عرب ترند- تحولت قضية تلاميذ معهد حي الأمل بمدينة فوشانة التونسية، إلى قضية رأي عام في البلاد.
وذلك بعد إيقاف عدد من تلاميذ المعهد بينهم تلميذين في صف البكالوريا (ثانوية عامة)، وإيداعهم السجن المؤقت بالمرناقية.
أسقف الأقسام آيلة للسقوط
وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية، فإن سبب حبس التلاميذ هو خروجهم في احتجاجات رافضة للأوضاع المزرية في المعهد. لاسيما أسقف الأقسام الآيلة للسقوط في أي وقت.
وتفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي في تونس، بشكل واسع مع القضية من خلال إطلاق حملات إلكترونية تطالب بإطلاق سراح التلاميذ. بالتزامن مع دخول تلامذة المعهد في إضراب عن الدراسة.
وفي هذا السياق، كتبت أستاذة علم الاجتماع فتحية سعيدي، “تلامذة في سنة البكالوريا يتم إيداعهم في السجن على خلفية احتجاجهم على ظروف المعهد في فوشانة”.
وتابعت “دولة لا عندها عقوبات بديلة ولا الموضوع وارد في سياساتها”. وأعلنت فتحية عن تضامنها الكامل مع هؤلاء التلاميذ الذين مكانهم الصحيح هو مقاعد الدراسة وليس السجن.
ممثل التربية ناطقا باسم الداخلية
وفي السياق ذاته، انتقدت الصحفية أمل الهذيلي، تصريحات ممثل مندوبية التربية ببن عروس، بشأن قضية إيقاف التلاميذ الخمسة. وأشارت إلى أن ممثل التربية برّر سجن التلاميذ وكأنه الناطق باسم وزارة الداخلية.
هكذا تفاعل التونسيون مع إقدام معلم على حرق نفسه
كما طالب سيف فرشيشي، بمحاسبة مدير المعهد ومندوب التربية ببن عروس، وتوقيفهم عن العمل، لأنهم السبب في حبس التلاميذ.
من جهتها نددت سلوى، بالعقوبة القاسية التي تعرض لها تلاميذ جريمتهم الوحيدة هي الاحتجاج على الوضعية المزرية في المعهد الذي يدرسون به.
وأضافت أنه أمام رفض إدارة المعهد الاستجابة لاحتجاجات التلاميذ، يتم استجوابهم ووضعهم في السجن من غير حضور المحامين.
وترى سلوى أنه قبل معاقبة التلاميذ لأنهم أحرقوا العجالات المطاطية واستعملوا مولوتوف أثناء احتجاجاتهم، يجب معاقبة إدارة المعهد ووزارة التربية والدولة، لأنهم السبب في كل ما حصل.
وتابعت أنه بدل من احتواء هؤلاء التلاميذ والتأكيد لهم أن الاحتجاج حق من حقوقهم لكن بنظام، تم سجنهم وربما تعنيفهم نفسيا وجسديا. وختمت بالقول “بعد كل هذا نسأل لماذا يهرب الشباب من البلاد ولو عن طريق الحرقة.
الدولة التي تسجن أبنائها جزافا
في حين تساءل الصحفي وائل ونيفي قائلا: “الدولة التي تسجن أبنائها جزافا هكذا وبدون حد أدنى من التفكير، بماذا يمكن نعتها”.
وناشد ونيفي المحامين للتطوع والدفاع عن هؤلاء التلاميذ الذين تم إيداعهم السجن وعن الذين تم الحكم عليهم بعقوبات سجنية مع وقف التنفيذ.
ليست نكتة
وكشف أشرف زيدي، أنه منذ 2020 تسند ميزانية بقيمة 600 ألف دينار تونسي لصيانة المعهد. لكن لحد الآن لم يتم تغيير أو صيانة أي مرفق في المعهد.
وكتبت خلود بن حمزة “تلامذة في معهد حي الأمل بفوشانة احتجوا لأن حالة أقسامهم مزرية وعملوا إضراب لكن الحاكم أمر بإيقافهم”. وختمت بوسمي “ليست نكتة بلاد” “بلاد الظلم أوطاني”.