عرب ترند- تستمر معاناة عشرات الشباب التونسيين الذين اختاروا الهجرة إلى صربيا، وذلك منذ وصولهم إلى مطار نيكولا تسلا بالعاصمة بلغراد.
والقصة كما يرويها معز هوام، الذي كان ضمن نحو 60 تونسيا ممّن تمّ إيقافهم من قبل قوات الأمن الصربية لدى وصولهم إلى مطار بلغراد.
فقد تعرض مجموعة المهاجرين التونسيين إلى معاملة سيئة للغاية، أول ما حطت الطائرة ليلا بمطار نيكولا تسلا.
حيث استقبلهم الأمن الصربي بعبارات غير ترحيبية بين سب وشتم واستفزاز لهم، بعبارات من قبيل: Tunisians no tourist, Go Home، وغيرها.
وأكد هوام أن جميع المسافرين التونسيين كانت إجراءات سفرهم قانونية من جوازات سفر وكذلك تأكيد حجز الفندق ووثيقة التأمين الصحي وفحص كورونا.
احتقان شعبي في جرجيس التونسية.. والسلطات تصنف رضيعة الكارثة “حيوانا بحريا”
غرف تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية
لكن ذلك لم يشفع لهم عند الأمن الصربي، الذي اقتادهم إلى غرف صغيرة جدا في المطار تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية.
وبحسب ما كشف عنه معز هوام، تم تكديس عشرات المهاجرين في غرفة صغيرة جدا، وتشغيل المكيفات رغم برودة الطقس، ومنعوا عنهم الماء، كما منعوهم من استخدام الحمامات.
وبعد ساعات قضوها في الحجز تم إجبارهم بالإمضاء على أوراق ترحيلهم، ليتم بعدها ترحيل عدد منهم إلى تونس والبعض إلى إسطنبول، في حين لايزال عدد منهم محتجزا في مطار نيكولا تسلا.
وأمام هذه الظروف المأساوية التي عاشها عشرات الشباب التونسيين الهاربين من ضيق الحال الذي تعيشه بلادهم والباحثين عن مستقبل أفضل في الضفة الأخرى، تعالت الأصوات المطالبة من الحكومة التونسية التدخل لمساعدة هؤلاء الشباب وإعادة الاعتبار لهم ولدولتهم.
القنصلية التونسية في صربيا غائبة
وفي هذا السياق، أكد هوام أن القنصلية التونسية في صربيا، لم تستجب لاستغاثة أبنائها، مشدّدا على أنه يفضل الموت على الرجوع إلى بلده التي أجبرته على الهجرة ولم تدافع عنه وهو على ترابها وعلى تراب البلاد التي هاجر إليها.
وتفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي في تونس بشكل لافت مع شهادة مواطنين سافروا بطريقة قانونية في مطار صربيا، وذلك من خلال إعادة نشر منشور معاذ هوام الذي يسرد فيه تلك المعاناة.
وفي هذا السياق، قال منجي عيادي: “كلام يوجع القلب على شبابنا الذين أغلقت الأبواب في وجوههم وحطموهم كله سواد داكن حرموهم من أن يحلموا بشمس مشرقة”.
“إيّاكم والهجرة إلى بلاد الكفر”.. تحذيرات بعد إعلان كندا تحضيراتها لاستقبال مليون ونصف مهاجر
المعاملة بالمثل
وطالب حمودة الزايدي من السلطات التونسية المعاملة بالمثل، مذكرا بتصريحات وزيرة الخارجية الليبية حول عدم الترحيب بمواطني البلد الذي لا يمنح فيزا للمواطنين الليبيين، حتى لو كان أوروبيا.
أمّا نجم قاسمي، فعبّر عن حزنه من الإذلال الذي يعيشه المواطن سواء في بلاده وفي بلاد الغير، مستذكرا أيام بن علي عندما كان للتونسي في الخارج قدر وقيمة.
وكتب وائل بوزيان: “حكومة يتم الاعتداء على مواطنيها من طرف دولة أخرى دون أن تتدخل أو تحرك ساكنا لا تستحق الحياة”.
وعبّر وائل عن غضبه من سياسة صربيا تجاه المواطنين التونسيين واصفا إياها بـ “جرائم ضد الأعراف الدولية”.
ودعا رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى التحرك وفتح تحقيق في الغرض والكف عن اتّباع سياسات الخطابات الرنّانة.
التونسي وأيام بن علي
من جهته، كتب محمد مولدي جبالي ” يا حسرة على تونس كيف كانت بقدرها على خاطر كانت تحكم فيها رجال أما الآن لم تعد هناك دولة اسمها تونس”.
وأضاف “لأن الخونة الجرذان الذين حكموها في العشرية السوداء طيحولها قدرها وباعوها بأبخس الأثمان”.
ووجهت ريم حمدي نصيحة للشباب التونسي الراغب في السفر إلى صربيا، قائلة: “اقرأوا المنشور المرعب، بالله عليكم لا تسافروا لصربيا وتخسروا فلوسكم وتتعرضون للإهانة”.
في حين ألقى بعض المتابعين اللوم على الشباب الذين تركوا بلدهم وسافروا إلى بلد أوروبي طمعا في حياة أفضل، ودعوهم إلى تحمل مسؤولية قرارهم.
أش هزكم
وفي هذا السياق، علّق أبو يوسف “أش هزكم.. اللي أدفعتهم في الحرقة يعمل لك مشروع صغير ويكبر مع الوقت، تحبوا تحلموا تحملوا إذا الإهانة”.
وكتب علي بن عمر “الشباب التونسي يريد أن يصبح غنيا في شهر لذلك لا يعمل في تونس لأن عقله في أوروبا ظنا منه أنها جنة لكن هي في الحقيقة نار”.
وتعتزم السلطات الصربية اعتبارا من 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، فرض التأشيرة على التونسيين بعدما كانوا معفيين منها لسنوات، وذلك تحت ضغط دول الاتحاد الأوروبي في إطار وضع حد لموجات الهجرة من دول جنوب المتوسط.