عرب ترند- ينشر بالتزامن مع موقع وطن
لم ينجح النظام المصري في قمة المناخ الـ27 التي عٌقدت في مدينة شرم الشيخ، في لفت نظر زعماء العالم للتغيرات المناخية بقدر ما نجح في لفت نظر العالم أجمع الى ملف الحريات في مصر ولا سيما معارضي النظام المصري.
علاء عبدالفتاح أحد الناشطين السياسيين القابع في سجون السيسي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، برز اسمه خلال هذه القمة وتعدت مطالبة الإفراج عنه حدود عائلته ووطنه لتصبح قضية رأي عام مصري ودولي.
وبذلك فتحت قضية علاء عبدالفتاح الباب لتسليط الضوء على ملف حقوق الإنسان في مصر.
صحيفة “عرب ترند” التقت الناشطة الحقوقية المصرية الأمريكية مؤسسة منظمة بلادي آية حجازي للحديث حول فشل دعوات التظاهر وملف حقوق الإنسان وملف المعتقلين في مصر.
وكانت آية حجازي قد أمضت ثلاث سنوات معتقلة في السجون المصرية بسبب عدة اتهامات، منها إدارة وتأسيس جماعة بغرض الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي للأطفال وهتك العرض والخطف بالتحايل والإكراه للمجني عليهم (الأطفال)، إضافة إلى تهمة “إدارة كيان يمارس نشاطا من أنشطة الجمعيات دون ترخيص”.
وقد استنكرت منظمات حقوقية التهم المنسوبة لها واعتبرتها ملفقة من نظام السيسي للتنكيل بمعارضيه والزج بهم في السجون. وأكدت هذه المنظمات الحقوقية أن محاكمتها جاء على خلفية سياسية بحتة.
“بأي جريمة يموت؟”.. المعتقل علاء عبد الفتاح يبدأ إضراباً شاملاً عن الطعام والشراب في السجون المصرية
لتتدخل الإدارة الأمريكية وتطالب السلطات المصرية بالإفراج عنها. وأصدر البيت الأبيض بيانا في سبتمبر 2016، طالب بإسقاط جميع التهم المنسوبة إليها وإطلاق سراحها. وحكمت المحكمة بعد ذلك ببراءتها وإطلاق سراحها في أبريل/نيسان 2017.
الشارع لم يخرج لكن الكأس سيفيض
*دعوات وحشد على منصات التواصل الاجتماعي امتد لأسابيع للخروج في مظاهرات يوم 11-11 للإطاحة بنظام السيسي لكن هذه الدعوات لم تنجح، برأيك لماذا؟
هناك سببان، الأصلي المهم أن الناس بعد 10 سنين تعبت من حملات القبض والقمع ولم تعد تريد أن تضيع أعمارها في السجون.
معارضو السيسي يدركون جيدا أن من يتم إلقاء القبض عليه سيتعرض لاختفاء قسري، والكثير منهم سيبقى بالمعتقلات الى مدى غير معلوم وأيضا يتعرض للتعذيب ودوامة لا متناهية من السجون.
هذه العوامل قتلت الأمل لدى الناس علاوة على أن حجم المعاناة كبير وحتى السجون لها ثمن مادي لم يعد أحد قادر عليه ولم يعد هناك من هو قادر على دفع ثمن المظاهرات.
*هل تتوقعين عودة هذه الدعوات للخروج مجددا للشارع والتظاهر ضد نظام السيسي مستقبلا؟
في الشارع الأمر صعب جدا لكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وتدهور الجنيه مقابل الدولار وإفلاس الشعب وعدم وجود خطة للموازنة غير الاقتراض قد يفيض الكأس بالمواطنين.
*هل ستشهد مصر المزيد من تقييد الحريات للسيطرة على الانفجار الاجتماعي الذي قد يحصل في أي وقت أم تتوقعين انفراجا، الى أين تتجه الأمور؟
نظام السيسي لا يحمل في طياته أي انفراج. وحتى بعد الحوار الوطني سيفرج عن أعداد قليلة بالمقابل سيتم القبض على أعداد أكبر.
وحتى دعوة 11-11 الشعب لم ينزل للشوارع للتظاهر ومع ذلك تم القبض على عدد من الأشخاص بتهمة التظاهر.
*أعلنت عبر حسابك على فيسبوك، الاعتصام أمام السفارة المصرية، هل سيشكل ذلك برأيك ضغطا لإطلاق سراح علاء عبدالفتاح؟
اخترت السفارة المصرية من أجل الضغط على الحكومة المصرية وليس الأمريكية ولو كان الضغط على الحكومة الأمريكية لاخترت مكانا آخر للاعتصام.
جو بايدن ونانسي بيلوسي وجيك سوليفان طالبوا خلال قمة المناخ عبدالفتاح السيسي بإطلاق سراح علاء عبدالفتاح. الإدارة الأمريكية قامت بجزء كبير من الضغط، الآن بقي على نظام السيسي الاستجابة.
