عرب ترند- لم تكن تدري سيدة جزائرية أن طلبها الخلع من زوجها غير سوي سيكون سببا في تخلي عائلتها عنها، كما لم تكن تعلم أن حفاظها على عزتها وكرامتها سيكلفها ضريبة باهظة جدًّا.
والقصة كما يرويها الصحفي سيد أحمد سيدو فلاحي، بدأت حينما اكتشفت سيدة جزائرية من ولاية وهران، لم يتجاوز عمرها الثلاثين سنة، أفعال زوجها الدنيئة في الخفاء رفقة خلانه والتي يشيب لها الرأس.
طلبت الانفصال حفاظا على كرامتها
وحفاظا على عزتها وكرامتها قررت السيدة طلب الانفصال عن زوجها وأب صغيرها الذي لم يتجاوز السنة والنصف من عمره، حيث لم تعد قادرة على الاستمرار معه بعد اكتشاف أفعاله الدنيئة.
وبالفعل تم الخلع بعد سماع القاضية الشواهد والأدلة الصاعقة عمّا كان يفعله الزوج، لكن أهل السيدة كانوا لهم رأي آخر، حيث لم يتقبلوا قرار انفصال ابنتهم وتخلوا عنها وصغيرها.
برد الشتاء وكلام النّاس ونظراتهم السّامة
لتجد بعدها السيدة نفسها في الشارع هي وصغيرها دون مأوى، وعندما لا تجد مكانا آمنا تنام فيه رفقة طفلها وقبل طلوع الشمس تبدأ رحلة البحث عن منفذ يحميها هي وابنها من برد الشتاء وكلام النّاس ونظراتهم السّامة ويبعدها عن عيون الذئاب البشرية التي تترصدها أينما حلت.
بقيت السيدة على هذه الحال تعاني لمدة في العراء، ما تسبب في إصابة رضيعها بأمراض مزمنة منها مرض الحساسية.
وبعدها لجأت إلى مرقد شعبي في المدينة التي تقطنها، واستأجرت غرفة مقابل 700 دينار جزائري لليلة الواحدة، وبعد أيّام من تواجدها في المرقد زارها الصحفي سيدو فلاحي، رفقة بعض المحسنين حاملين لها بعض الطعام.
مسؤول لم يرحم ضعفها
ويضيف سيدو فلاحي أنهم قدموا لها الطعام في قاعة الاستقبال بوجود أمن المرقد، لكن بعد يومين من تلك الزيارة يأتي مسؤول المرقد ليطلب منها إخلاء الغرفة بحجة أن شخص غريب زارها.
لتعود السيدة ورضيعها إلى الشارع وقساوته، بعدما تخلت عنها عائلتها لأنها رفضت العيش في الذّل، وطردها صاحب المرقد الذي لم يرحم ضعفها وقلة حيلتها.
مناشدات من أجل الرضيع
ولقت قصة هذه السيدة تفاعلا كبيرا من قبل رواد منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر، الذين أعربوا عن تضامنهم معها، وناشدوا عائلتها بالسماح لابنتهم بالعودة إلى حضنهم لأنهم مسؤولين عليها أمام الله، ولتوفير بيئة صحية للطفل الرضيع الذي ليس له أي ذنب.
كما أعاد الإعلامي قادة بن عمار، مشاركة قصة السيدة عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، ودعا بن عمار الجهات المسؤولة والجمعيات في وهران، لإنقاذ هذه السيدة ورضيعها من الظلم والحقرة.
وفي السياق ذاته، عرض أحد المتفاعلين مع القصة على سيدو فلاحي، تقديم مساعدات مادية للسيدة مثل التكفل بشراء مستلزمات الرضيع من حفاظات وحليب وغيرها.
وعن آخر مستجدات وضع السيدة، كشف سيدو فلاحي، أن أحد المحسنين سدد لها رسوم ليلة واحدة بأحد الفنادق، فيما تعهدت عائلة من ولاية وهران بالتكفل بها مؤقتا رفقة رضيعها.