عرب ترند- تصدر مجددا خبر تحطيم تمثال “عين فوارة”، ترند مختلف منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر، خلال الساعات الأخيرة.
وذلك بعد إقدام شاب في حالة سكر بتحطيم أجزاء من المعلم الآثري للمرأة العارية الشهير بـ “عين فوارة” المنحوت من الحجر الأبيض الواقع وسط ولاية سطيف شمال شرق الجزائر.
الحكاية
وبحسب ما تداولته وسائل إعلام محلية، وما ظهر في مقطع فيديو يوثق الحادثة، فقد قام أحد شباب المنطقة في ليلة أمس، بتسلق تمثال عين فوارة، وقام بتكسير أجزاء من التمثال، مستخدما آلة حادة، قبل أن يتدخل عدد من المواطنين ورجل أمن وقاموا بإيقافه.
وتسبب الشاب في إلحاق أضرارا مادية على مستوى اليد اليسرى والثدي الأيسر للمرأة العارية “عين فوارة”.
وذكرت المصادر ذاتها، أنه تم توقيف الشاب ونقله إلى مركز الشرطة للتحقيق معه حول ما قام به من تخريب لأحد أبرز المعالم التاريخية في ولاية سطيف.
من جهته كشف ابن عم الشاب الموقوف، أن الأخير يعاني من ضغوط نفسية بسبب المشاكل التي تمر بها عائلته، حيث الأم مريضة والأخ في السّجن.
دوافع الإعتداء
وناشد السلطات بتخفيف العقوبات المترتبة بحق ابن عمّه وإطلاق سراحه، مؤكدا أنه لم يكن في وعيه عندما حاول تحطيم التمثال، وأنّه لجأ إلى السكر لنسيان الضغوطات النفسية التي يمر بها.
ولفت ابن عم محطم تمثال “عين فوارة”، أنّ الأخير استخدم حجرا أثناء إقدامه على هذا التصرف ولم يستخدم فأسا مثلما زعمت بعض الصفحات ووسائل إعلامية.
كيفية حماية تمثال عين فوارة
فيما طالب عدد كبير من الجزائريين بإيعاد التمثال عن وسط المدينة ونقله لأحد المتاحف، وذلك لأنه عبارة عن صنم خادش للحياء يعرض مفاتن امرأة عارية بما ينافي ثقافة ومعتقدات المجتمع الجزائري.
وبطريقة ساخرة، اقترح بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتحجيب عين فوارة، أو ستر مفاتنها حتى لا تتعرض للتحطيم مرة أخرى وتكليف السلطات ميزانية كبيرة للترميم مثل كلّ مرّة في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعيشها المواطن الجزائري.
التمثال أفضل من المواطن الجزائري
فيما علّق آخرون أنّ تمثال عين فوارة يعيش أفضل من حياة المواطن الجزائري، لأنّ المسؤولين يتحركون بسرعة كلما تعرض للتخريب في حين “صم بكم لا يسمعون ولا يبصرون” عندما يتعلق الأمر بمعاناة المواطن.
يذكر أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يتعرض فيها تمثال عين فوارة إلى التحطيم، ففي عام 1997، خلال فترة “العشرية السوداء” التي كانت تعيشها الجزائر، حاول متشددون تفجير التمثال باستخدام الديناميت، لكن التفجير لم يلحق به أضرارا كبيرة وتم ترميمه خلال يومين من الواقعة.
تاريخ عين فوارة مع الإعتداءات
وفي أواخر عام 2017 قام أحد المواطنين وفي وضح النهار بتحطيم أجزاء من عين فوارة، مستخدما مطرقة حديدية كبيرة، وألحق به أضرارا كبيرة حيث تسبب في تشويه وجه وصدر المرأة العارية، بحجة أنه خادش للحياء ومخل بالأخلاق العامة.
لتقوم وزارة الثقافة بترميمه مقابل ميزانية كبيرة، لكن بعد أشهر قليلة من إعادة افتتاحه أمام المواطنين والزوّار، حاول مواطنا آخر في عام 2018 تحطيم التمثال قبل أن يتمكن مواطنون من إيقافه.
ويعد تمثال عين فوارة أو المرأة العارية، من أشهر المعالم الأثرية في مدينة سطيف، كما يعد محل جدل لدى الكثير من الجزائريين، حيث لا تتوقف مطالبات الكثيرين بإيعاده عن وسط المدينة ونقله لأحد المتاحف.
وأمام هذا الجدل، طالب نواب في البرلمان الجزائري في وقت سابق، وزارة الثقافة نقل تمثال عين فوارة من مكانه الحالي وسط مدينة سطيف، إلى متحف الولاية حفاظا على الأخلاق العامة وحماية له من محاولات التحطيم المتكررة.
قصة تمثال عين فوارة
وتم بناء تمثال عين فوارة سنة 1898 من قبل النحات الفرنسي فرانسيس دي سان فيدال، وهو عبارة عن تمثال لإمرأة عارية تماما يقع أعلى نافورة.
وعقب محاولة تحطيمه الأخيرة، تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي قصة إنشاء هذا التمثال، مشيرين إلى أنّه خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، الحاكم الفرنسي لمدينة سطيف كان يزعجه منظر وضوء المصلين في منبع الساحة المجاورة لمسجد جامع العتيق، أقدم مسجد في المدينة.
فطلب الحاكم من النحات سان فيدال بتصميم تمثال امرأة عارية ليخدش حياء المصلين ويمتنعون عن الصلاة في مسجد العتيق المجاور لساحة التمثال، حسب رواية أهل المنطقة.