عرب ترند – ضجت منصات التواصل بلقطات احتجاجات السويداء التي انتفض فيها أبناؤها مطالبين بإسقاط النظام ورئيسه بشار الأسد.
ومع كل مرة يخرج البعض مشككاً في تلك الاحتجاجات وزاعماً أنها خرجت لأجل رغيف الخبز، فيما يتساءل آخرون: “وما الضير في ذلك؟”.
وتعيش سوريا بكافة مناطقها أوضاعاً معيشية صعبة وارتفاعاً في نسب الفقر والجوع.
ويأتي ذلك وسط احتقان شعبي متصاعد ضد الجهات المسيطرة.
وخلال الساعات الماضية خرجت مظاهرات شعبية سلمية في محافظة السويداء تعامل معها النظام السوري بالعنف والقمع.
كما أدى إطلاق النظام السوري للرصاص الحي على المتظاهرين في احتجاجات السويداء لمقتل اثنين ووقوع جرحى.
وتصاعد الغضب والتوتر في محافظة السويداء التي تخضع لسيطرة النظام السوري مع تواجد فصائل محلية قريبة من السكان.
وذكر متابعون سوريون أنهم يشجعون منتخب السويداء في محاكاة لمونديال قطر 2022 المتواصل حتى نهاية العام الجاري.
“ثورة سلمية ولامكان للمزاودة”
وانتقد سوريون تفاعلوا مع الحراك الشعبي طريقة تعاطي البعض مع الاحتجاجات في السويداء ووصفها بثورة جوع.
وخرج الصحفي السوري قتيبة ياسين بفيديو هاجم فيه “المزاودين على ثورة الشعب السوري واحتجاجات أبناء السويداء”.
وتساءل ياسين: “مين سلمك مسؤول وشهادات الثورة والوطنية مين؟” لافتاً إلى أهمية التظاهرات السلمية ضد النظام السوري.
كما قال قتيبة في الفيديو: “إلى جماعة هي ثورة جياع مو ثورة كرامة؟ في مجال يومين 3 تكفوا مغيب عن حارة الثورة؟”.
وأضاف: “خلصنا بقا .. في واحد عم يدوس على صور بشار الأسد بتجي بتقله ثورة جياع واحدكم ما حرك صوتوا لصار برا البلد”.
وتابع: “واحد داخل مناطق سيطرة النظام السوري بعقر داره عم يتظاهر ضده .. الله فتح باب التوبة لآخر يوم أنت مسكره من هلق؟”.
كما أردف: “أنا مع أهل القرداحة إذا بلعنوا روحوا لحافظ وبشار الأسد .. أنت ليش قمت ثورة مو لتقنع الآخر؟”.
وكتب الصحفي فراس ديبة: “أنا مع أي حراك أو احتجاج ضد عصابة الأسد، وضد قياس أي احتجاج وفق مقاييس الثورة السورية”.
وأكمل: “من يحتجون ضد النظام في الداخل هم أهلنا ومن يواجههم هم الشبيحة .. لست مع تحميل الاحتجاجات شعارات كبيرة”.
كما ذكر ماجد عبد النور معلقاً: “على فكرة السويداء محررة أكثر من مناطقنا” منتقداً الأوضاع الأمنية والمعيشية في الشمال السوري.
شجع منتخب السويداء
وفي محاكاة لمونديال قطر ذكر الأكاديمي أسامة تلجو أنه شجع منتخب السويداء “بالذات قلب الهجوم هذا”.
وأشار تلجو إلى لقطة تمزيق صور الأسد في احتجاجات السويداء.
كما وصف الصحفي السوري ياسين أبو رائد ما يحصل من قمع النظام السوري ورده بالرصاص أنه يعيدها سيرتها الأولى (الثورة السورية).
وعلقت عفراء هاشم على ما يحصل في السويداء: “بدعم كل صيحة ضد نظام الأسد المجرم والديكتاتور اليوم وبكرا ولبعد 100 سنة”.
كما تابعت عن احتجاجات السويداء: “بدعم كل الصيحات الجديدة والمتجددة”.
وأرجعت الأكاديمية السورية دعمها للسويداء “لأنه هاد سبب نضالنا خلال الـ 11 سنة الماضيات لتشجيع الناس وتغيير المواقف”.
وختمت عفراء: “النظام اللي اعتقلنا وقصفنا وشردنا هو نفسه الي عم يجوع الناس بمناطقه وعم يرد عليهم بالرصاص الحي لإسكاتهم”.
لكن كان لمحمد سلوم بلكش رأي آخر هاجم فيه احتجاجات السويداء: “هدول جوعانين بس شبعوا ببيعوا الدنيا إن شاء الله مفكرين هي ثورة”.
كما علق أبو العيد: “أنا لا أشجع أبداً لما كانت مكونات الشعب السوري بحاجة لتعاضدهم معها ضد نظام الإجرام لم نرى منهم إلا التخلف عن نصرة إخوتهم”.
وأكمل مهاجماً أبناء السويداء: “كانوا أداة قمع بيد النظام في حصار أهل الغوطة اليوم وبعد 11 عام من الثورة تذكروا حالهم”.
وتؤكد عرب ترند أن الآراء الواردة في التقرير عن احتجاجات السويداء تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
ولا تمثل الآراء الواردة بالضرورة سياسة التحرير في صحيفة عرب ترند.
احتجاجات السويداء
وكانت محافظة السويداء قد شهدت منذ شباط الماضي احتجاجات سلمية في وجه النظام السوري.
وتمثل الحراك في عصيان مدني تخلله قطع للطرقات الرئيسية ودعوات لإغلاق الدوائر الرسمية.
وجاءت تلك الاحتجاجات ضد الفقر والبطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية.
وتشهد سوريا أزمة اقتصادية كبيرة منذ سنوات طويلة بفعل تعامل النظام السوري مع الاحتجاجات السلمية عام 2011.
وتحول رد النظام الأمني إلى حرب استخدم فيه مختلف أنواع الأسلحة بدعم روسي إيراني ومشاركة دول أخرى عبر “المرتزقة”.
وأدى فقدان المواد الرئيسية وانهيار الليرة إلى آثار كارثية على كل الحياة المختلفة، وجعل المتاح منها ينال بشق الأنفس.