عرب ترند – انتشرت صورة لطفل سوري لاجئ في مخيّمات عرسال اللبنانية وقد ربط اسفنجات تحت قدميه لأنّه لا يمتلك حذاءاً يلبسه.
ونشرت مراسلة قناة الجزيرة في بيروت كارمن جوخدار الصورة على حسابها الشخصي على تويتر وعلّقت: “كم أمقت البازار السياسي في هذا الملف”.
قدما طفل سوري لاجئ في عرسال.. كم أمقت البازار السياسي في هذا الملف! pic.twitter.com/SA67PqRhx1
— Carmen Joukhadar كارمن جوخَدار (@CarmenJoukhadar) October 26, 2022
ولاقت هذه الصورة ضجة كبيرة، عبّر فيها المتفاعلون عن تعاطفهم مع الطفل الصغير، وعن حزنهم لما آلت إليه أحوال اللاجئين في المخيمّات.
وتساءل صالح عبد الله مُستنكراً “أين ذهبت مليارات الدولارات المُرسلة لمساعدة اللاجئين؟”.
مصير مجهول
وانتشرت هذه الصورة في اليوم الذي استأنفت فيه الدولة اللبنانية عمليّات ترحيل السوريين إلى بلدهم الأم.
ويأتي هذا الترحيل ضمن إطار قرار رسمي أعلنه الرئيس اللبناني ميشال عون، يهدف إلى إعادة السوريين بالتنسيق مع النظام السوري.
بين مطرقة النظام وسندان التهجير .. اللاجئون السوريون يواجهون خطر الترحيل في لبنان
وتقول التصريحات الرسمية اللّبنانية إنّ عمليّات الترحيل تأتي ضمن خطة “عودة طوعية وآمنة” للمهجّرين.
في حين تناقض المنظمّات الإنسانية هذه الادّعاءات، مشيرة إلى توثيق حالات ترحيل “قسرية”.
ويتخوّف الناشطون والحقوقيّون من المصير المجهول الذي سيواجهه اللاجئون بعد عودتهم إلى سوريا، خصوصاً وأنّ الوضع في الداخل السوري لا يسمح ببدء حياة جديدة.
حيث تُعاني سوريا من أزمات أمنية واقتصادية كبرى أعقبت الحرب المُمتدّة منذ أكثر من أحد عشر عاماً.
ويتخوّف معارضو النظام السوري من تكرار الاعتقالات ودخول السجون التي لا يُسمع فيها للقانون صوتاً، خصوصاً لمن جاهر بإعلان معارضته قولاً أو فعلاً.
ومع أنّ الدولة السورية أعلنت عن خطّة تهدف لـ “تسوية الأوضاع” لمن تخلّف عن الخدمة العسكرية، أو انشقّ عن الجيش السوري.
إلّا أنّ هذه الضمانات لا يأخذها المعارضون على محمل الجد، لأنّ الوعود السياسية التي تُبرمها الدولة السورية تتعارض مع واقع السلطة والحكم العسكري حسب تعبيرهم.
عنصرية مقيتة
ويتعرّض اللاجئون السوريون في مختلف الدول لحملات عنصرية تُطالب بتهجيرهم، وإلقاء اللوم عليهم بالفشل السياسي والاقتصادي.
ويواجه اللاجئون مصير الاختيار بين أمرين أحلاهما مُرّ، إمّا المخاطرة والعودة واحتمالية الدخول إلى سجون النظام، أو تحمّل مُختلف أنواع القسوة إن كانت عنصرية أو اقتصادية أو غيرها في بلاد الجوار.
وهنا يبقى السؤال، متى سينظر المجتمع الدولي إلى هذه الفئة المكلومة من الناس نظرة إحساس بمسؤولية حقيقية تقع على عاتقه وتدفعه إلى السعي لتقديم أبسط مقوّمات الحياة لهؤلاء المظلومين؟
وهل سنتمكن من رؤية سوريا كبلد مستقرّ؟ أم أنّنا أمام فلسطين أخرى تستمرّ قضيّتها لعشرات السنوات؟