتحان في اللغة العربية لتلاميذ المتوسط”.
وأضاف: “الرسالة من ذلك أن مخطط هجين الأديان المسمى الإبراهيمية قد مدد أقدامه إلى حيث أطفالنا ومن خلال امتحانات رسمية”.
ويرى الإعلامي الجزائري، أنّ “لا شيء يحدث صدفة والمعركة موجهة لمسخ أجيال قادمة وإن تم تدشينها اليوم على سبيل تسخين العضلات”.
فيما يرى أحد المتابعين، أنّ موضوع الإنسانية لو تمّ طرحُه على طلبة الجميع لكان فيها وجهة نظر، لكن أن يتمّ توجيهه لتلاميذ الإعدادي، فإنّ الأمر يعدّ إجرام بكل المقاييس.
ودعا المتابع المؤسسات التربوية إلى ضرورة وضع حواجز أخلاقية، لحماية التلاميذ الصغار من كل الأمور التي تشوّش حسن تنمية عقولهم.
عقيدة كاتبة النص
في حين أشار بعض النشطاء إلى أنّ صاحبة موضوع “أنت أخي في الإنسانية”، وهي كاتبة وناشطة شيعية تُدعى سوسن غبريس، لها كتابات عديدة تمجّد من خلالها المرجعيات الدينية الشيعية، منها مقال بعنوان: “لنا الله بعدك يا سيد”، في إشارةٍ للسيد محمد حسين فضل الله، المرجع الديني الشيعي اللبناني.
واستنكر النشطاء سماح مسؤولي المدرسة بنشر موضوع يتضمن دعوة صريحة إلى وحدة الأديان والإنسانوية “الديانة الإبراهيمية”، المخالفة لأصل دين الإسلام الحنيف، الذي يعتبر دين الدولة وفق المادة الثانية من الدستور الجزائري.
سنتطرق الى المدعوة سوسن غبريس من تكون وماهي عقيدتها
الديانة الإبراهيمية المخترعة تدخل متوسطة تعليمية بباتنة من خلال اختبار في اللغة العربية لتلاميذ الرابعة متوسط. عنوان النص "أنت أخي في الإنسانية". pic.twitter.com/pl91So9ef2
— رحيم (@RAHIM__19) December 9, 2022
دعوة إلى الانفتاح على الآخر
وفي المقابل، ترى إحدى المتابعات أنّ الغرض من الموضوع دعوة إلى الانفتاح على الآخر وتقبله، وإدراك المشترك الإنساني والتكامل مع الإنسان الآخر.
وهاجمت المتابعة أسامة وحيدة وغيره من المنتقدين، واصفةً إياهم، بأنهم “يحاولون دوما عدم الانفتاح على الآخر ويدعون احتكار الحقيقة المطلقة، وذلك بسبب ترسب الأفكار السلبية والعقائد القاتلة والاستئصالية لديهم”.
وأكدت على أنّ المطلوب، هو “نشر الأنسنة والإنسانية، وجعل معيار الرقي هو مدى قدرتنا على خدمة الإنسان والمساهمة في صناعة الحضارة الإنسانية ونشر ثاقفة التعددية والتنوع وقبول الآخر”.
تعليق واحد
ليست الابراهيمية فقط التي تتكلم بلسان الإنسانية فالإلحاد أيضا يدعو للتعامل بالإنسانية دون الدين