عرب ترند- أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، تعديل قانون الانتخابات البرلمانية، قبل نحو شهرين عن موعد الانتخابات المقررة في 17 ديسمبر المقبل.
وهو ما أثار حفيظة العديد من الناشطين السياسيين والحقوقيين التونسيين، الرافضين لهذا القرار.
عمل الحكومة وتزويد الأسواق بالسلع والضغط على الأسعار ومسألة التلاعب بالتزكيات لانتخاب أعضاء مجلس نواب الشعب وضرورة تطبيق القانون وتعديل المرسوم المتعلق بالانتخابات أبرز محاور لقاء رئيس الجمهورية #قيس_سعيّد برئيسة الحكومة السيّدة #نجلاء_بودن. #TnPR pic.twitter.com/VB2AUXMY1F
— Tunisian Presidency – الرئاسة التونسية (@TnPresidency) October 7, 2022
مرحلة خطيرة
وفي هذا السياق، وصفت الناشطة الحقوقية، نزيهة رجيبة، قرار سعيد، بـ”الدخول في مرحلة خطيرة من العبث”.
كما وصفت رجيبة، هذه المرحلة التي تعيشها تونس، بـ”الكابوس”، متسائلة “متى ستنتهي هذه المرحلة”.
وكان الرئيس قيس سعيد، قد أكد أمس الجمعة، لدى استقباله رئيس الحكومة نجلاء بودن رمضان، أنه إذا كان القانون الحالي للانتخابات لم يحقق أهدافه فالواجب الوطني المقدس يقتضي تعديله”.
كيف رد التونسيون على طلب سعيد بمنع استيراد مستحضرات التجميل؟
وتحت عنوان “العلو الشاهق في العبث”، كتب النائب البرلماني السابق، هشام عجبوني، منشورا عبر حسابه في فيسبوك، تعليقا على قرار تعديل قانون انتخاب نواب مجلس الشعب.
ووصف العجبوني، مرحلة سعيد، بـ”عهد تصحيح المصحّح وتعديل المعدّل وتغيير المغيّر”.
وخاطب العجبوني، سعيد قائلا: “سيدي الرئيس أنت كتبت الدستور ونقحت القانون الانتخابي على مقاسك”.
وأضاف متسائلا: “لماذا لا تختار نواب مجلس الشعب على مقاسك وكفى المواطنين شرّ التزكيات وشرّ الانتخابات وشرّ الديمقراطية”.
من جهته، أعرب النائب البرلماني السابق، توفيق الجملي، عن رفضه القاطع لهذا القرار، مشيرا إلى أن “القانون تم تعديله في عام الانتخابات وهذا مخالف لكل القوانين الدولية، فكيف يعقل أن يتم تعديله قبل أسابيع قليلة من موعد الاقتراع”.
وردا على سعيد، الذي هاجم “مسألة التلاعب بالتزكيات لانتخاب نواب مجلس الشعب”، ودعا إلى ضرورة تعديل المرسوم المتعلق بالانتخابات. علّق الصحفي وليد أحمد فرشيشي، أن أكثر ناس تتلاعب بالتزكيات وتتجار بها، هم أنصار الرئيس نفسه.
وأشار فرشيشي، إلى أن أغلب الأحزاب السياسية في البلاد مثل “النهضة والائتلاف وباقي الطيف البرلماني”، مقاطعة للانتخابات المقبلة.
وبنبرة ساخرة، علقت النائب سميرة سماعي، على القرار قائلة: “سيدي الرئيس كل يوم ضع لنا مرسوم وبعد يوم عدله لأنه غير صالح”. وأضافت “أمورنا الاقتصادية والاجتماعية والمالية ممتازة نركز في المراسيم وتعديلها”.
348 ألف دولار.. صفقة لحوم لرئاسة الجمهورية التونسية تثير موجة استنكار واسعة
دعوة سعيد للاعتتراف بالأخطاء والاعتذار عنها
وحول تصريحات سعيد، خاصة فيما يتعلق بالتزكيات وأنها “صارت سوقا تباع فيها الذمم وتشترى”. لفتت الصحفية مونية عرفاوي، أن كل ما تطرق له الرئيس كانت قد كتبته في افتتاحية جريدة “الصباح”.
وأضافت أنها قد دعت الرئيس، من خلال الافتتاحية بطريقة مباشرة إلى تحمل مسؤوليته وإيقاف المهزلة.
وأوضحت أن الرئيس اعترف بكل ما حصل وبنفس المصطلحات التي أوردتها الافتتاحية. وأكدت عرفاوي، أنه رغم اعترافه لكنه لم يتحمل مسؤولية الإخفاق والتقصير.
وجدّدت تأكيدها أن أبشع ما في سياسات سعيد، ليس الفشل والعجز فحسب بل عدم الاعتراف بالأخطاء والاعتذار عنها.
التعديل الثاني في أقل من شهر
ويذكر أنه في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، أصدر الرئيس التونسي، مرسوما ينظم الانتخابات.
وتضمن المرسوم نظام الاقتراع على الأفراد بدل القوائم، واشترط على المترشحين جمع عدد من التزكيات من الناخبين لا يقل عن 400 تزكية نصفها نساء.