السيسي يسعى لتلميع صورته أمام الغرب
*لماذا اعتصمت بمفردك، أين بقية الجالية المصرية والمساندين والمدافعين منهم على الحريات والحقوق؟
أنا أردت أن تكون مبادرة شخصية مني ليس لعلاء فقط، بل للسيدات من أسرته، شقيقتاه منى وسناء ووالدته الدكتور ليلى.
سناء لما سُجنت مرتين كنت معها في السجن، نوعا ما كانت زمالة الزنزانة لم نكن في نفس الزنزانة لكن كنا نلتقي.
هو نوع من التضمن النسوي والتضامن الأخوي، والجالية المصرية في الخارج تعمل من خلال منظمات وتمارس الضغط، وهناك حراك رغم فقدان الأمل.
*بايدن دعا السيسي للإفراج عن عبدالفتاح وشقيقته تقدمت بطلب للعفو الرئاسي، هل سيستجيب نظام السيسي لذلك؟ لا سيما وأن الرئيس الأمريكي طرح ملف حقوق الانسان في مصر والسيسي تعهد بإطلاق إستراتيجية لحقوق الإنسان وتشكيل لجنة للعفو الرئاسي للنظر في القائمات التي تستحق الإفراج.
نتمنى، نظام السيسي لا يعتمد أي منهجية للإفراج عن المعتقلين. لكن نحن ندرك انه يهتم بصورته أمام الغرب فطالما هناك تسليط للضوء على علاء وهو مواطن بريطاني، هناك إمكانية ان يستجيب السيسي ليبرر أن نظامه ليس ديكتاتوريا.
طبعا نحن نعلم أنه سيفعل ذلك في أطر ضيقة ولو أفرج عن علاء سيفرج معه عن عدد قليل من المعتقلين.
ونستغل هذه الفرصة أيضا لتسليط الضوء على محاميه محمد الباقر الذي سجن في طريقه للدفاع عن علاء. أرجو أن يتم الإفراج عن علاء وعن المعتقلين والسجينات والأطفال الذين لم تتلوث أياديهم بالدماء ولم يقترفوا أي جريمة.
*ما وضعية علاء عبدالفتاح حاليا في السجن بعد إضرابه عن الطعام والشراب؟
نحن نتابع الموضوع من خلال تدوينات شقيقتاه ووالدته، منذ مدة كبيرة لم تزرنه ولم تتمكن من رؤيته وهو لم يراسلهن.
النيابة أصدرت بيانا تقول إنه بخير وتم التدخل بإجراء طبي، شقيقتاه رجحتا أنه تم اطعامه قسريا.
هما الآن تطالبان بمعرفة هل هو بخير وهل سيستمرون بالتدخل الطبي. نحن نطالب بالإفراج عنه وقبل ذلك السماح لعائلته ومحاميه بزيارته والاطمئنان على صحته.
عدد المعتقلين بلغ 100 ألف
*قد يكون علاء عبدالفتاح خارج السجن بعد أن أصبحت قضيته قضية رأي عام، لكن هل تحركتم للإفراج عن باقي معتقلي الرأي الذين لم يلقوا اهتماما من الاعلام؟
دائما هناك تحركات من المنظمات الدولية والمصرية، ونحن عن منظمة بلادي نولي اهتماما للسجينات السياسيات والأطفال.
لدينا موقع “أطلس سجون مصر” حاليا يوثق كل امرأة أو طفل يتم اعتقاله على خلفية سياسية او اجتماعية على غرار بنات التيك توك وحماية الأسرة المصرية.
نحن نوثق لنكشف أن حتى المعتقلين غير المعروفة قضاياهم إعلاميا لديهم الحق في التعريف بقضاياهم وتوثيقها وحقهم في الخروج من السجون.
المنظمات التي ترصد الانتهاكات وتنادي بحرية المعتقلين موجودة لكن بسبب كثرة عدد المعتقلين الذي وصل الى عشرات الآلاف لم نعد قادرين على تسليط الضوء عليهم كلهم.
*هل لديكم إحصائية عن عدد المعتقلين وخاصة النساء والأطفال؟
نحن بصفتنا مختصين بالمرأة والطفل وما رصدناه من سنة 2013 ما يزيد عن 2600 اعتقال لنسوة وأطفال.
أغلبهن خرجن لكن هناك المئات منهن في السجون ومن ضمنهن عائشة خيرت الشاطر في السجن الانفرادي والدكتورة هبة عبد المنعم التي ساءت حالتها الصحية.
وأيضا أطفال على غرار الطفل عبدالله بومدين الذي تم القاء القبض عليه وعمره 12 سنة ويتم التنكيل به بشكل بشع الى أن حاول الانتحار.
هناك منظمات تقول إن عدد المعتقلين 60 ألفا ومنظمات تقول إن العدد بلغ 100 ألف. لا يوجد أي منظمة لديها رقم دقيق.
*كيف تقيمين وضع الحريات في مصر؟
لا وجود للحريات، سناء نجحت في عمل هالة إعلامية لم تكن موجودة منذ سنوات.
أصبح القبض على المواطنين بسبب رسالة واتساب أو تحديثة على فيسبوك اشتكى صاحبها من غلاء الأسعار لم تعد حتى من أجل اسقاط النظام أو التظاهر، بل لمجرد شكوى يجد الشخص نفسه في السجن.